مفاوضات وقف إطلاق النار: الكلمة الأخيرة للميدان.. ونقطة أخيرة يرفضها “الحزب”
بعدما أعطى تصريح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الأربعاء تفاؤلاً حذراً للبنانيين بوقف إطلاق النار في لبنان “خلال ساعات”، تراجع منسوب الأمل بوقف الحرب بوقت قريب، بعدما أنهى المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، آموس هوكستين، والمبعوث الخاص لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، أمس الخميس، مباحثات مع المسؤولين الإسرائيليين في تل أبيب حول التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، حيث أكدت إسرائيل أنّ “القضية الأساسية ليست بمسودة اتفاق، بل بقدرة إسرائيل وتصميمها على إحباط أي تهديد لأمنها من لبنان”، في مقابل تشدد “حزب الله” بمتابعة مستقبله كتنظيم مسلّح.
ووفق مسودة اتفاق أميركي – إسرائيلي لوقف إطلاق النار في لبنان، التي ترجح مصادر متابعة لـ”هنا لبنان” رفضها من قبل حزب الله، تنسحب إسرائيل بعد أسبوع، ثم ينتشر الجيش اللبناني لتفكيك بنية حزب الله، والسماح لإسرائيل بضرب لبنان خلال فترة انتقالية تبلغ 60 يومًا، بالإضافة إلى منع إعادة تشكيل أو تسليح المجموعات المسلحة غير الرسمية في لبنان، حيث يتم مراقبة أي بيع أو إنتاج للأسلحة في لبنان من قبل الحكومة اللبنانية.
وتقول المصادر إنّ “حزب الله كان موقفه في الأساس عدم فك الارتباط بين لبنان وغزة وهذا ما أصرّ عليه الأمين العام السابق السيد حسن نصرالله قبل اغتياله، أما النقطة الثانية التي رفضها قطعاً حزب الله هي سحب قواته إلى المنطقة الحدودية ما وراء الليطاني تنفيذًا للقرار 170، لذلك كانوا يعملون بهذا القرار وفقًا لطريقتهم ووفقًا لمفهوم محلي يناسبهم دون مراعاة مندرجات الـ1701 جميعها، خصوصاً الـ 1559 والـ 1680، لكن مع الوقت وبسبب الحرب والضغط العسكري والضربات التي تلقاها الحزب، حصل نوع من التقدم حتى الآن، وهو تراجع الحزب عن موقفه الأول بعدم فك الارتباط بين غزة والجنوب حيث أصبح مرنًا في هذه النقطة، كما أصبح يقبل بترك منطقة جنوب الليطاني”.
غير أنّ النقطة التي لا يزال يرفضها الحزب، فهي الحديث عن مستقبل سلاحه وهي النقطة التي يضغط فيها الإسرائيلي والتي كانت مدار بحث ما بين نتنياهو والموفدين الأميركيين، إذ طرح الاسرائيلي أن يكون هناك على المعابر اللبنانية، سواء بحراً أو براً أو جواً، إشراف مباشر من قِبل قوات متعددة الجنسيات أو قوات دولية أو حتى موظفي أمن أميركيين للإشراف على هذه المنطقة بمساعدة الجيش اللبناني لمنع تدفق السلاح من جديد إلى حزب الله، مع احتفاظ إسرائيل بمراقبة كل المعابر، وفي حال الاشتباه بأي عملية دخول جديدة للسلاح تمتلك إسرائيل حق ضرب الأهداف مجدداً، وبحسب المصادر، فإنّ هذه النقطة لا يزال الحزب يرفضها بشدة ومعه الحكومة اللبنانية التي تنطلق من مبدأ أنّ هذا عمل سيادي، كما أنّ الحكومة الحالية لا تقطع خيطاً إلا بالتوافق مع حزب الله وبإرادته”.
وتضيف المصادر: “هذه النقطة تتعلق بمستقبل الحزب كتنظيم مسلّح على الأراضي اللبنانية، فبعد تلقيه كل هذه الضربات في كل المناطق، وإذا تخلى عن مستودعات الأسلحة وخرج إلى شمال الليطاني، يريد الحزب أن يبقى تنظيماً مسلحاً ويصر على ذلك بدعم من إيران، لا بل القيادة الحالية للحزب هي قيادة إيرانية مباشرة، فالشيخ نعيم قاسم ليس القائد الفعلي الحقيقي إذ تقوده إيران بشكل مباشر، فهل تقبل إيران بأن ينتهي حزب الله في لبنان كتنظيم عسكري، وبالتالي ينتهي وجودها العسكري في لبنان وسيطرتها عليه وأخذ المبادرة بالقرار على حدود إسرائيل وعلى شاطئ المتوسط؟”
إذاً يبقى السؤال: هل يستمر “حزب الله” في رفض إنهاء مستقبله كتنظيم مسلح؟ حتمًا الكلمة الأخيرة ستكون للميدان، فإلى أين ستوصل الحرب الجميع؟ وما هي القرارات التي ستتخذ في نهاية الحرب؟