المستشفيات تتحدّى الانهيار وتنقذ الآلاف باللحم الحي.. فهل تنصفها “أموال” الدولة؟


خاص 20 أيلول, 2024

تم عقد اجتماع افتراضي بين الوزارة وإدارات المستشفيات عبر تطبيق زوم، وجرى الاتفاق أن يُعالج الجرحى جميعهم على نفقة وزارة الصحة، على أن تدفع الأخيرة للمستشفيات مستحقاتها فور تسلّمها التقارير عن عدد الإصابات وحالتهم. ولكن هل ستلتزم الوزارة بما تم الاتفاق عليه أم سيبقى حبراً على ورق كما حصل مع المستشفيات والجرحى في 4 آب؟

كتب أنطوان سعادة لـ”هنا لبنان”:

تتصاعد حدة التوترات في لبنان بعد الحوادث الأمنية الأخيرة المتتالية عبر تفجير أجهزة الإتصال واللاسلكي التابعة لعناصر ومنتسبين لحزب الله مما أسفر عن وقوع عشرات القتلى وآلاف الجرحى، في وقت تعاني الدولة اللبنانية من أزمة إقتصادية ومالية وهي غير قادرة على تحمل مزيد من الأعباء وخصوصاً لمساعدة المستشفيات الخاصة لتلبية الجرحى. كانت المشاهد في الأيام الأخيرة كفيلة بأن يتساءل المواطن اللبناني ما إذا كانت المستشفيات قادرة على استيعاب أعداد من الجرحى في حال تطورت الحرب وانتقل لبنان إلى مرحلة جديدة من الصراع العسكري. ومن أين ستأتي الحكومة بالأموال لدفع كلفة آلاف الجرحى في المستشفيات بعد تفجير الأجهزة على مرحلتين؟

لا تزال المستشفيات تواصل عملها في إسعاف المصابين ومعالجتهم بعد العمليات الأمنية الإسرائيلية الأخيرة بتفجير أجهزة الإتصال واللاسلكي، فيما التنسيق بين المستشفيات ووزارة الصحة مازال مستمراً.

بحسب المعلومات، تم عقد اجتماع افتراضي بين الوزارة وإدارات المستشفيات عبر تطبيق زوم للاتفاق على الآتي:

* أن ترسل المستشفيات تقريراً مفصلاً إلى الوزارة عن عدد الإصابات وحالتهم الطبية من دون ذكر أسماء الجرحى.

* أن يُعالج الجرحى جميعهم على نفقة وزارة الصحة، على أن تدفع الأخيرة إلى المستشفيات فور تسلّمها التقارير. أي أنّ الدفع سيكون سريعاً ولن يطول كما جرى في النفقات التي تكبدتها المستشفيات لعلاج جرحى انفجار الرابع من آب التي لم تدفع حتى الآن.

* ستصرف المبالغ من الـ11 مليون دولار التي خصصتها الحكومة للخطة المعتمدة لمواجهة العدوان.

ولكن يبقى السؤال هل ستلتزم الوزارة بما تم الاتفاق عليه أم سيبقى حبراً على ورق تماماً كما حصل مع المستشفيات والجرحى في 4 آب؟

أكد نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون أنّ المستشفيات تحتاج إلى دعم سريع من مستلزمات طبية، أدوية وأموال، لأنّ العمليات التي أجريت مكلفة جدًّا والإصابات كانت بليغة. وأضاف أنّ ما حصل يشبه سيناريو انفجار مرفأ بيروت مع فارق أنّ الإصابات البليغة كانت أكثر بكثير من انفجار المرفأ. فغالبية المصابين كانوا يحتاجون إلى استشفاء وليس فقط الدخول إلى الطوارئ وهنا تكمن الصعوبة.

ووصف هارون وضع المستشفيات بالصعب، ولكنها تمكّنت من استيعاب الصدمة والسيطرة على الموضوع، إذ كان هناك تنسيق كبير بين غرفة العمليات التابعة لوزارة الصحة والمستشفيات، كما تمكنّت من توزيع المرضى وفق قدرتها الاستيعابية والاختصاصات الموجودة فيها.

وكشف هارون أنّ عدد الموجودين في العناية الفائقة كبير جدًّا ولو لم تكن المستشفيات قد رفعت الجهوزية لديها مسبقاً لما تمكنت من مواجهة ما حصل.

وأجاب هارون عما إذا حصلت حرب شاملة في الوقت الراهن، أنّ المستشفيات غير قادرة على تحمل مزيد من الضغوطات أقله لـ3 أسابيع ليتسنى لها التقاط أنفاسها وكي تنتهي من معالجة الجرحى الموجودين اليوم في غرف العناية وبحاجة لعمليات عدة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us