“شريان الصادرات” في خطر.. الصواريخ الإسرائيلية تترقّب طريق المصنع!
يبلغ حجم المبادلات التجارية عبر معبر المصنع أكثر من 500 مليون دولار، كما يتجه قسم من السلع المستوردة عبر مرفأ بيروت، إلى سوريا مروراً بهذا المعبر وقسم آخر يتوجه نحو الدول العربية كالأردن والعراق والخليج العربي، وخصوصاً الخضراوات والفاكهة، مما يجعله حيوياً وأساسياً بين لبنان وسوريا
كتب أنطوان سعادة لـ”هنا لبنان”:
إختارت إسرائيل أن تستهدف طريق المصنع بين لبنان وسوريا ما أدى إلى قطعها على بعد نحو مئة متر من حاجز الأمن العام، إذ أحدث القصف حفرة بعرض الطريق. قُصف المعبر بعد ساعات من تحذير المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “أفيخاي أدرعي” على منصة “إكس”، السلطات اللبنانية، أنّ المعبر يستخدم لنقل الأسلحة من سوريا إلى حزب الله.
أهمية معبر المصنع
يعتبر معبر المصنع من المعابر الأساسية على الحدود اللبنانية وهو الذي يربط بيروت بدمشق على مسافة 115 كيلومتراً بين العاصمتين، ويعبره يومياً بالاتجاهين ذهاباً وإياباً نحو 2000 سيارة و10 آلاف شخص، بحسب ما ورد في تقرير “الدولية للمعلومات”، ومنذ إندلاع الحرب المباشرة ارتفع العدد وأصبح بعشرات الآلاف يومياً من سوريين ولبنانيين هرباً من القصف الإسرائيلي.
وبعدما توقف مطار دمشق منذ أعوام بسبب تعرضه للقصف المتكرر، بات الكثير من السوريين يفضلون السفر عبر مطار رفيق الحريري الدولي إلى وجهات أوروبية أو عربية وبالتالي يعبرون شهرياً معبر المصنع، وهو الأقصر، للتوجه إلى بيروت، هذا حكماً سيلحق ضرراً كبيراً بإيرادات مطار بيروت سنوياً. لأنّ المعابر الأخرى تستغرق مسافات أطول، وترتفع من 115 كيلومتراً إلى ما بين الـ 600 أو 700 كيلومتر، بحسب القرير.
كما يبلغ حجم المبادلات التجارية عبر معبر المصنع أكثر من 500 مليون دولار، ويتجه قسم من السلع المستوردة عبر مرفأ بيروت إلى سوريا وقسم آخر يتوجه نحو الدول العربية كالأردن والعراق والخليج العربي، وخصوصاً الخضراوات والفاكهة، مما يجعل هذا المعبر حيوياً وأساسياً بين لبنان وسوريا.
طريق المصنع شريان الصادرات اللبنانية
أكد رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع إبراهيم ترشيشي لـ”هنا لبنان” أن هذه الضربة أتت لتعمق خسائر القطاع الزراعي وتفاقم معاناة المزارعين، وإعتبر ترشيشي أن معبر المصنع هو شريان الحركة بين لبنان والعالم العربي، ويتم عبره تصدير ما لا يقل عن 300 طن من المنتجات اللبنانية يوميًا، إلى سوريا، الأردن والعراق.
أضاف ترشيشي في حديثه أنّ معبر العبودية، في عكار، سيكون حاليًا البديل لتصدير المنتجات، إنما سيكلف القطاع أموالاً، من مصاريف وأجرة نقل ووقود وغيرها… بالإضافة إلى أنّ هذا المعبر لا يوازي المصنع من حيث التنظيم والجهوزية.
بعد إستهداف معبر المصنع العين على الحدود البرية
أكد رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس لـ”هنا لبنان” أن القطاع في حالة ترقب لما ستؤول إليه الفترة المقبلة، مشيراً إلى أنّ الحكومة الإيطالية أوقفت إيصال المواد البترولية إلى لبنان وإسرائيل عبر بواخرها بحيث أن المنطقة لم تعد آمنة، وفي التفاصيل كانت البواخر الإيطالية بعيدة عن لبنان 6 ساعات وفجأة توقفت بعد قرار حكومتها وعادت إلى موانئها، وأضاف شماس أنّ هذا الموضوع تمت معالجته عبر إستبدال البواخر بأخرى يونانية، آملاً ألا تتخذ حكومات الدول الأخرى الإجراء نفسه كي تبقى عمليات التوريد عبر البحر سهلة. وتوقع شماس أن ترتفع كلفة تأمين الشحن إلى هذه المناطق جراء تصاعد الحرب.
وفي رد على سؤال حول المخزون الموجود، أكد شماس أنّ المخزون في المستودعات ولدى المستهلكين يكفي لحوالي 3 أسابيع، موضحًا أنه خلال السبعة أيام الأخيرة ارتفع الطلب بشكل كبير جداً، الأمر الذي جعل المخزون ينتقل من الشركات إلى المستهلكين وبالتالي كل الكميات الموجودة حالياً في لبنان تكفي لـ 20 يوماً
مواضيع مماثلة للكاتب:
في حال أنفقت الدولة كل “السيولة”.. هل تتجه إلى إحتياطي مصرف لبنان؟ | بعد إنتخاب ترامب.. ما هي التداعيات الاقتصادية على لبنان؟ | قطاع المطاعم يدفع فاتورة “جبهة الإسناد”: من ينقذه؟ |