“في مثل هذا اليوم منذ سنة” أين “الإسناد والمشاغلة”؟


خاص 8 تشرين الأول, 2024

واضحٌ أنّ “الحزب” قرر الإنخراط في معركة “طوفان الأقصى” من اليوم الأول، ولكن لم ينزل هذا الموقف برداً ولا سلاماً عل موقف لبنان الرسمي ولا على الدول المعنية والمؤثرة، التي سارعت إلى نقل رسائل إسرائيلية إلى لبنان “تنصح” بعدم فتح جبهة جديدة بوجه إسرائيل، وتفادي توريط لبنان في هذه الحرب “لأنه سيدفع الثمن غاليًا”

كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:

8 تشرين الأول 2023، كان لبنان مثله مثل كل دول العالم يراقب ويترقب ما يجري في غزة ، بعد اربعٍ وعشرين ساعة على إعلان حماس عملية ” طوفان الأقصى” ، فجأةً ، ومن دون سابق إنذار ، أعلن حزب الله في بيان ، أن ” المقاومة الإسلامية نفذت عملية عسكرية ضدّ ثلاثة مواقع في مزارع شبعا”، وما هو إلا وقت قصير حتى أدلى ، وللمفارقة ، السيد هاشم صفي الدين ، رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله ، بموقف سياسي أعلن فيه ” أن المقاومة في لبنان ليست على الحياد في المعركة القائمة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال” ، وكان هذا الموقف هو الأول لحزب الله والذي يشكِّل التأريخ الحقيقي لدخوله في الحرب تحت عنوان ” الإشغال والمساندة” وهو جاء متممًا لِما أعلنه حزب الله في بيانه ، من أن العملية جاءت ردًا حاسمًا على ” جرائم الاحتلال ورسالة إلى العالميْن العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بأسره” ، وأن ” قيادة المقاومة الإسلامية في لبنان تواكب التطورات الهامة على الساحة ‏الفلسطينية وعلى اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية”.
واضح من بيان حزب الله ومن موقف السيد صفي الدين، أن حزب الله قرر الإنخراط في المعركة من اليوم الأول ، بدليل قوله أنه ” على اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية” ويقصد بذلك حركة حماس.
وأرفق موقفه باستنفار كبير في صفوف قواته المنتشرين في الجنوب ولاسيما قوة الرضوان.
لم ينزل موقف حزب الله ، ولا خطوته بالتدخل العسكري، بردًا وسلامًا على لبنان الرسمي ولا على الدول المعنية والمؤثرة، على سبيل المثال لا الحصر، سارعت الولايات المتحدة وفرنسا إلى نقل رسائل إسرائيلية إلى لبنان ” تنصح ” بعدم فتح جبهة جديدة بوجه إسرائيل، وحملت هذه الرسائل مضامين لتفادي توريط لبنان في هذه الحرب ” لأنه سيدفع الثمن غاليًا” ، إلى درجة أن مندوب إسرائيل في الامم المتحدة أعلن أن حكومته طلبت من أكثر من عاصمة، ولشنطن وباريس على الأرجح، إبلاغ حكومة لبنان “تحميلها مسؤولية أي هجوم لحزب الله على إسرائيل”.
رفض حزب الله رسالة التحذير، ورد على التهديد بالنار:”مجموعات الشهيد القائد الحاج عماد مغنية في المقاومة الإسلامية” استهدفت مزارع شبعا .
ويخرج السيد هاشم صفي الدين مجددًا ليلمِّح ، للمرة الأولى إلى وحدة الساحات بالقول : ” هناك رسالة للأميركي والإسرائيلي بأنّ ما حصل في غزّة له خلاصة، بأن حماقاتكم المتمادية واستخفافكم أوصلا إلى طوفان الأقصى، وإذا تماديتم فستشهدون طوفان الأمة الذي سيُغرق كل الكيان” .
” طوفان الأمة ” هو المرادف ل” وحدة الساحات” التي أعلنها السيد نصرالله، لكنها خذلته، لأن أكثر من دولة من محور الممانعة لم تنخرط في هذه الحرب.
هذا كان قبل سنة ، مَن يجرؤ على إجراء جردة ؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us