عندما ينقلب السحر الإيراني على الشعب اللبناني


خاص 10 أيلول, 2024

أي نتيجة حققها “الحزب” بدخول الحرب، وماذا بقي من غزّة لنصدق أنّ حرب المساندة وربط الساحات أعطت نتيجة، وهل النتيجة تحتاج إلى قاموس أو معجم لشرحها أم يجب أن نراها بالعين المجردة ونشعر بها من دون عناء؟

كتب بشارة خيرالله لـ “هنا لبنان”:

من يراقب التصريحات الصادرة عن القيادات في إسرائيل، يعتقد جازمًا أنّ زمام الأمور انحصرت في ما تقرره حكومة نتنياهو، بمعزل عن تأثير الولايات المتحدة الأميركية المنشغلة في الانتخابات الرئاسية بعد أن بدأ العدّ العكسي جديًا مع المناظرة الأولى التي ينشغل بها العالم بين الرئيس المرشح دونالد ترامب ونائبة الرئيس الحالي مرشحة الحزب الديمقراطي كاملا هاريس، ناهيك عن إخراج إيران نفسها بنفسها عن التأثير الفعلي في مجريات الأحداث بعد بيعها مقتل اسماعيل هنية من دون أي رد..

اليوم، وبعد سنة من عملية طوفان الأقصى، لا يزال الإسرائيلي يتحكم بلعبة فكّ الساحات، وبات جاهزًا لعقد تسوية ينتج عنها وقف العمليات العسكرية في غزّة من دون الأخذ بعين الاعتبار ضرورة وقف تبادل إطلاق النار على جبهته الشمالية، أي جبهة جنوب لبنان.

والسؤال الذي يطرح نفسه من جانبنا كلبنانيين مؤيّدين للقضيّة الفلسطينية ومتعاطفين مع الشعب الفلسطيني المقهور والمسلوب الإرادة، مع حرصنا الكامل على ضرورة تجنيب لبنان الانعكاسات الناجمة عن الحرب المفتوحة: أي نتيجة حققها “حزب الله” بدخول الحرب، وماذا بقي من غزّة لنصدق أن حرب المساندة وربط الساحات أعطى نتيجة، وهل النتيجة تحتاج إلى قاموس أو معجم لشرحها أم يجب أن نراها بالعين المجردة ونشعر بها من دون عناء، وهل سمعنا أصواتًا من غزّة تشكر “حزب الله” على إنجازاته الباهرة، وهل خرجت تظاهرات مليونية من الشعب الفلسطيني أو من أهل الجنوب اللبناني أو من الشارع العربي الواسع العريض تؤيد ما قام به “الحزب” حتى منع إسرائيل من تدمير غزّة وجنّب الجنوب اللبناني حفلة التدمير للبلدات والقرى، التي يقال أنّ غالبيتها باتت تُشبه حدّ التطابق أحياء غزّة المدمَّرة بفعل الضربات الإسرائيلية المستمرة ليلًا ونهاراً.

هل يستحق هذا الفريق أن يقف الشعب اللبناني ويصفِّق لمثل هذه “الإنجازات” التي لا أثر لها على الإطلاق لا بل على العكس، “انتصارات” كلفتها مليارات الدولارات على الاقتصاد اللبناني وخسارات بشريّة من خيرة الشباب لا تُقدَّر بثمن تترك جراحها في صدور الأمهات، ودمار في الحجر يستحيل تعويضه إن لم تتحنّن على لبنان دولة خليجية محبّة كالمملكة العربية السعودية أو الكويت أو قطر..

كيف سيواجه “حزب الله” الرأي العام الجارف غير القابل بمثل هذه المغامرات التدميرية التي أصابت الشعب اللبناني عمومًا وفعلت فعلها بأهل الجنوب من السنّة والشيعة والمسيحيين والدروز.. إنّ صمت هؤلاء فيه الكثير من النبل، لكنه حتمًا لا يعني الموافقة على فتح الحرب وجعل لبنان ساحة صراع تتاجر فيها إيران على حساب كل شيء في لبنان.

ولكي يكتمل المشهد السوداوي، قرر “حزب الله” ربط ساحة قصر بعبدا بساحة الشريط الحدودي المربوطة أصلًا بمعبر رفح أو فيلادلفي وبخيارات نتنياهو ومصلحته بشن الحرب وتدفيع الشعب اللبناني برمته ثمن هذا الفيلم الإيراني الطويل.

أما آن أوان فك الربط بين الجبهة المفتوحة عنوةً وبين المجلس النيابي المقفل بفعل فاعل يهدف إلى تركيع الشعب اللبناني من خلال فرض مرشح لا ترغب فيه شرائح واسعة من اللبنانيين وغالبية ساحقة من المسيحيين، يكون عنوانًا لمرحلة ينحدر فيها لبنان إلى ما بعد الدرك الأسفل الذي هو فيه..

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us