طلاب الجامعات الخاصة ينزحون نحو “اللّبنانية” و”القبول بدو واسطة”


خاص 23 أيلول, 2024

في الجامعة اللبنانية لا يكفي أن يتخطى الطالب امتحان الشهادة الرسمية حتى يأتيه امتحان من نوع آخر “صنع في لبنان” ليحدّد مستقبله المهني ومصيره، فإمّا أن يكون طلبه مدعوماً “سياسياً” فيسلك حلمه طريق الجامعة أو أن يسلم أمره للواقع ويبحث عن حلم آخر

كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:

يتحضّر طلاب الجامعات في لبنان لعام دراسي مثقل بالهموم، ويرزح عدد كبير منهم تحت وطأة عقبات متزايدة تؤثر على مسيرتهم التعليمية، فما فعلته بهم الأزمة الاقتصادية كاد أن يضيع حقهم في التعلم، بعد أن أصبحت أقساط الجامعات الخاصة خيالية ما اضطر عدداً كبيراً منهم للنزوح إلى التعليم الرسمي فبدأ “الزحف” نحو “اللبنانية” المهملة أصلاً والتي تضم أكثر من 90 ألف طالب يتوزعون على فروعها الـ76.

إلا أن فضائح الجامعة اللبنانية ما زالت تتوالى تباعاً، فهذا العام تقدم آلاف الطلاب بطلبات دخول إلى مختلف كليات الجامعة، فيما العدد المطلوب لا يتعدى الـ 15% منها والحظ “لـ يلي واسطته أقوى”.

وهذا الوضع ينسحب على معظم الكليات التي تتطلب “معاملة” حتى يدخلها الطالب، فلا يكفي أن يتخطى امتحان الشهادة الرسمية حتى يأتيه امتحان من نوع آخر “صنع في لبنان” ليحدّد مستقبله المهني ومصيره فإمّا أن يكون طلبه مدعوم “سياسياً” فيسلك حلمه طريق الجامعة أو أن يسلم أمره للواقع ويبحث عن حلم آخر.

لم يكن في حسبان الطالب إيهاب أنه سيتخلى عن جامعته بعد إنهائه عامه الأول، لعدم قدرته على تحمل تكاليف الأقساط التي ارتفعت بشكل كبير، وهو طالب في إحدى الجامعات الخاصة ويدرس في قسم المعلوماتية.

ويقول إيهاب لموقع “هنا لبنان”: ” بعد أن طلبت الجامعة تسديد 450 دولار شهرياً ثمن الفصل الدراسي، قررت الانتقال إلى الجامعة اللبنانية لأن مدخولي الشهري لا يتعدى الـ 300 دولار ولا أقارب لي في الخارج لإعانتي”.

إلا أن مشكلة إيهاب لم تقف عند هذا الحد فبعد أن تقدم بطلب دخول إلى الجامعة اللبنانية- كلية التكنولوجيا وعلوم المعلوماتية الادارية- فرع عبيه، وأجرى امتحاناً خطياً، حالت “الطائفية” و”الطائفيين” ربما دون تمكنه من استكمال تعليمه الجامعي، وبحسب معطياته والمعلومات التي حصل عليها من داخل حرم الجامعة سيحرم من حقه بالانتساب إلى “اللبنانية” لأن ذنبه الوحيد أنه يعيش في ظل نظام طائفي مقيت.

فمن بين آلاف الطلبات المقدمة سيتم اختيار 30 طالباً تم الاتفاق على أسمائهم مسبقاً.

حال إيهاب كحال آلاف الطلاب في لبنان الذين ينتظرون مصيراً مشابهاً لمصيره، مع زيادة الجامعات الخاصة لأقساطها ومطالبة معظمها، الطلاب بتسديد أكثر من 30% من المبلغ مع بداية العام.

وللوقوف عند هذه المعلومات اتصل موقع “هنا لبنان” بالجامعة اللبنانية- فرع عبيه ولكن لم نلقَ إجابة. فيما أكدت مصادر خاصة أن “الجامعة اللبنانية اليوم تواجه أصعب الأزمات منذ نشأتها، فميزانيتها لا تكفي لتأمين المصاريف التشغيلية والفوضى تعمّها، والتدخلات السياسية والمحاصصات تنخر عظمها، حتى أصبح مصير آلاف الطلاب معلقاً بقرار حزب أو زعيم ما”.

وتضيف المصادر: “طلاب الجامعات الذين يواجهون ظروفاً صعبة، لعدم قدرتهم على تأمين نفقات التعليم باتوا أمام معضلة أكبر قد تحول دون إتمامهم مسيرتهم التعليمية لأن التعليم في اللبنانية بات للمحظيين فقط”.

وترى المصادر أن “آفة المحسوبيات والوساطة في “اللبنانية” متجذرة وهي من المشكلات التي بقيت دون حلول عملية حتى تحولت اليوم الى وباء يصعب استئصاله وسط فساد متمأسس ومتمكن وسيطرة منطق المحاصصة”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us