حِلّوا عن بشير!


خاص 31 آب, 2024

أنتم الذين تمتهنون الصفقات وتحترفون التسويات، وتطلقون الموقف ثمّ عكسه، وتخوضون حروباً باسم التحرير ثمّ تعودون بتسهيل من المحتلّ، نقول لكم “حِلّوا عن بشير”.. “أمّا نحن، فلن “نَحِلّ” عن بشير. كيف نفعل ذلك، وهو حيٌّ فينا؟”

كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

بعد أيّام من ذكرى انتخاب بشير الجميّل رئيساً، وقبل أيّامٍ من ذكرى استشهاده، وفي غرّة أيلول الشهداء، نقول لكثيرين “حِلّوا عن بشير”.

أنتم الذين تسعون إلى مقارنة زعيمكم بالشاب الذي حقّق، قبل أن تنتصف ثلاثينه، بالكثير نضالاً ومقاومة بالسلاح والسياسة وتوّجها بالرئاسة، نقول لكم “حِلّوا عن بشير”.

أنتم الذين تتسلّون، في ٢٣ آب أو ١٤ أيلول، بأسئلةٍ من نوع “هل كان بشير بطلاً أو خائناً؟”، نقول لكم “حِلّوا عن بشير”.

أنتم الذين تحملون ميزاناً لقياس وطنيّة الآخرين، فتطلقون صفاتٍ عليهم من “صهاينة الداخل” إلى “يهود الداخل”، وتحتكرون الوطنيّة نقول لكم “حِلّوا عن بشير”.

أنتم الذين تدّعون أنّ من انتُخب في ٢٣ آب ١٩٨٢ كان ليكون كغيره من الرؤساء، إن امتلك النيّة فهو لن يملك القدرة، وكان ليعلن، على طريقته، أنّ هناك من منعه من تحقيق ما وعد به نقول لكم “حِلّوا عن بشير”.

أنتم الذين تمتهنون الصفقات وتحترفون التسويات، وتطلقون الموقف ثمّ عكسه، وتخوضون حروباً باسم التحرير ثمّ تعودون بتسهيل من المحتلّ، نقول لكم “حِلّوا عن بشير”.

قد نقول بعد “حِلّوا عن بشير” لكثيرين. لمن يفاخر بما فعله حبيب الشرتوني. لمن يفاخر بموته فداءً لمن يختبئ في أسفل، بينما يموت شبابه بالمجّان، من أجل حروب الآخرين التي استوردناها إلى أرضنا. ولمن يعلن موت لبنان، مستسلماً لقاتليه نقول لكم “حِلّوا عن بشير”.

“حِلّوا عن بشير” لأنّ ما من أحدٍ مثله، ما من زعيمٍ امتلك الكاريزما التي ميّزته، والتي تبقي فيديوهاته حيّة بعد ٤٢ عاماً على استشهاده.

في يوم الشهداء، نتذكّر من نعرفهم من بينهم، ونصلّي لهم جميعاً، وعلى رأسهم بشير.

في يومهم نقول: “أمّا نحن، فلن “نَحِلّ” عن بشير. كيف نفعل ذلك، وهو حيٌّ فينا؟”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us