الشعب اللبناني “مكهرب”.. ما السبب وراء الشعور باللسعات الكهربائية؟
اللسعات الكهربائية الساكنة التي يعاني منها الناس غير مقلقة وتنتج عن تراكم الشحنات الكهربائية الساكنة على سطح الجسم، ولكن يرجح مصدر أمني أنّ سبب زيادتها قد يكون الأسلحة والمواد الكيميائية المستخدمة في الحرب أو أنظمة التشويش التي يتبعها الجيش الإسرائيلي
كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:
انتشرت في لبنان مؤخراً ظاهرة “صدمة الكهرباء الساكنة”، فما إن تسال أحدهم حتى يشكو معاناته من الشعور باللسعات الكهربائية عند ملامسة آخرين أو حتى الأشياء التي يستخدمها دون إدراك السبب الرئيسي وراء التعرض لتلك الحالة، وذلك على مدار الأسابيع الماضية. كما تسمع أصوات تماس وصلت إلى حد مشاهدتها عند احتكاكهم ببعضهم البعض أو أثناء ملامستهم الثياب والأغراض المتواجدة حولهم لا بل ويشعرون بقشعريرة من جراء هذه اللسعات المتكررة.
فهل اللسعات الكهربائية Électricité Statiqueالتي يتعرض لها الأشخاص أمر طبيعي؟ وهل من خطر يهدد صحتهم وسلامتهم؟ وكيف يمكننا الوقاية منها؟
الدكتور برنارد جرباقة يقول لموقع “هنا لبنان” أنّ اللسعات الكهربائية الساكنة التي يعاني منها الناس غير مقلقة بصورة عامة، وتنتج عن تراكم الشحنات الكهربائية الساكنة على سطح الجسم، والتي تنتقل من وإلى جسم الأشخاص عند الإلتماس. وعادة ما تحدث هذه اللسعات الساكنة نتيجة التأثر بالجو المحيط أو عند التواجد في أماكن تحتوي على شحنات كهرومغناطيسية مرتفعة، مثل السكن في منطقة تحتوي على أبراج تقوية ارسال الهاتف المحمول أو كثرة وجود واستخدام الأجهزة الذكية في المنزل.. و هي غير مؤذية بحسب منظمة الصحة العالمية”.
ويضيف جرباقة: “وأيضاً في فصل الخريف، بسبب انخفاض الرطوبة في الجو، قد تزيد هذه الحالة لدى الأشخاص ما يجعل من الصعب على الشحنات الكهربائية أن تتسرب إلى الهواء”.
ويشير جرباقة إلى أن “العوامل المحفزة لإزدياد نسبة اللسعات الساكنة لدى الناس هي: الملابس وخصوصاً المصنوعة من الصوف والألياف الصناعية ، تناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الأملاح، إنخفاض معدلات الرطوبة في الجو المحيط، جفاف الجلد وغيرها”.
كما يشير إلى أنّ “تواجد الأشخاص بالقرب من أجهزة الهواتف الخليوية أو الأجهزة الإلكترونية في المنزل من شأنه أن يزيد اللسعات الكهربائية الساكنة”.
ولتفريغ الجسم من هذه الشحنات الكهربائية الزائدة ينصح بالاستحمام أو مسح الجسم بِمَرْهم مرطِّب أو بخ المياه.
ويشير جرباقة إلى أنّ “هذه الشحنات الساكنة لا علاقة لها بالمشاكل الأمنية الدائرة حالياً في لبنان”.
من جهته يكشف مصدر طبي أنّ اللسعات الكهربائية قد تكون خطيرة مهما كانت صغيرة كونها شحنة كهربائية ولكن في حالات نادرة جداً، أما في الحالات الطبيعية فلا يوجد مخاطر صحية ناتجة عن الشعور بكهرباء في الجسم، ولكن تكمن المشكلة في أنّ زيادة الشعور باللسعات الكهربائية قد يزعج الشخص ويضعه بموقف محرج عند التعامل مع الآخرين خصوصاً عند الشعور بالقشعريرة.
ويشير إلى أنّ ما يحصل مع اللبنانيين اليوم وطرحهم علامات استفهام حول زيادة الشعور بالقشعريرة قد يكون سببه زيادة الخوف والقلق والضغوطات النفسية التي تمر على الأشخاص، وقد تكون بسبب تناول أدوية الأعصاب أو مضادات الاكتئاب.
وينصح المصدر الطبي بممارسة الرياضة باستمرار والاسترخاء للحد من هذه الظاهرة.
ويوضح المصدر الطبي أنّ الشعور باللسعة أمر طبيعي، وهناك فرق بين المريض بزيادة الكهرباء في الجسم وبين من يشعر بلسعات عادية من وقت لآخر.
ولكن في حال زادت الحالة عن حدها هنا يجب على الشخص استشارة الطبيب لمعاينة المريض وتحديد طبيعة حالته وأسباب معاناته مع الكهرباء في الجسم.
من جهة أخرى يرجح مصدر أمني رفض الكشف عن اسمه أن زيادة شعور اللبنانيين باللسعات الكهربائية مؤخراً قد يكون سببه الأسلحة والمواد الكيميائية المستخدمة في الحرب أو أنظمة التشويش التي يتبعها الجيش الاسرائيلي أو قد يكون بسبب خرق الإسرائيليين لأجهزة “الراوتر”.