إلا الجيش…

خاص 2 تشرين الثانى, 2024

خاص “هنا لبنان”:

يكاد لا يمرّ يوم أو حتى ساعات إلا ونقرأ رسائل نعي لأي أمل بالوصول إلى لبنان المشرق والمتعافي والمزدهر من قبل بعض الأقلام المريضة التي لا يمكنها الخروج إلى الضوء وهي قد تعوّدت على السواد واليأس والقتل والتدمير.

تلك الأقلام، التي تعتبر نفسها ناطقة باسم أحد المحاور، لم تستوعب بعد هوْل ما يجري أو أنها استوعبته وضاعت بوصلتها. فبدل أن تهاجم “العدو” الإسرائيلي استدارت للاستقواء على الداخل اللبناني.
أن يعبّر السيد ابراهيم الأمين عن رأيه ويسوّق لسردية فريقه السياسي فهذا شأنه، رغم أنّ أكثرية اللبنانيين لم تعد تقتنع بما يردّده الأمين والقلّة من أمثاله. وأن يهاجم القوى السياسية المعارضة فهذا يدخل في سياق حرية الرأي والكلمة. أما أن يصل به الأمر إلى تخوين المؤسسة الوحيدة التي يؤمن بها الشعب اللبناني ويعتبرها خلاصه الوحيد، فهذا يصل إلى حدّ المسّ بقدسية تعلّق اللبنانيين بحاميهم الشرعي. وأن يتخطّى الأمين كلّ المحرمات والخطوط بالتلميح إلى تقسيم الجيش اللبناني، فهذه خطيئة لم يكن ليرضى عنها الأمين على المحور الذي يناصره ابراهيم الأمين، قصدت به الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله.
فحتى نصرالله، وفي عزّ مراحل التجييش لمقاتليه، لم يسمح لأيّ مسؤول في حزبه بالتطاول على المؤسسة العسكرية، لا بل كان يشدّد، ولو بالشكل، على وطنية الجيش وتحريم المساس بوحدته ووجوده.
فاسمح لنا يا ابراهيم “الخبير”، فقد أظهرت أنك مبتدئ في الوطنية وخائب في قراءة ما يبغيه الشعب. لقد مسست بما يجمع اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم الدينية والسياسية والمناطقية، ونزلت بتاريخك الصحافي إلى أدنى مستويات الحقد الشخصي والانحدار الذاتي. ولكن، إطمئن ولا تقلق، فالشعب “أمين” على جيشه، من أقصى الجنوب المدمّر إلى أقصى الشمال المستضيف لأهله النازحين، مروراً بالبقاع وبيروت وجبل لبنان، والجميع ينادي بوقف الحرب واستلام الجيش اللبناني بقيادته الحاليّة زمام الأمور.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us