الحكواتي الجديد
أفهم تماماً هذا الزهو، وهذا الإفتخار الظاهرين في بريق عيني الحكواتي وهو يعدد أرقام القتلى في صفوف العدو دون أن يستوقفه الرقم 2729، وهو رقم أوّلي صادر عن وزارة الصحة لعدد ضحايا الإسناد والمشاغلة ولا أعار كبير اهتمام للرقم 12772. أهو من أرقام سحوبات “زيد” أو عدد الجرحى من المدنيين عدا تسوية قرى ومنازل وذكريات بالأرض
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
أفهم تماماً عدم استعجال الحكواتي الجديد على إنهاء الحرب، إلّا بما يتوافق مع شروط المقاومة الإسلامية، الممثلة الوحيدة لآمال وتطلّعات ما بقي من الشعب اللبناني على أرض لبنان. يلزم الشعب الكثير الكثير من التبصّر والإدراك والعلم لاستيعاب هذا الفكر النهضوي الإستشرافي الحديث. حرب أطول إلتحامات أكثر عزّة أكثر ودمار أوسع وأشمل. سيخلق الدمار الناجم عن حرب “الحزب” الإستباقية مع إسرائيل فرص عمل لعشرات الآلاف من اللبنانيين والنازحين السوريين في ورشة ربما امتدت لسنوات، ولنا في حرب تموز أنموذج رمزي. غداً بعد الإنتصار سينخرط مهندسو لبنان على تنوّع اختصاصاصاتهم، ومجاهدو البناء ومعلمو البلاط والسنكرية والكهرباء، في أضخم ورشة عرفها لبنان في تاريخه الحديث.
أفهم تماماً هذا الزهو، وهذا الإفتخار الظاهرين في بريق عيني الحكواتي وهو يعدد أرقام القتلى في صفوف العدو، إستناداً إلى تقرير حديث لغرفة عمليات المقاومة من دون أن يستوقفه الرقم 2729، وهو رقم أوّلي صادر عن وزارة الصحة لعدد ضحايا الإسناد والمشاغلة و”أوّلي البأس” ولا أعار كبير اهتمام للرقم 12772. أهو من أرقام سحوبات “زيد” أو عدد الجرحى من المدنيين عدا تسوية قرى ومنازل وذكريات بالأرض.
هكذا تحمى الأوطان. لا حرب من دون تضحيات وصبر وصمود قال القائد المطمئن البال إلى المسار الجهنمي.
أفهم استشعار الحكواتي الجديد بدنو أجل نتنياهو والدليل وصول صواريخ المقاومة إلى غرفة نومه. كان رئيس حكومة العدو سهران خارج البيت في لحظة الإستهداف. وإن لم يمت بصلية مات بطلقة كإسحاق رابين. هو سبق نحو الآخرة على ما يبدو. والأفضلية لمن يصل أولاً.
وأفهم تماماً إحتقار المثقف والمرهف والتنويري للدول التي تنادي وتتشدق بحقوق الإنسان تارة وحقوق المرأة. ومن أقواله في مناسبة تربوية:
-“أحذّر الشباب من الإحتراق إذا تحدثوا مع الفتيات.
-أحذّر من السماح للفتيات بمعاشرة المنحرفات اللواتي يتبرجن ويتحدثن عن الموضة ومساحيق التجميل.
-أحذّر من تربية الأولاد في مدارس تقوم بنشاطات مختلفة للفتيان والفتيات فينحرفوا.
-الألمان والفرنسيون والأميركيون يذكروننا بالجاهليين…” هذا غيض من فيض نهر.
وأفهم أنّ بعد مونولوغين أو ثلاثة كمونولوغ الأربعاء، بهذا المستوى الرائع من الإحاطة السياسية والميدانية والربانية سيجد الحكواتي الجديد من يهتف من صميم قلبه: ولادنا وكل ما نملك فدا صرماية الشيخ نعيم!
لكن ما لا أفهمه بعد استماعي إلى مطولة الحكواتي الخيميائي اللئيم المتعجرف: لماذا لا يضعه العميد موريس سليم لمرة عند حده؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
لو سلّحت “أمريكا” الجيش | كابتن قاليباف: تبّاً لك | مصطفى بيرم: “صلية” تحفظات |