“الإبراء المستحيل”… لباسيل
إنها معركة “داتا” بامتياز ، رئيس التيار يملك ما يكفي من “داتا” عن خصومه بما يمكِّنه من خوض معركة سياسية وإعلامية ضدهم، والخارجون أو الذين أخرجوا من التيار يملكون ما يكفي من “داتا” عن باسيل، وربما عن الرئيس ميشال عون، بما يمكنهم من خوض معركة سياسية وإعلامية ضدهما، فهل تندلع “حرب الداتا” بين المعسكرين؟
كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:
ربما قدر النائب ابراهيم كنعان، أمين سر تكتل التغيير والإصلاح ورئيس لجنة المال والموازنة النيابية أن يستعدّ لكتابة الجزء الثاني من كتاب
“الإبراء المستحيل” ، لكن المقصود من الجزء الثاني، ليس كما الجزء الأول، أي استحالة إبراء المنظومة المالية ، بل استحالة إبراء المنظومة السياسية في التيار والتي أوصلته إلى ما وصل إليه، وعلى رأس هذه المنظومة رئيس التيار النائب والوزير السابق جبران باسيل.
ولكن هل القصة قصة جبران باسيل أم قصة مؤسس التيار ورئيسه السابق، والحالي عمليًا، الرئيس العماد ميشال عون ؟
الجواب ليس بالبساطة التي يعتقدها البعض، لأنّ العلاقة متداخلة ومتشابكة بين الجنرال عون وباسيل، فثمة مَن يعتقد بأنّ لباسيل الكلمة الأولى والأخيرة في ما يجري في التيار، وبأنّ الجنرال عون يشكِّل ” كاسحة ألغام ” سياسية وحزبية، تزيل من طريق الوزير باسيل كل المعوقات التي يمكن أن تصدِّع موقعه كرئيس للتيار . هذا الدور الذي ارتضى الجنرال عون لنفسه أن يقوم به ، عن سابق تصور وتصميم ، هدفه ” توريث ” التيار لباسيل ، وإن كان تحت ستارة الانتخابات والنظام الداخلي وسائر “التقنيات” المستخدمة والتي توضع في خدمة رئيس التيار.
المعركة حتى اليوم غير متكافئة ، وهي حتى إشعار آخر تميل لباسيل ، إذ عند كل لغم متوقَّع ، تنطلق “كاسحة الألغام ” ، أي الجنرال عون ، لئلا ينفجر اللغم في وجه باسيل ، ومع تفجير اللغم ، يُرفق اللغم المنفجر بـ “تهمة” جاهزة ، حصل ذلك مع النائب السابق زياد أسود ، ثم كرَّت السبحة ، من نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب إلى النائب سيمون أبي رميا إلى النائب آلان عون ، وأخيرًا ، وربما ليس آخرًا ، النائب ابراهيم كنعان.
“مضبطة الاتهامات ” للنواب الأربعة جاهزة ، وهي لا تُنشَر دفعةً واحدة بل يستخدم التيار ماكينة الجيش الإلكتروني ليوزعها على دفعات ، والواضح من خلال ما يُنشَر أن مكتب رئيس التيار يملك ” داتا ” سياسية معلنة وغير معلنة لمواقف من خرجوا أو أخرجوا من التيار . الاستهداف الأقسى يشمل النائبين ابراهيم كنعان وآلان عون ، إذ بدأت تظهر تصريحات لهما وتسريبات عنهما ، ليس من اليوم بل منذ سنوات ، ما يعني أن قيادة التيار احتاطت لهذه الكأس المرة ، وأنها ستصل إلى هذا الاستحقاق عاجلًا أم آجلًا ، مع الذين خرجوا أم أخرجوا . ماكينة الجيش الإلكتروني توزِّع ما “تنبشه” الداتا من تصريحات وتسريبات وتسجيلات ، ولعل ما تم تسريبه عن النائب آلان عون في أحد الاجتماعات مثال فاقع على سياسة تكوين “مضبطة الاتهام” من شأنها أن تدين المستهدَف من خلال هذه المضبطة.
في المقابل ، ماذا ينتظر المستقيلون والمُقالون والمبعدون ليردوا على الاستهداف الذي يطالهم؟
الردود تأتي بالمفرَّق، وعلى ما يبدو لا تنسيق بين الذين يتولون الردود ، الأكثر نشاطًا في هذا المجال النائب السابق زياد أسود، يليه النائب ابراهيم كنعان فيما النائب آلان عون رد على التسريبات التي طاولته، أما نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب فاكتفى بمقابلة ويُقال إنه يحضِّر لرد مسهب.
لكن هل سيبقى “الفرسان الأربعة” عند مرتبة ردة الفعل؟ أم ينتقلون إلى الفعل والمبادرة؟ بهذا المعنى ، ما هي السيناريوهات المتوقعة لتحركهم؟
هل يدعون إلى مؤتمر عام لكل المعارضين والمعترضين والذين خرجوا أو أُخرجوا، بدءًا من اللواء عصام أبو جمرا وصولًا إلى أحدث إسمٍ خرج أو أخرِج؟
هل يُصدِرون الجزء الثاني من “الإبراء المستحيل”، ويكون موضوعه رئيس التيار جبران باسيل ، من زاوية ” إستحالة إبرائه”؟
إنها معركة “داتا” بامتياز ، رئيس التيار يملك ما يكفي من “داتا” عن خصومه بما يمكِّنه من خوض معركة سياسية وإعلامية ضدهم، والخارجون أو الذين أخرجوا من التيار يملكون ما يكفي من “داتا” عن باسيل، وربما عن الرئيس ميشال عون، بما يمكنهم من خوض معركة سياسية وإعلامية ضدهما، فهل تندلع “حرب الداتا” بين المعسكرين ؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
جلسة انتخاب الرئيس… هل تكون آخر ” أرانب” بري؟ | هل سقطت معادلة “الشعب والجيش و… إيران”؟ | راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها |