فرنسا تدعم لبنان في مؤتمر دولي على أرضها.. الأولوية لوقف إطلاق النار وتقديم سلة المساعدات


خاص 21 تشرين الأول, 2024

قد لا يكون هدف المؤتمر منح ضمانات محددة، لكنّه يفسح المجال في إظهار الموقف اللبناني ومطالبته بوقف إطلاق النار بشكل سريع وهو ما تؤيّده فرنسا لدعم شعب لبنان وسيادته، وليكون في الوقت نفسه انطلاقة الحراك الخارجي في هذا السياق


كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:

في الرابع والعشرين من الشهر الجاري ، تستضيف فرنسا مؤتمراً دولياً يحمل عنوان دعم شعب لبنان وسيادته بمبادرة من الرئيس إيمانويل ماكرون الذي أجرى سلسلة اتصالات بهدف تحضير الأرضية لانعقاده وخروجه بنتائج إيجابية لمصلحة لبنان وشعبه.

أتت الدعوة لهذا المؤتمر في إطار إظهار دعم الدولة الفرنسية للبنان الذي يتعرض للقصف الإسرائيلي بمشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات دولية وإقليمية ومنظمات غير حكومية.

أكثر من ٢٠ دولة أبدت موافقتها على المشاركة في هذا المؤتمر الذي يعوّل عليه الرئيس الفرنسي في حشد جهود المجتمع الدولي من أجل الاستجابة لحاجات الشعب اللبناني للمساعدات في هذا الظرف الدقيق.

وفي السياق نفسه، أوضحت وزارة الخارجية الفرنسية أنّ هذا المؤتمر سيبحث سبل دعم الجيش اللبناني بوصفها “أحد ضامني الاستقرار الداخلي”، وأهمية التوصل إلى حل ديبلوماسي يسمح بعودة النازحين وفقًا لقرار مجلس الأمن الرقم ١٧٠١، وأكدت دعم فرنسا الجهود المبذولة لانتخاب رئيس في لبنان.

وتفيد مصادر سياسية مطلعة لموقع “هنا لبنان” أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يشارك في المؤتمر على رأس وفد ويحمل معه ملفاً يتضمن حاجات لبنان على جميع الأصعدة بما فيها وقف إطلاق النار وتطبيق القرار ١٧٠١ ودعم الجيش والقوى الأمنية والنازحين فضلاً عن جميع الملفات المرتبطة اقتصادياً ومالياً وأمنياً وديبلوماسياً، ومن المرجح أن يعقد الرئيس ميقاتي لقاء مع الرئيس الفرنسي، وتلفت إلى أن فرنسا أخذت على عاتقها الدعوة إلى مؤتمرات داعمة للبنان وتجلى ذلك في الشقين السياسي والاقتصادي، كما أنها من أوائل الدول التي دخلت وتدخل على خط الأزمة اللبنانية أيًّا تكن، بهدف المساعدة والوقوف إلى جانب اللبنانيين، وعلى الرغم من أنها أصيبت بخيبات أمل من عدم تجاوب القوى السياسية مع طروحات تقدمت بها للحلول لمختلف الملفات العالقة، إلا أنها ظلت على عهدها بعدم التخلي عن مبدأ الدعم للبنان .

وترى هذه المصادر أنّ جدول أعمال المؤتمر قد يكون مفتوحاً على ملفات متعددة ويتصدرها بطبيعة الحال ملف وقف إطلاق النار الذي يشكل محور كلمات المشاركين في المؤتمر، على أنّ المناقشات تتركز على انعكاسات الحرب ضد لبنان والخسائر التي تكبدها في الأرواح والممتلكات فضلاً عن تكلفة النزوح جراء هذه الحرب، وتتوقع أن يفضي هذا المؤتمر إلى سلسلة ثوابت أبرزها دعم انتخاب رئيس للبلاد والمؤسسات الدستورية والقوى الأمنية، في حين أنّ أيّ دعم مادي أو على صعيد تكثيف المساعدات الغذائية والطبية  يتخذ على صعيد قرار من المؤتمر وبالتالي الأمر مناط بما يمكن أن يطلقه الرئيس الفرنسي في هذا المجال، معلنة أنّ هناك إدراكاً بأنّ هذا المؤتمر ينعقد للتأكيد على أنّ فرنسا ما تزال تمسك بزمام المبادرات تجاه لبنان سواء لقي ذلك تأييداً من الولايات المتحدة الأميركية أو لا .

وتقول أنه لا يمكن الحكم عليه بنتائج مسبقة، أو القول أن لا نتائج ملموسة له، لأن كل ذلك سابق لأوانه وفق المصادر نفسها التي تتوقف عند إصرار الرئيس الفرنسي على أن يحض هذا المؤتمر القوى الفاعلة والمؤثرة على جعل القضية اللبنانية أولوية والسعي إلى التهدئة، على أن تتواصل الجهود الفرنسية لمساعدة لبنان لاستعادة عافيته على جميع الأصعدة، كما أنّ هناك أرجحية بأن تتم متابعة مقرراته، في حين أن الشق السياسي لا سيما بالنسبة إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي فمتروك  لاتصالات المعنيين.

قد لا يكون الهدف من المؤتمر منح ضمانات محددة ، لكنه يفسح المجال في إظهار الموقف اللبناني ومطالبته بوقف إطلاق النار بشكل سريع، وهو ما تؤيده فرنسا صاحبة الدعوة للمؤتمر الدولي من أجل دعم شعب لبنان وسيادته كما ورد على لسان كبار المسؤولين الفرنسيين ويشكل في الوقت نفسه انطلاقة الحراك الخارجي في هذا السياق .

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us