بو حبيب: وبأي صفة يقول “الحزب” نعم أو لا؟
أيّ دولة هذه التي يتابع فيها رئيس حكومتها ووزراؤه، بمن فيهم وزير الدفاع، حرب المساندة والمشاغلة من مقاعد المتفرجين؟ أيّ دولة هذه التي يحفر فيها “حزب” ممثل بالبرلمان الأنفاق ويصنّع المسيّرات ويخزّن الصواريخ الذكية والغبية ويخوض معاركه بتوكيل خارجي ولا تجرؤ على الاعتراض؟
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
“الحزب ليس دولة ليقول نعم أو لا، الدولة اللبنانية هي التي تقول نعم أم لا”، أيّ شعور ينتاب المواطن اللبناني لدى سماعه هذا الموقف الحازم والواضح؟ شعور بفخر الإنتماء إلى مدرسة عبدالله بو حبيب النموذجية ممزوج بنكهة العز والأصالة والتمرّد والبطولة والعنفوان. لوهلة يظنّ المستمع أنّ وزير خارجية لبنان عبدالله أبو حبيب شرب لتوّه حليب السباع ثم لوى رقبة وحيد قرن وداس على رأس تمساح كروكزيلا وهزم قبيلة من الفهود الآسيوية.
حقيقة الأمر أنّ كلام صاحب المعالي، المحسوب على التيار الباسيلي، جاء بعد مشاركته في اجتماع السراي بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والسفراء والقائمين بأعمال سفارات الدّول الأعضاء في مجلس الأمن الدّوليّ. ما قاله أمام الصحافيين قاله أمام باقة من الديبلوماسيين وأذهلهم. في خلال أعوام تكوّنت لدى معظم السفراء المعتمدين في بيروت قناعةٌ راسخة أنّ الدولة اللبنانية عاجزة وهزيلة ومغلوب على أمرها وأن كل الحكومات بلا ” بيــــــ .ات “.
“الدولة تقول نعم لقرار دولي جديد والدولة تقول لا”. بمعنى آخر، من هو “الحزب” وبأيّ صفة يوافق أو يعترض؟
أصبت وأجدت يا صاحب المعالي. يوم صدر قرار مجلس الأمن الرقم 1701، المتخذ بالإجماع في 11 آب 2006. وافقت الحكومة اللبنانية على القرار في 12 آب وكان على رأس وزارة الخارجية والمغتربين فوزي صلّوخ المحسوب، عاطفياً، على حركة أمل. يومذاك لم تتحفظ الحكومة، ولا أيّ وزير فيها على “إقامة منطقة بين الخط الأزرق والليطاني خالية من أيّ مسلحين أو ممتلكات أو أسلحة” كما ورد في متن القرار الدولي. ولا اعترضت على “تطبيق كامل لبنود اتفاق الطائف والقرارين 1559 (2004) و1680 (2006) اللذين يطالبان بنزع أسلحة كل المجموعات المسلحة في لبنان، لتصبح الدولة اللبنانية وحدها وطبقاً لقرار الحكومة اللبنانية في 27 تموز/يوليو 2006، تملك أسلحة وتمارس سلطتها في لبنان”.
ولا انزعجت من “منع بيع أو تسليم أيّ أسلحة أو معدات مرتبطة بها في لبنان باستثناء تلك التي تسمح بها الحكومة اللبنانية”!
واضحاً كان ناظر الخارجية اللبنانية. “قاطع متل العدل، محني متل التواضع وبحدّو الفاصل بتخلّص لبنان” كما يقول نصري شمس الدين في مسرحية “إيام فخر الدين”. واضحاً كان وصادقاً وطيّب القلب لدرجة اعتقد فيها أنّ مواطنيه من السذّج.
أيّ دولة هذه التي يتابع فيها رئيس حكومتها ووزراؤه، بمن فيهم وزير الدفاع، حرب المساندة والمشاغلة من مقاعد المتفرجين؟
أيّ دولة هذه التي يحفر فيها “حزب” ممثل بالبرلمان الأنفاق ويصنّع المسيّرات ويخزّن الصواريخ الذكية والغبية ويخوض معاركه بتوكيل خارجي ولا تجرؤ على الإعتراض؟
كي يبدد بو حبيب وهم الدولة ذات السيادة ختم تصريحه بإقرار صريح: “إذا كان هناك نوع من قرار جيد نقبل به كدولة، فسنحاول أن نقنع حزب الله به”. يبقى لك يا كبيرنا وحبيبنا شرف المحاولة. إبدأ أولاً بإقناع عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق أنّ 9 من 10 لبنانيين ضد الحرب، أو أقلّه أقنع الحاج محمد رعد بوجود جمهورية لبنانية على هذا الكوكب وبعد ذلك “كلّه في حبّك يهون”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم | الحكواتي الجديد |