نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟


خاص 26 أيلول, 2024

تشير المعطيات إلى أنّ العمليّات الإسرائيليّة لن تتوقّف في الأيّام القليلة المقبلة، إذ أنّ نتنياهو ليس في وارد التراجع عن شروطه، كما أنّ “الحزب”، الرافض حتى الآن لفصل المسارَين اللبناني والفلسطيني، يحتاج، في حال وافق على التراجع، إلى إخراجٍ ينزله عن الشجرة ولا يظهره بمظهر الخاسر

كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

يصعب تحديد موعدٍ لنهاية الحرب. الكلام الذي بدأ في الساعات الأخيرة عن هدنة يبدو سابقاً لأوانه. الحرب مستمرّة، وستتّخذ منحى تصاعديّاً.

لن يوقف بنيامين نتنياهو ما بدأ به قبل إنجازه تماماً. يعني ذلك أنّ الأهداف التي حدّدها لهذه الحرب لن يتراجع عنها، ولو أنّ المساعي الدبلوماسيّة بدأت تنشط في أكثر من عاصمة، وستستقبل بيروت في نهاية هذا الأسبوع أكثر من زائرٍ خارجيّ، من أبرزهم وزير الخارجيّة الفرنسي الجديد الذي ستكون مهمّته الأولى خارج فرنسا في لبنان.

وعلم “هنا لبنان” أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري شغّل في الساعات الأخيرة محرّكات اتصالاته التي قام ببعضها بشكلٍ مباشر وأوكل بعضها الآخر إلى مستشاريه. وتشير المعلومات إلى أنّ بري يملك مقاربةً مختلفة عن حزب الله لما يجري، وهو مقتنع بضرورة التوصّل إلى هدنة في أسرع وقت، خشية حصول المزيد من الدمار وحصول توغّل بري أو استهداف للمباني السكنيّة في الضاحية الجنوبيّة.

ومن المؤكّد أنّ المساعي الداخليّة والخارجيّة تحتاجٍ إلى وقتٍ كي تنضج، بينما سيواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ المهام الموكلة إليه، مع تحقيق خطوةٍ إضافيّة في كلّ يوم، سواء عبر استهداف مناطق جديدة أو عبر رفع وتيرة القصف.

من هنا، تشير المعطيات إلى أنّ العمليّات الإسرائيليّة لن تتوقّف في الأيّام القليلة المقبلة، إذ أنّ نتنياهو ليس في وارد التراجع عن شروطه، كما أنّ حزب الله، الرافض حتى الآن لفصل المسارَين اللبناني والفلسطيني، يحتاج، في حال وافق على التراجع، إلى إخراجٍ ينزله عن الشجرة ولا يظهره بمظهر الخاسر.

ما سبق كلّه يشكّل دليلاً على أنّ هذه الحرب ستستمرّ أسبوعاً إضافيّاً على أقلّ تقدير، وأيّ فشلٍ في التوصّل إلى هدنة سيعني انتقال إسرائيل إلى المرحلة الثانية من عمليّاتها، وهي ستكون إمّا تدمير الضاحية الجنوبيّة أو الدخول البرّي، الذي سيكون “آخر الدواء” إن اختار الإسرائيلي اللجوء إليه.

تبقى العين على ما سيحصل من تواصلٍ، في مكانٍ ما، بين الأميركيّين والإيرانيّين. من هناك يبدأ الحلّ. حزب الله سينفّذ حينها. أمّا نتنياهو فيملك القدرة على التخريب، حتى يصل إلى مبتغاه.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us