بعد سقوط الأذرع: نصرالله والسنوار.. إيران وإسرائيل وجهًا لوجه
هل تجد إيران نفسها مضطرة إلى الإنخراط مباشرة في الحرب ضد إسرائيل بعدما فقدت أذرعها؟ المعطيات المنطقية ترجّح هذا الإحتمال، فهل حسبت إيران كل الحسابات، أن تقاتل بالواسطة، إلا حساب أن تضطر إلى قتال إسرائيل، ومعها أميركا، وجهًا لوجه؟
كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:
المراجعة جيِّدة وضرورية وواجبة، خصوصًا عند المفاصل والمحطات، لأنها تقود إلى بلورة ما هو آتٍ من استحقاقات.
قبل حرب طوفان الأقصى، وما تلاها في اليوم التالي من حرب الإسناد والمشاغلة التي شنها حزب الله، صدرت تصريحات عن مسؤولين في الجمهورية الإسلامية قال فيها مطلقوها إنّ إيران تسيطر على أربع عواصم عربية، والمعروف أنّ العواصم التي يتحدث عنها المسؤولون الإيرانيون هي بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء ويُضاف إليها غزة ، هكذا كانت إيران تحرِّك حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة والحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق، ولم تستطع إيران أن تخفي أنّ لها الباع الطويل في حرب طوفان الأقصى التي اعتبرتها إنها ثأر لخطة السِلم ، واضطرت إسرائيل الى توضيح موقفها، بما يشكٍّل تراجعًا ، بعد الضجة التي أثيرت حول هذه التصريحات ، لكن هذا الموقف آنذاك لم يستطع إخفاء حقيقة مفادها أن إيران تسيطر على حركة حماس وأن قرار الحرب وافقت عليه طهران التي طلبت من حزب الله إسنادًا لحماس وإشغالًا للجيش الاسرائيلي ، فكان الإنخراط في الحرب غداة السابع من تشرين الأول ، أي في الثامن منه.
بعد سنة على انخراط الأذرع في الحرب، كان الثمن باهظًا : حركة حماس خسرت قائدها يحيى السنوار ومعظم قادتها ، من اسماعيل هنية إلى صالح العاروري إلى الكثير من القادة الميدانيين سواء في غزة أو في لبنان وحتى في سوريا. وفوق ذلك ، خسرت الأرض والحجر في غزة : دمار هائل يستلزم لإعادة بناء القطاع عقوداً من السنين ، هذا إذا توافرت الأموال .
واقع حزب الله ليس أفضل حالًا : خسر الحزب معظم قياداته ، بدءًا بالأمين العام السيد حسن نصرالله ، مرورًا بالسيد هاشم صفي الدين والشيخ نبيل قاووق ، والقادة فؤاد شكر وابراهيم عقيل ووسام الطويل بالإضافة إلى النخبة من قوات الرضوان ، كما تلقى ضربة قاصمة من خلال تفجير أجهزة البيجر.
لا تُقاس الخسائر التي تكبدتها إسرائيل بالخسائر التي تكبدها حزب الله وحركة حماس ، ما يطرح السؤال التالي: هل بإمكانهما مواصلة القتال بالوتيرة التي كانا بدآها منذ سنة ؟ الكثافة النارية لا تشي بذلك ، وهذا يعني في العلوم العسكرية الحديثة أن حزب الله وحركة حماس أصبحا فعليًا ” خارج الخدمة ” ، فالخسائر فادحة وخطوط الإمداد مقطوعة ، والقتال يقتصر على إطلاق الصواريخ ، في المقابل ، تتفوق إسرائيل في المجالات القتالية كافةً، وهذا واقع لا يمكن إخفاؤه.
انطلاقًا من هذه المعطيات ، هل تجد إيران نفسها مضطرة إلى الإنخراط مباشرة في الحرب ضد إسرائيل بعدما فقدت أذرعها؟ المعطيات المنطقية ترجّح هذا الإحتمال ، فهل حسبت إيران كل الحسابات ، أن تقاتل بالواسطة ، إلا حساب أن تضطر إلى قتال إسرائيل ، ومعها أميركا ، وجهًا لوجه؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
جلسة انتخاب الرئيس… هل تكون آخر ” أرانب” بري؟ | هل سقطت معادلة “الشعب والجيش و… إيران”؟ | راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها |