هل انتهت الحرب أم بدأت؟


خاص 19 أيلول, 2024

إسرائيل التي فعلت ما فعلته في اليومين الماضيين لن يمنعها شيءٌ عن فعل الأسوأ. فماذا لو استهدفت نائباً أو أكثر من “الحزب”؟ ماذا لو استهدفت اجتماعاً لكتلة الوفاء للمقاومة؟ وعليه، فإنّ هذا الحدث الكبير سيؤدّي، حتماً، إلى أحد طريقين: إمّا الدفع باتجاه التسوية، أو نحو تصعيدٍ لن ينتهي بالنسبة إلى إسرائيل إلا بكسر “الحزب” وخسارته الحرب وإذعانه للشروط والمطالب الإسرائيليّة

كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

لا يشبه مسلسل تفجيرات الأجهزة اللاسلكيّة الذي شهدته مناطق لبنانيّة عدّة ما تنفّذه إسرائيل من غاراتٍ أو حتى اغتيالات لكوادر في حزب الله. ما تفعله إسرائيل كسرٌ لما سُمّي “قواعد الاشتباك”.

غارةٌ مقابل غارة. هكذا بدأت الحرب واستمرّت أشهراً. صحيح أنّ ميزان القوى كان دوماً لصالح إسرائيل، إلا أنّ حزب الله فرض نوعاً من توازن الرعب استمرّ، حتى بعد اغتيال القيادي فؤاد شكر والردّ المتواضع والمتأخّر عليه.

أما ما حصل في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة فهو، قبل أيّ أمرٍ آخر، نقلة نوعيّة لمستوى المواجهة تؤكّد عبرها إسرائيل قدرتها على الوصول إلى كلّ منتمٍ إلى حزب الله، في بيته وسيّارته ومكان عمله…

والأخطر، أنّ حزب الله لن يكون قادراً أبداً على الردّ على هذه الاعتداءات، لأنّه أصبح يعتمد، حصراً، الوسائل التي باتت تعتبر تقليديّة، في مقابل الخرق الإلكتروني الفريد الذي قامت به إسرائيل، وهو يحدث، على هذا المستوى، للمرة الأولى في التاريخ.

والخطير أيضاً أنّ إسرائيل تخفي، ربما، المزيد من المفاجآت التي ستقضي عبرها تماماً على توازن الرعب، فارضةً قاعدة جديدة: أنت تؤيّد حزب الله، إذاً أنت في دائرة الخطر، أينما كنت وعلى مدار الساعة.

فإسرائيل التي فعلت ما فعلته في اليومين الماضيين لن يمنعها شيءٌ عن فعل الأسوأ. ماذا لو استهدفت نائباً أو أكثر من حزب الله؟ ماذا لو استهدفت اجتماعاً لكتلة الوفاء للمقاومة؟ الأمر وارد، ما دامت عدوانيّة بنيامين نتنياهو لا حدود لها.

وعليه، فإنّ هذا الحدث الكبير سيؤدّي، حتماً، إلى أحد طريقين: إمّا الدفع باتجاه التسوية، وشرطها الأول، بالنسبة إلى نتنياهو، العودة الآمنة لسكّان شمال إسرائيل. أو الدفع نحو تصعيدٍ لن ينتهي، بالنسبة إلى إسرائيل، إلا بكسر حزب الله وخسارته الحرب وإذعانه للشروط والمطالب الإسرائيليّة.
من المؤكّد أنّ حزب الله اليوم بات أكثر تطوّراً ممّا كان عليه في العام ٢٠٠٦. لكنّ إسرائيل أيضاً باتت أكثر تطوّراً، وقد ثبُتَ أنّ ما تمتلكه من تكنولوجيا يتخطّى بكثير ما يملكه الحزب الذي يفاخر بـ “الهدهد”.

لذا، فإنّ مقاربة الحرب بين حزب الله وإسرائيل لا يمكن إلا أن تكون انطلاقاً ممّا قاله نتنياهو أمس: “قلت سابقاً إنّنا سنعيد سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم، وهذا ما سنفعله”.

ولن يقبل نتنياهو بأقلّ من ذلك.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us