نواف الموسوي يدعوكم إلى حوار..
نواف الموسوي ليس شخصًا عاديًا مثل أي بوق على “السوشيل ميديا”، نواف الموسوي هو “الحزب”، الذي يهددكم حينًا ويقتلكم أحيانًا، ويقتل أحلامكم بترشيحٍ قاهرٍ للسواد الأعظم من المسيحيين ومن اللبنانيين أيضًا، وهو الذي يدعوكم إلى الحوار
كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:
آخر صيحات نائب “حزب الله” السابق، المطرود من جنّة المجلس النيابي بسبب بلطجته تارةً على رجال أمن في مخفر درك، وتارةً أخرى على نائب ونجل رئيس جمهورية شهيد من قلب المجلس النيابي وأمام عدسات الكاميرات.. يومها، لم “يغضب” الحزب من الموسوي كرمى عيون نديم بشير الجميل ومن خلفه الفريق السيادي الذي استفزته الحقارة، إنما لأنه أصاب الرئيس ميشال عون في سهامه، وباطنية “حزب الله” تُحتِّم” عليه الاعتذار وسحب الموسوي مرحليًا من تحت الأضواء وتسليمه ملفات لا تحتاج إلى إطلالات وتصاريح وظهور إعلامي.
لكن إطلالته على شاشة المنار تحديدًا، وقوله ما قاله بحق الرئيس الشهيد بشير الجميل في ذكرى استشهاده، وتهديده الرئيس العتيد غير المعروف إسمه بأن مصيره سوف يكون مشابهًا، ليأتيه القاتل المجرم ويقوم بالواجب كما فعل حبيب الشرتوني ببشير، غير بريء.. وكلامه في هذا التوقيت ومن هذا المنبر تحديدًا هو كلام “حزب الله” حتى إثبات العكس.
فـ”حزب الله” المخروق في صفوفه حتى النخاع من قبل الإسرائيلي، والذي يدفع ثمنًا بشريًا كبيرًا بسبب معرفة إسرائيل كل شاردة وواردة وصولًا إلى مكان وجود السيد حسن نصرالله، يبدو وكأنه بدأ بفقدان توازنه، وبدأت معه مرحلة جديدة عنوانها الهذيان.
ليست صدفة أن يُقتل نجل شقيق القائد الكبير في “حزب الله” فؤاد شكر بطريقة ملتبسة تشبه إلى حدٍ كبير مقتل لونا الشبل في سوريا بعد اغتيال القادة الايرانيين في مركز القنصلية.. إنها حرب استخباراتية رهيبة، تتطلب ربما بعض التعمية لأخذ الرأي العام إلى مكان آخر.. ولا بأس من استفزاز المسيحيين.. المهم إبقاء الشيعة في حالة الاصطفاف الكامل من دون السماح بأي تسرب ناتج عن خيبة الأمل أو صدمة الوعي، بعد تبيان حقيقة المستفيد من هذه المعارك، وحقيقة من يدفع ثمنها الباهظ من خيرة شبابه، كرمى عيون بلد آخر وحاكم آخر.
وبالعودة إلى نواف وكلامه المردود له ولأمثاله، لم نسمع أي إدانة من “حزب الله” ولم تغسل إدارة الشاشة يدها من تصريحاته الغبيّة.. إذًا هناك موافقة ضمنية على كل كلمة نطق بها الموسوي، إن لم نقل هذا لسان حالهم..
ألهذه الدرجة وصلت غطرسة هؤلاء، يضربهم الإسرائيلي فيضربوننا بتهديدات نواف وكلامه المخزي.. وهناك من يقول ان الضرورة باتت ملحّة ليخرج “حزب الله” ويخلع عنه قناع التسامح والمحبة والتلطي خلف الدعوة إلى الحوار، ويصارح الناس بحقيقة تفكيره تجاه الشركاء في الوطن، تجاه حركة أمل الشيعية أولًا، وتجاه شيعة “السفارات” – شيعة السيادة، وتجاه أهل السنة والموحدين الدروز، وتجاه المسيحيين التي باتت غالبيتهم في مقلب آخر بعد أن دُفِن تفاهم مار مخايل المشؤوم تحت سابع أرض، وبعد أن أيقن التيار الوطني الحر مدى خطورة الانصهار في محور الخراب، على أمل ان لا يكون خلافهما غيمة حرب عابرة.
نواف الموسوي ليس شخصًا عاديًا مثل أي بوق على السوشل ميديا، نواف الموسوي هو “حزب الله”، الذي يهددكم حينًا ويقتلكم أحيانًا، ويقتل أحلامكم بترشيحٍ قاهرٍ للسواد الأعظم من المسيحيين ومن اللبنانيين أيضًا، وهو الذي يدعوكم إلى الحوار..
مواضيع مماثلة للكاتب:
أميركا تناور وإسرائيل تفعل ما تشاء | بشرى أميركية للبنان.. الحل آتٍ | أشرف معارضة لأسوأ شريك في الوطن.. |