لماذا نحب بشير الجميل؟


خاص 13 أيلول, 2024

أحببناه لأنّه كان في طليعة مقاتليه بالحرب وليس متلطياً خلف شجاعتهم، موجوداً كان على الجبهات يبثّ فيهم روح الصمود والإفتخار بما يقومون به. أحببناه لأنّه صاحب قرار مهما كان صعباً. أحببناه لأنّه ثار على صيغ التكاذب والثنائيات التي بني عليها الوطن.


كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:

بعد 42 سنة على الجريمة الكبرى في الأشرفية، نسال أنفسنا ببساطة لماذا نحب بشير الجميل؟
ويسألنا أولادنا ببراءة الجاهل: “ليش بتحبوا الشيخ بشير؟”
ويسألنا خصومنا الألدّاء بلؤم: ما الذي أبهركم بشخصية بشير؟ ويرفقون السؤال بباقة من النعوت / الكليشيهات.
نحب “الباش”، نحن جيل الحرب الأولى، لأنه عاش مثلنا في قلب الخطر. شاهدناه يُخطف. سمعناه يجهر بقناعاته. شاركنا وشاركناه معارك الدفاع عن لبنان بقناعة لا تلين.
أحببناه لأنّه لم يخَف يوماً من شراسة عدوّ ولا هرب من مواجهة.
أحببناه لأنّه كان في طليعة مقاتليه بالحرب وليس متلطياً خلف شجاعتهم، موجوداً كان على الجبهات يبثّ فيهم روح الصمود والإفتخار بما يقومون به.
أحببناه لأنّه صاحب قرار مهما كان صعباً.
أحببناه لأنّه ثار على صيغ التكاذب والثنائيات التي بني عليها الوطن.
أحببناه لأنّه دافع عن لبنان وعن القضية التي آمنّا بها حتى النخاع الشوكي.
أحببناه لأنه قاد قوّات لبنانية موحّدة، ودفع ثمن التوحيد من رصيده السياسي غالياً.
أحببناه لأنّه انتقد بشدّة تجاوزات من أساء إلى جوهر القضية ونقائها وعمل بكلّ صدق لتكون القوّات صورةً يفتخر بها المسيحيون على تنوّع مشاربهم.
أحببناه لأنّه دفع لوحده ثمن تحالفات اضطرارية، لو لم تكن، لكان أبو عمار وأعوانه يحكمون لبنان من أقصاه إلى أقصاه.
أحببناه لأنّه أوصى باحترام شهداء الآخرين يوم بلغ قمة السلطة، أو شارف على بلوغها، فيما نكّل الآخرون بنصب شهدائه وأهانوا الرفات والذكريات.
أحببناه لأنّ يده ظلّت ممدودة للحوار مع ألدّ الخصوم.
أحببناه لأنه لم يساوِم على بقاء الفلسطينيين في لبنان وأصرّ على توزيعهم على الدول العربية كافة، رغم المغريات العربية وغير العربية.
أحببناه لأنه واجه ديكتاتور الشام وجيشه بقدرات عسكرية محدودة.
أحببناه لأنه عمل على مشروع بناء دولة عصرية، قوية، وسعى إلى إدارة نظيفة، على صورة أحلام الشباب وأمانيهم. في 21 يوماً فصلت ما بين الإنتخاب والإغتيال أوقد شعلة التغيير.
أحببناه لأنّ كلّ واحد منّا اعتبره شبيهاً له. أولاد عين الرمانة وأولاد مونو. أولاد الأشرفية وأولاد برمانا. كنّا في الواقع مجرّد أولاد، لدينا أمهات وآباء آمنوا مثلنا ببشير المنقذ والحلم والأمل.
أحببناه لأنه عكس أحلامنا على مرآته، وظهّر لبنان كما نريده في وقت كان الشيخ بيار لا ينفكّ يردّد: أي لبنان نريد.
قيادة بشير لم تزده إلّا قرباً من الناس، ولم تزد الناس إلا إعجاباً به.
من كانوا يخافونه، صاروا يخافون عليه كما كتب الياس الديري مطلع الثمانينات.
نحبه يا ولدي، لأنه مرّ في حياتنا وترك لنا زاداً لكلّ العمر. عسى يفهم الخصوم لماذا أحببناه.
بيشبه مستقبلنا .. كان متلنا!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us