بين “صواريخ” إسرائيل” و”صواريخ” محمد عفيف.. من يحمي الإعلام من الاغتيال والشيطنة؟!
إسرائيل تعرف مأكلكم ومشربكم، وأماكن نومكم، وإلّا فما كل هذه الاغتيالات، وكيف لها أن تصل لكل هذه القيادات، وكيف لها أن تستهدفكم فوق الأرض وتحت الأرض وكأنّها جندي في صفوفكم الأولى ولديها أسراركم!
كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:
أمس، استفاق الإعلام اللبناني على مجزرة، 3 زملاء داهمتهم غارة إسرائيلية “حقيرة” وهم نيام، وهم في مقرّهم الآمن، ولا أسلحة لديهم سوى قلم، وكاميرا، وهاتف…
أمس، ارتدت حاصبيا اللون الأسود، وهي ارتدته مراراً منذ بداية الحرب، فكانت تشيّع وراء الشهيد، شهيداً، حتى أصبح الاستشهاد عادة يومية.
هذا الاعتداء على الإعلام ليس الأوّل من نوعه، فالذاكرة لم تنسَ بعد ابتسامة عصام عبدالله، الصحفي في رويترز الذي استشهد في علما الشعب.
ولا يمكن أن ننسى أيضاً، الرسالة الأخيرة للمراسلة فرح عمر بعدسة المصور ربيع المعماري، والتي أعقبها خبر استشهادهما بغارة في طيرحرفا جنوبي لبنان!
ولكن لن ننسى أيضاً، ما يتعرض له الإعلام في الداخل..
إسرائيل، هي العدو، لا جدل حولها. إجرامها، لا اختلاف عليه. امتهانها القتل واستباحة الأبرياء، بات نهجاً عهدناه قبل الألفين وفي حرب تموز، وبينهما في قانا 1 وقانا 2، ونراه منذ عشرات السنوات في فلسطين ومؤخراً في غزة!
إسرائيل، مجرمة.. ونقطة على السطر.
ولكن ماذا عن الداخل؟ ماذا عن هدر دمائنا؟ ماذا عن اتهامنا بالعمالة؟ ماذا عن استباحة أعراضنا؟ أليس هذا اغتيالاً!
أليس اغتيالاً، أن يضرب المراسل في الضاحية فقط لأنّه ينتمي لقناة تعارض الحزب في سياسته، علماً أنّ هذه القناة نفسها، وهي قناة الـ”mtv”، تصف ضحايا الحزب بـ”الشهداء” والهجوم الإسرائيلي بـ”العدوان”، والجيش الإسرائيلي بـ”العدو”! ولكن هذا لا يشفع لها فتعارضها مع من زجّ لبنان بحرب ندفع اليوم ثمنها، يحوّلها لخصم بل لمجرمة، وبدلاً من محاسبة من اقترف الذنب، يتم الاستقواء عليها ومن خلالها على كل الجسم الإعلامي!
أليس اغتيالاً أيضاً، أن يتعرض مراسلو الجديد للطرد من أماكن التغطية! علماً أنّ القناة لم تختلف يوماً مع المقاومة، بل على العكس تحارب قبلها في الميدان ولو بالكلمة!
أليس اغتيالاً، أن يتم وضع مواقفنا في خدمة العدو؟ فإن انتقدنا القرض الحسن تحوّلنا لـ”GPS”، نرشد إسرائيل إلى مراكز هذا المصرف غير الشرعي، وإن انتقدنا شخصية ما أصبحنا نحرّض على اغتيالها وكأنّ إسرائيل تنتظرنا! وكأنّها تتحرك وفقاً لمواقفنا!
وكأنّها لا تعرف عنكم أكثر مما أنتم تعرفون عن أنفسكم!
إسرائيل تعرف مأكلكم ومشربكم، وأماكن نومكم، وإلا فما كل هذه الاغتيالات، وكيف لها أن تصل لكل هذه القيادات، وكيف لها أن تستهدفكم فوق الأرض وتحت الأرض وكأنّها جندي في صفوفكم الأولى ولديها أسراركم!
والمصيبة لم تتوقف هنا، فها هو الحاج محمد عفيف، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، يتحفنا بإرشاداته والتي ملخصها أن نكون إعلاماً حربياً أو أن نتحول إلى عملاء، وربما “صهاينة”، فتهم الممانعة تتطور بتطور أزمتها!
الحاج محمد عفيف يريدنا طوع أمره، ويريد لنا أن نقول ما يمليه علينا، وأن نقرأ خطاباته التي تكتب، فتتحوّل مقالاتنا صدى لصوته، ونشراتنا الإخبارية نقلاً لصورته، وتقاريرنا محاكاة لرؤيته!
يريدنا أن نتجاهل التحذيرات، أن نضع ربما “حظراً” لكل ما ينشر عبر الصفحات، ولا يهم إن استهدفنا ومتنا تحت الأنقاض، ولا يهم إن تحولنا إلى أشلاء.. المهم ألا يغضب منا الحاج عفيف! وألا نصبح له أعداء. حتى كاد ينسى حقاً من هو العدو!
الإعلام اليوم يدفع الثمن، فأي صواريخ سيحتجب عنها، صواريخ العدو؟ أم صواريخ المقاومة التي يطلقها علينا محمد عفيف ومن لفّ لفيفه من جمهور ممنهج لا يسمع؟ لا ينصت؟ وحتى لا يفكر!
مواضيع مماثلة للكاتب:
سليم عياش.. “القاتل يُقتل ولو بعد حين”! | نعيم قاسم “يعلّم” على الجيش.. الأمين العام “بالتزكية” ليس أميناً! | إلى الشيخ نعيم قاسم.. عن أيّ توفيق تحدثنا؟! |