الدولة العاجزة


خاص 1 تشرين الثانى, 2024

يحتاج من في السلطة إلى أن يكونوا رجال دولة وتحتاج قوى الأمر الواقع إلى الواقعية والاعتراف بشجاعة بأن ما ارتكبوه لم يكن أبداً في صالح لبنان واللبنانيين.

كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:

يستحيل أن يشهد بلد هذه الحرب المدمرة المستمرة منذ أكثر من سنة وتبقى الدولة عاجزة فيه عن عمل جدي لوقف إطلاق النار على الرغم من كل التحذيرات التي كانت تأتي وتأتي حالياً من أننا نتجه إلى المزيد من الدمار والشهداء والجرحى والنازحين والإنهيار الإقتصادي المستمر.

قد يقول البعض وماذا يمكن لهذه الدولة أن تفعل وهي مفككة ولا قدرة لها على اتخاذ قرار الحرب والسلم؟وماذا يمكن لهكذا دولة أن تفعل في مواجهة عدو يصر على الإستمرار في الحرب؟ هذه أسئلة مشروعة ولكن السؤال المشروع أكثر هو من أوصل الدولة إلى ما نحن فيه اليوم؟

لا نريد العودة إلى الماضي القريب والبعيد لأنّ كل واحد يحاول التهرب من المسؤولية ورميها على الطرف الآخر، ولكن ذلك لا يعفي من هم في السلطة ومن ساهم في إيصال البلد إلى هذا الدرك منذ سنتين على الأقل من المسؤولية.

وفي هذا السياق نسأل لماذا يبقى البلد من دون رئيس للجمهورية منذ سنتين؟ وما هي الخطيئة المميتة التي كانت سترتكب لو انتخب رئيس وشكلت حكومة تتمع بقدر من المسؤولية؟ لماذا دخلنا حرباً عرفنا كيف بدأت ولا نعرف كيف تنتهي؟

لقد وقعت الواقعة الآن وأصبحنا أمام وضع كارثي والمستغرب أنّ من في السلطة وقوى الأمر الواقع لم يغير هذا الوضع من طريقة تعالمهم مع البلاد والعباد فيستمرون في اللامبالاة والإنكار والمكابرة والتعطيل والتذاكي حتى سئم العالم منهم وأتاح للعدو أن يفعل في البلد وأهله ما يشاء فتحول اللبنانيون إلى هائمين على وجوههم في الداخل والخارج لا يعلمون أي مصير ينتظرهم.

يحتاج من في السلطة إلى أن يكونوا رجال دولة وتحتاج قوى الأمر الواقع إلى الواقعية والاعتراف بشجاعة بأنّ ما ارتكبوه لم يكن أبداً في صالح لبنان واللبنانيين، وعلى من في السلطة أن يضعوا جانباً مصالحهم وخوفهم وأن يرفعوا الصوت بأنّ البلد ليس مشاعاً مباحاً لمن هم في الداخل والخارج وأن يعلنوا موقفاً يبدأون به باستعادة كرامتهم وكرامة الدولة، وعلى قوى الأمر الواقع أن تدرك أنّ حمايتها وحماية بيئتها لن تكون إلا من خلال هذه الدولة التي تحمل صفة الشرعية والقانون والدستور وهي ثلاثية قادرة إن طبقت بحذافيرها أن تجلب الأمن والإستقرار لوطن عانى كثيراً وحان له أن يرتاح من مشاريع فاشلة أنهكته منذ نكبة فلسطين وحتى اليوم.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us