عصابة جزائريّة تهرّب المخدرات عبر المطار بأكياس “الماجي” والزعتر
تمكن مواطنان جزائريان من نقل “بضائع مشبوهة” من لبنان إلى تركيا أكثر من أربعة عشر مرةّ قبل أن يتم توقيفهما في مطار رفيق الحريري، وبحوزتهما أكياس من الـ”ماجي” و”الزعتر” بداخلها نحو 7 كيلوغراماً من حشيشة الكيف
كتبت سمر يموت لـ”هنا لبنان”:
أكثر من أربعة عشر مرةّ نجح مواطنان جزائريان في نقل “بضائع مشبوهة” من لبنان إلى تركيا، قبل أن يتم توقيفهما متلبّسَين معاً في في مطار رفيق الحريري. الشقيقان ضُبط بحوزتهما أكياس من الـ”ماجي” و”الزعتر” خُبّئ بداخلها نحو 7 كيلوغراماً من حشيشة الكيف. فكيف اكتُشف أمرهما؟
“هنا لبنان” حصل على تفاصيل القضية التي جاءت وقائعها على الشكل التالي:
في 24 آذار الماضي وبينما كان الجزائري “فراس.ج” (مواليد 1977) وشقيقته “عالية” (مواليد 1963) بصدد السفر إلى تركيا عبر مطار رفيق الحريري الدولي تمّ الاشتباه بأمرهما وإخضاعهما للتفتيش من قبل فصيلة تفتيشات المطار، حيث ضُبط بحوزتهما كمية 6850 غرام من حشيشة الكيف، موضبة داخل أكياس “ماجي” و”زعتر”. أُخضع الشقيقان للتحقيق الفوري فأفاد “فراس” أنّهما يعملان لصالح شقيقهما الأصغر “محمد.ج”(مواليد 1982) في الشحن من سوريا ولبنان إلى تركيا، وأنهما حضرا إلى لبنان واستلما كرتونة من كاراج في محلّة الدورة بهدف نقل محتواها إلى تركيا لتسليمها إلى شقيقهما هناك بناءً لطلب أحد الزبائن.
شرح “فراس” للمحققين أنه فتح الكرتونة المذكورة بعد استلامها، فوجد بداخلها بعض الأكياس الموضّبة في أظرفة “ماجي” و”زعتر” فوزّعها بين حقيبته وحقيبة شقيقته “عالية” قبل أن ينطلقا إلى مطار بيروت استعداداً للسفر، فيما أنكر الاثنان معرفتهما باحتوائها على المخدرات.
تمّت متابعة التحقيق الأولي لكشف باقي المتورّطين وتمّ التواصل مع الشقيق المشتبه به “محمد.ج”، فأفاد أنّ المدعى عليها دلال.ح” (مجهولة باقي الهوية) هي من طلبت منه شحن هذه البضائع إلى تركيا وأنّ المدعى عليه اللبناني “محمد.ق” (مواليد 1992،موقوف غيابياً) هو من قام بإيداعها في المكتب المذكور.
أحيلت القضية أمام دائرة قاضي التحقيق في جبل لبنان زياد الدغيدي الذي باشر على الفور تحقيقاته مع المدعى عليهم، فأصدر في 29 نيسان الماضي مذكرتي توقيف وجاهيتين بحق الجزائريين “فراس” و”عالية” وغيابيتين بحق شقيقهما “محمد.ج” واللبناني “محمد.ق” وذلك بناء على استجواب الشقيقين، حيث كرّر “فراس” إفادته الأولية وأدلى أنّه حضر الى لبنان ما يقارب الأربعة عشر مرّة برفقة شقيقته “عالية” وقام بنقل البضائع، فيما قالت الأخيرة أنها حضرت إلى لبنان ست مرات ونقلت البضائع بنفس الطريقة وأنها استحصلت على المضبوطات من مكتب في محلّة الدورة.
لم يتوصل التحقيق إلى بيان كامل هوية المدعى عليها “دلال.ح”، فيما أصدر القاضي الدغيدي قراره الظني، معتبراً في فقرته القانونية “أنّ شحن البضائع يخضع لأصول منظّمة بطريقة قانونية تستوجب إصدار وثائق صريحة وواضحة تُبيّن هوية الشاحن ومصدر البضاعة وماهيتها ووجهتها وهوية المشحون” الأمر الذي ينتفي في الدعوى الراهنة ويستتبع الظن بالمدعى عليهما “فراس” وعالية” بثبوت عبورهما الأراضي اللبنانية بهدف تحميل المخدرات وتهريبها عبر المطار والإتجار بها بالاتفاق والتنسيق مع شقيقهما “محمد.ج” وكل من “محمد.ق” و”دلال.ح” وهما سبق وحضرا إلى لبنان ونجحا في نقلها مرات عدّة.
وظنّ القاضي الدغيدي بالمدعى عليهم جميعاً سنداً للمادتين 125 معطوفة على المادة 13 و150 من قانون المخدرات رقم 673/1988. وأحال الجميع للمحاكمة أمام محكمة الجنايات طالباً إصدار مذكرة تحرٍّ دائم بحق “دلال.ح” توصلاً لبيان كامل هويتها وردّ طلب إخلاء سبيل “فراس” و”عالية” وأعاد الملف النيابة العامة لإيداعه المرجع المختصّ.
مواضيع مماثلة للكاتب:
أطفال لبنان يعيشون كابوس الحرب ويُرعبهم صوت “أدرعي” | سجناء لبنان ينزحون أيضاً: قلقون على حياتهم وذويهم | سجناء “رومية” يصعّدون تجاه الأوضاع اللاإنسانية |