أنكر محاولة الإغتصاب فضبطته الكاميرات
انعطف بسيارته فجأة نحو اليمين ودخل بؤرة مغلقة خالية وأطفأ المحرّك، وعمد إلى إمساك المدعية بيدها واضعاً يده الثانية على فمها لمنعها من الصراخ محاولاً الاعتداء عليها، إلا أنّها تمكنت من مقاومته وفتح باب السيارة والهرب منه
كتبت سمر يموت لـ”هنا لبنان”:
يُعدّ سائقو التاكسي نموذجاً يُحتذى به للباحثين عن لقمة العيش الكريم، إلا أنّ بعضهم كسر هذه القاعدة وأساء لهذه المهنة الشريفة وجعل منها “مصيدة” للفتيات اللواتي يستخدمن وسائل النقل هذه، لتفجير كبتهم الجنسي وامراضهم الدفينة. وما حدث مع الفتاة “ل.ي” خير دليل ، لكنّ حظها الجيّد أنقذها في اللحظة الأخيرة قبل أن يتمكن السائق من تنفيذ مأربه.
صباح يوم الأحد استقلت المدعية “ل.ي” (25 عاماً) سيارة أجرة نوع كيا يقودها المتهم “حميد.د” (مواليد العام 1993) من محلة بدارو متوجهة إلى جلّ الديب، وجلست في المقعد الأمامي لوجود راكبة أثيوبية في الخلف، وبوصول المتهم الى محلة كورنيش النهر قبل تقاطع الدخولية وبعد إنزاله الراكبة الأثيوبية قرب كنيسة بدارو، انعطف بسيارته فجأة نحو اليمين ودخل بؤرة مغلقة خالية وأطفأ المحرّك، وعمد إلى إمساك المدعية بيدها واضعاً يده الثانية على فمها لمنعها من الصراخ محاولاً الاعتداء الجنسي عليها، إلا أنّها تمكنت من مقاومته وفتح باب السيارة والهرب منه.
توجهت “ل.ي” إلى فصيلة درك النهر وأدلت بما تعرّضت له، وبنيتجة التحقيقات المجراة ومراجعة كاميرات المراقبة المثبتة في المنطقة تمّ التعرّف على رقم تسجيل السيارة التي كان الفاعل يقودها وكامل مواصفاتها ومعرفة كامل هويته وإبلاغه وجوب الحضور للإدلاء بإفادته لكنّه تمنّع عن ذلك فصار إحضاره بالقوّة.
بالتحقيق معه أفاد “حميد.د” أنه أثناء قيادته السيارة العمومية وبرفقته المدعية وبوصوله إلى محلة النهر فوجئ بحاجز لقوى الأمن، وكونه لا يحوز رخصة سوق عمومية، غيّر مساره ودخل بؤرة خالية على يمين الطريق وأطفأ المحرك بعدما فوجئ أنها مغلقة، فأخذت المدعية بالصراخ فوضع يده على فمها خوفاً من ملاحظة القوى الأمنية وأنه لم يعتدِ عليها ولم يكن في نيّته القيام بأي عمل مناف للحشمة معها، وأن خوفه من قوى الأمن وارتباكه حالاً دون شرحه الأمر للمدعية.
وباطلاع المحققين على تسجيلات كاميرات المراقبة، تبين أن سيارة المتهم شوهدت عند الساعة 11:21 دقيقة متجهة من العدلية نحو كورنيش بيار الجميّل، وشوهدت المدعية في المقعد الأمامي بجانب السائق ثم غابت السيارة عن حقل رؤية الكاميرات، لتعود وتظهر عند الساعة 11:28 آتية بسرعة من مكان الحادث المفترض نحو تقاطع الدخولية دون وجود أحد بجانب السائق، الذي تابع مساره دون توقّف متجاوزاً الإشارة الحمراء نحو منطقة الدورة.
وبالمقابلة المجراة بين السائق والمدعية، أصرت الأخيرة على أقوالها بعد تعرّفها عليه مؤكّدةأنها لم تشاهد أي حاجز لقوى الأمن قبل حصول الفعل، وهي أبرزت تقريراً طبياً يفيد بأنها مصابة برضّة مع ازرقاق على الزند الأيسر وبرضّة على الكتف الأيمن وتعاني من ألم في الرقبة جراء عنف تعرّضت له وقد تسببت لها هذه الإصابات بتعطيل عن العمل لمدة يومين.
خلال المحاكمة، زعم السائق أن المدعية صعدت معه في السيارة وبقيت لمدة ساعتين وطلبت منه المال ولمّا لم يُعطِها عرضت عليه إجراء علاقة جنسية في الفندق وعندما اختلف معها على التسعيرة، دفعها الى الخارج وغادر نافياً أن يكون قد لمسها.
محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي المكلّفة زلفا الحسن، بيّنت في حيثيات حكمها التضارب في أقوال المتهم واستندت الى كاميرات المراقبة والتقرير الطبي، لتثبت قيام المتهم بمحاولة اغتصاب المدعية بدليل سلوكه طريقاً فرعية حيث توجد بؤرة مغلقة الطريق، كما لم تُظهر كاميرات المراقبة المثبتة على الطرقات أيّ حاجزٍ أمنيّ مثلما زعم المتهم الذي غادر بسرعة فائقة دون التوقف على الإشارة الضوئية الحمراء، وأنزلت هيئة المحكمة به عقوبة السجن مدة خمس سنوات وأنزلتها تخفيفاً الى الأشغال الشاقة مدة سنة ونصف على أن تحتسب له مدة توقيفه.
مواضيع مماثلة للكاتب:
أطفال لبنان يعيشون كابوس الحرب ويُرعبهم صوت “أدرعي” | سجناء لبنان ينزحون أيضاً: قلقون على حياتهم وذويهم | سجناء “رومية” يصعّدون تجاه الأوضاع اللاإنسانية |