الأمن الرقمي في لبنان.. اختراقات بالجملة ووسائل التواصل في قبضة الهاكرز


خاص 6 أيلول, 2024

سرقة الصفحات هدف رئيسي لـ “الهاكرز” في كل أنحاء العالم، وليس فقط في لبنان، لأنهم يستطيعون من خلالها الحصول على مبالغ طائلة عبر ابتزاز صاحب الحساب لإعادة حسابه خاصة إذا كان الحساب مصدر رزق لصاحبه، أو لحماية السمعة الشخصية إذ يقوم “الهاكر” بإرسال صور غير لائقة بهدف تشويه سمعة الشخص حتى يدفع المبلغ المطلوب

كتبت هانية رمضان لـ”هنا لبنان”:

في عصر يتزايد فيه الاعتماد على التكنولوجيا والتواصل الرقمي، برزت في لبنان ظاهرة خطيرة تهدد أمان مستخدمي شبكة الإنترنت وهي ظاهرة الـ Hackers أو ما يعرف بمخترقي الحسابات.

ومع اعتماد الكثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات أخرى كالواتساب، أصبحت بيانات الأفراد وخصوصيتهم عرضة للاختراقات التي قد تؤدي إلى خسائر مالية وابتزاز وحتى نشر معلومات حساسة. وقد أدى هذا الارتفاع في حالات الاختراق إلى كشف ضعف البنية التحتية للأمن الرقمي في لبنان.

فمن آسيا إلى أوروبا، ومن أمريكا إلى إفريقيا، لا يختلف المشهد كثيرًا، فالجرائم الإلكترونية ترتفع بمعدلات مقلقة، وتترك وراءها آثارًا خطيرة على الأفراد والمؤسسات على حد سواء. وهذه الظاهرة لا ترتبط فقط بقدرات تقنية معينة، بل تعكس أيضًا الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تدفع بعض الأفراد إلى القيام بمثل هذه الأعمال غير القانونية.

وفي هذه الفترة، ومع ارتفاع وتيرة الصراع القائم مع إسرائيل، من المهم الإشارة إلى وجود تأثير غير مباشر على تزايد عمليات اختراق الحسابات، حيث تُستخدم الهجمات الإلكترونية كأداة إضافية للحرب النفسية والتجسس، أو حتى لتعطيل التواصل بين الأفراد والمؤسسات. وغالبًا ما يُستغل الصراع كذريعة لتعزيز عمليات الاختراق بهدف جمع معلومات استخباراتية أو للتلاعب بالرأي العام، فتُصبح حسابات الأفراد والأجهزة الرقمية جزءًا من ساحة الحرب غير التقليدية.

ولمعرفة تفاصيل أكثر عن هذا الموضوع، أجرى موقع “هنا لبنان” اتصالاً مع الخبير التقني والتكنولوجي عبد مصطفى، الذي أكد أنّ سرقة الصفحات هي هدف رئيسي لـ “الهاكرز” في كل أنحاء العالم، وليس فقط في لبنان، لأنهم عبر هذه الطريقة يستطيعون الحصول على مبالغ تفوق 1000 دولار في بعض الحالات من خلال ابتزاز صاحب الحساب لإعادته، خاصة عندما يكون الحساب مصدر الرزق الوحيد لصاحبه. وفي حالات أخرى قد يكون الهدف حماية السمعة الشخصية، حيث يقوم “الهاكر”، للأسف، بإرسال صور غير لائقة بهدف تشويه سمعة الشخص حتى يدفع المبلغ المطلوب.

وتابع مصطفى أنّ “الهاكرز” عادةً ليسوا من لبنان فحسب، وإنما هناك “هاكرز” معروفون في الحقيقة، أبرزهم من نيجيريا وتركيا وأمريكا بنسبة 90%، حيث يعتمدون على أبرز الأساليب، وهي إرسال رسالة نصية تحتوي على كلمة “vote” أي تصويت لمسابقة، فيدخل الشخص إلى هذا الرابط أو اللينك المزيف ويتم اختراق حسابه بشكل مباشر. وعلق مصطفى على أنّ الهاكر يعتمد هذا الأسلوب الذكي لأنه يقوم بسرقة حساب شخص صديق أو قريب من صاحب الحساب الذي يريد سرقته، حيث يظنّ الشخص أنّ صديقه هو من يطلب منه التصويت له، فيتم اختراق حسابه.

ولدى السؤال عن مدى فعالية إجراءات الأمان التي توفرها المنصات الاجتماعية الكبرى في منع الاختراق، أجاب مصطفى أنّ اختراق الحسابات يتم عبر طرق ذكية ومتقدمة، حيث يقوم صاحب الحساب بتقديم كامل الصلاحيات لـ “الهاكر” لكي يقوم بالدخول إلى حسابه. بمعنى أن الموقف يشابه تمامًا حالة الشخص المخترق الذي يريد تسجيل الدخول إلى جهاز آخر، فيقوم بتسجيل الدخول وطلب رمز التحقق بخطوتين “2-factor authentication”، ثم يقوم بكتابة الرمز ويدخل إلى حسابه بشكل طبيعي. ولكن “إنستغرام” توفر ميزة تقديم فيديو شخصي للتحقق من هوية الشخص عبر تقنية الذكاء الاصطناعي، حيث يقوم الشخص بإرسال بعض لقطات الفيديو لوجهه للتحقق من هويته، وبعدها يتم إرسال رابط دخول للحساب مع رمز “backup code” أو عبر طريقة أخرى وهي التحقق عبر صديقين، حيث يقوم “إنستغرام” بإرسال إشعار لهما بالموافقة، وبعدها يتم استرجاع الحساب.

وفي الختام، نصح مصطفى بخطوات يتبعها الشخص فور تعرض حسابه للاختراق لاسترجاعه، وهي كالتالي:

* يقوم بكتابة اسم المستخدم “username”.

* بعدها يتم طلب التحقق عبر البريد الإلكتروني أو رقم هاتفه القديم لأن الهاتف حينها سيتعرف عليهم حتى لو قام المخترق بتغييرهم.

* ومن بعدها سيقوم بالضغط على “try another way” ليقوم بتقديم “Video ID” له أو الاستعانة بشخصين. مشيرًا إلى أن هذه الخطوات تنجح بنسبة 100% مع الحسابات الشخصية التي تحتوي على صور شخصية للشخص المخترق.
أما بالنسبة إلى حسابات الأعمال “البزنس”، فيجب التواصل مع أشخاص لديهم صلاحيات خاصة في “ميتا” أو يكون على تواصل مباشر مع الفرق العليا “higher teams” أو يكون هناك خيار الدفع الحتمي لاستعادة حسابه.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us