لو سلّحت “أمريكا” الجيش


خاص 28 تشرين الأول, 2024

المطلوب من أمريكا، إن صدقت نواياها تجاه لبنان، أن تساعده على تحقيق التوازن العسكري كأن تهبه 300 طائرة أف 35 و2000 دبابة حديثة و50 مروحية مقاتلة ومنظومات دفاع جوي.. فالعدو لا يفهم سوى بلغة القوة. وهذا ما اكتشفه “الحزب”، ففي أشهر قليلة أنقذ بـ”القوة” غزة من المصير الأسود وقتل بقوته نصف أعضاء الحكومة الإسرائيلية

كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:

كلّما سُئل سياسيٌّ، أو شبه سياسي، أو إعلامي ممانع، أو متملّق لـ “الحزب” عن سبب تمسّك “الدويلة” بترسانة صواريخها ومصادرتها للدور المنوط بالقوى الشرعية، بتحدٍّ صارخ لاتفاق الطائف وللقرارات الدولية، يجيب بخبريّة مجترّة منذ أعوام: الجيش اللبناني غير جاهز للدفاع عن لبنان وحماية الحدود لأن أمريكا تمنع تسليحه لمواجهة الإعتداءات الإسرائيلية” وما تجترّه النخب يردده المؤثرون، قادة وحدات الذباب الإكتروني وطوابير الدبابير بشكل ببغائي مستهلَ بشتائم من عيون قلة الأدب.

يعتبر هؤلاء الأفذاذ، أن ترسانة فادي وخيبر ورعد وأنسبائهم، وأسراب المسيرات الإستكشافية والإنقضاضية، وكل ما خزّنته المقاومة الإسلامية في لبنان وما راكمته من خبرات ميدانية في الميدان السوري، وكل ما حفرته من أنفاق وكل فائض القوة وكل الإصرار وكل العزم كفيلة بكسب أي حرب وبردع إسرائيل لا بل بمحوها بعد تحرير القدس والمسجد الأقصى.

وهؤلاء الأفذاذ عينهم يرون أن تزويد أمريكا الجيش اللبناني بالأسلحة والأعتدة المناسبة سيمكنه من مواجهة العدو المتغطرس، ولو فعلت، لما تجرأ الأخير على العربدة في أجوائنا ولا التعدي على حدودنا ولا تهجير أهلنا في الجنوب والبقاع.

يا لحدة الذكاء.

المطلوب من أمريكا، إن صدقت نواياها تجاه لبنان، أن تساعده على تحقيق التوازن العسكري كأن تهبه 300 طائرة أف 35 و2000 دبابة حديثة و50 مروحية مقاتلة ومنظومات دفاع جوي، وصواريخ كالتي تملكها إسرائيل،وأعتدة عسكرية لـ 150 ألف جندي…وعندما يتم تزويد الجيش اللبناني، عن طريق الهبات المستدامة، بأسلحة وتكنولوجيا توازي ما تملكه إسرائيل لا يعود هناك مبرر لاحتفاظ القائد محمد عفيف النابلسي بسلاحه الاستراتيجي.

العدو لا يفهم سوى بلغة القوة. وهذا ما اكتشفه “الحزب”وما يحاول إفهامه للقاصي والداني بالفعل لا بالقول. في أشهر قليلة أنقذ بـ”القوة”غزة من المصير الأسود وقتل بـقوته نصف أعضاء الحكومة الإسرائيلية ودمر ثلاثة أرباع البنية العسكرية وهجّر مليون ومائتي ألف إسرائيلي ثلثهم في المدارس الرسمية ومراكز الإيواء والباقون يتنقلون في طول إسرائيل وعرضها، كما طاولت صواريخ الحزب بنى الليكود ومصادر تمويله. وتمكنت صواريخ الحزب من دك أبنية في ضاحية تل أبيب الجنوبية. في أقل من شهرين دخلت قوات الحزب مدعومة بأشبال البعث إلى إصبع الجليل ودمرت أنفاق إسرائيل ومستعمرات الشمال ويشترط “الحزب” اليوم إبعاد الجيش الإسرائيلي مسافة 28 كيلومتراً عن الحدود المشتركة. وهذا ما طرحه هوكشتاين في بيروت وعاد إلى تل أبيب خائباً.

شعارات شعارات شعارات لا تمت إلى الواقع بصلة.

ترى هل القوة الصاروخية هي من تحمي حدود الكوريتين اللدودتين؟ وهل شرط الأمان والسلام الحدوديين بين جارتين عدوتين أو أكثر تحقيق توازن رعب وحفر أنفاق تحت المنازل؟ وهل حررت مصر شبه جزيرة سيناء من خلال شعار جمال عبد الناصر”ما أُخذ بالقوة لن يسترد إلّا بالقوة” أو من خلال الحلول السلمية؟ ها هي قبرص المشطورة بالقوة لا تفكر بالقوة لاستعادة الجزء السليب. وبالنسبة إلى إقليم اسكندرون المسلوخ عن سورية، والتوترات الدائمة على الحدود التركية / السورية: فهل يكون الحل بتسليح الجيش السوري تسليحاً موازيا لتسليح الجيش التركي؟
ختاما أرفع هذا الدعاء: نجنا يا رب من قوة ربانية غيبية مدججة بالعقيدة والسلاح تتحكم بالمصائر وتتحرك بمعزل عن موازين قوى المنطق.وإن الدعاء الصادق لمُستجاب.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us