ما الذي أغضب المفتي قبلان؟


خاص 4 أيلول, 2024

شخصيتان تخرجان سماحة المفتي عن طوره: البطريرك الراعي في عظاته الأسبوعية، والدكتور سمير جعجع، لألف سبب وسبب لا علاقة لها بمضمون كلامه. الأرجح أن وقت سماحة المفتي لا يسمح له لا بسماع رئيس “حزب القوات اللبنانية” لخمسة وأربعين دقيقة ولا بقراءة المضمون. يرد على التهيّؤات بحملة تخوين. فيرى ما يريد ويقرأ على هواه بلغة خشبية نخرها سوس الكراهية.

كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:

لو قال رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، أو سلفه ميشال سليمان، أو الرئيس الشيخ أمين الجميل، أو النائب ميشال معوّض، أو رئيس التيار جبران باسيل، أو كميل دوري شمعون أو نعمت جورج افرام حرفيّاُ ما قاله الدكتور سمير جعجع في 1 أيلول لما ثارت ثائرة المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان!

لو تبنى روّاد الإعتدال السني، وصقور السنّة، والتغييريون السنة في مجلس النواب الحالي وخارجه خارطة الطريق نحو الإستحقاق الرئاسي وفق ما ينص عليه الدستور من دون المرور لا في حارة حريك ولا في عين التينة ولا حتى في معراب وبكفيا وبكركي بل في ساحة النجمة حصراً لما انطلقت حمم الأحد من بركان سماحة الشيخ؟

لو قال مروان حمادة ما قاله رئيس “القوات” بما خص مرجعية الدولة في قرار السلم والحرب وبوجوب عقد جلسة حوار وطني في شأن حرب المساندة الكارثية على لبنان، ولو قال أمين عام الطاشناق بحوار حول صيغة جديدة للبنان بعد الرئاسة ولو قال عبدالله بو حبيب بضرورة نشر الجيش وحده في الجنوب، إلى جانب اليونيفيل، وفقاً لمنطوق الـ 1701 لما اتهمهم، جملة ومفرّقاً، بخدمة أمريكا وتل أبيب.

لو انتقد ملحم خلف رئيس مجلس النواب نبيه بري، من الإثنين إلى الأحد، لما شعر سماحة المفتي بأي انزعاج، ولاعتبر كلام خلف في صلب اللعبة الديمقراطية ولما أوصاه بتعلّم التاريخ ولما استذكر سماحته مآثر 6 شباط ومحطات الانقسام.

شخصيتان تخرجان سماحة المفتي عن طوره: الأولى، بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظاته الأسبوعية متغاضياً عن عظات المتروبوليت الياس عودة التي لا تقل مبدئية عن عظات رأس الكنيسة المارونية.

الشخصية الثانية، الدكتور سمير جعجع، لألف سبب وسبب لا علاقة لها بمضمون كلامه. الأرجح أن وقت سماحة المفتي لا يسمح له لا بسماع رئيس “حزب القوات اللبنانية” لخمسة وأربعين دقيقة ولا بقراءة المضمون. يرد على التهيّؤات بحملة تخوين. فيرى ما يريد ويقرأ على هواه بلغة خشبية نخرها سوس الكراهية.

“الوظيفة السياسية التي تخدم إسرائيل لا محل لها في هذا البلد”، قال سماحته في ردّه على جعجع مطالباً إياه بالتعلّم من دروس التاريخ. كلام عميق عميق ورد في بيان ضليع من التاريخ والفلسفة والعلوم السياسية.

وأضاف كبير الناطقين باسم الثنائي في رده الصريح والمتزن على جعجع: “حركة أمل” و”حزب الله” أكبر قوة سيادية في هذا البلد، ولولا هذا الثنائي المقاوم لتصهين لبنان منذ التاريخ المشهود لشراكة البعض مع الإسرائيلي الذي احتل لبنان، ولم يكن ينقص خطابك (خطاب جعجع) بالأمس سوى أن تكون على ظهر دبابة إسرائيلية”.

يُفهم بصريح العبارة أن أي لبناني يعترض على حروب “الدويلة ” وخيارات صاحب الدولة المتماهية مع وحدة الساحات وجر الجنوبيين واللبنانيين إلى الدمار و”الشحار” ما هم سوى حفنة من المتصهينين.

بصراحة لا أعرف ما الذي أغضب سماحة المفتي المنادي من دون كلل بالشراكة الإسلامية المسيحية الوطنية؟

أي موقف بالتحديد؟ أي فقرة؟ أي جملة؟ أي كلمة؟

الرجاء ممن يعرف إعلامنا نحن الجهلة في تحليل النصوص وفهم خبايا النفوس.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us