حزب الله المكابرة والانتحار


خاص 16 تشرين الأول, 2024

يدل كلام الشيخ نعيم قاسم أمس، على الإصرار على الاستمرار بالنهج ذاته. تكرار تجربة 2006 ماثلة في حسابات الحزب، ويريد استنساخها. تسوية مائعة في الجنوب، تتيح له استعادة الانفاس، وإعادة بناء الإمكانات العسكرية على حساب وجود الجيش ودوره، ثم انقضاض على الداخل بسابع أيار سياسي أو أمني، بدأ التمهيد له بالتهديد والتخوين، وبمعادلة الادعاء بالرهان على إسرائيل لطعن المقاومة

كتب أسعد بشارة لـ”هنا لبنان”:

تسير الحرب على وقع المكابرة والانتحار، ثم الإقرار بما كان يمكن تفاديه، ثم فيما بعد، محاولة الاستدارة إلى الداخل اللبناني، لتكرار تجربة العام 2006 ، التي انتهت بنصر إلهي، مورس على وسط بيروت، ثم ترجم بـ 7 أيار، ثم اتفاق الدوحة في انقلاب على الطائف والدستور.

لا شيء يمكن أن يفسر تراجع حزب الله أمام اسرائيل، بقبوله وقفاً غير مشروط لإطلاق النار، وتالياً الفصل بين حرب غزة ولبنان، وتصلبه في الداخل اللبناني، مع ما يفترض أنهم شركاء في وطن واحد.

عطل حزب الله مبادرة الرئيس نبيه بري لانتخاب رئيس توافقي، فأجل الاستحقاق إلى ما بعد وقف إطلاق النار،في نية الاستمرار بالتحكم بالموقع الأول في الدولة، متجاهلاً نتائج الحرب والكوارث التي خلفتها، والتي لا يجب أن تترك للأسلوب القديم في ممارسة التسلط مكاناً، لا سيما وأن الحاجة باتت ماسة، لتشكيل السلطة من أجل إعادة النازحين، ومعالجة الخراب الذي ولدته الحرب، وهذا لن يتحقق إلا بدولة تستعيد فيها المؤسسات حضورها، على المستويين العربي والدولي، لا بأشباه مؤسسات تتحرك وفق أجندة الحزب، الذي ورط لبنان، رغم كل التحذيرات، بحرب مدمرة.

حين يبدأ التفاوض بين الحزب واسرائيل، عبر قناة الرئيس نبيه بري، بمطلب وقف إطلاق النار، فهذا يعني عملياً أن كل مرحلة الاسناد ذهبت خسائرها هباء، وأن مجرد القبول بوقف إطلاق النار، يعني أن الحزب اعترف بأن حرب الإسناد، كانت ببساطة من أجل اللاشيء.

هذا بحد ذاته يستوجب المحاسبة، لا بل يستوجب إعادة تقييم كل ما حصل منذ صباح 8 تشرين، وصولاً إلى اليوم، مع كل ما تخلله من مكابرة وانتحار وحسابات خاطئة، ورهانات وارتهانات، بدت جلية في زيارة المندوب السامي عباس عراقجي لبيروت، وما أعلنه فيها من مواقف وإملاءات.

يدل كلام الشيخ نعيم قاسم أمس، على الإصرار على الاستمرار بالنهج ذاته. تكرار تجربة 2006 ماثلة في حسابات الحزب، ويريد استنساخها. تسوية مائعة في الجنوب، تتيح له استعادة الأنفاس، وإعادة بناء الإمكانات العسكرية على حساب وجود الجيش ودوره، ثم انقضاض على الداخل بـ 7 أيار سياسي أو أمني، بدأ التمهيد له بالتهديد والتخوين، وبمعادلة الادعاء بالرهان على إسرائيل لطعن المقاومة.

هي أدبيات يعرف الرأي العام اللبناني جيداً، أنها تشكل مقدمة لاستعادة السطوة على القرار السياسي للدولة بعد انتهاء الحرب، لكنها هذه المرة لا تأخذ بالحسبان، أن الكثير من العوامل قد تغيرت، وأن عصر فائض القوة قد بدأ بالانحسار.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us