القبطان عون والسفينة والعاصفة والأمواج…
كتبت اليونور اسطفان لـ “هنا لبنان”
كانت المرة الأولى، منذ أشهر، التي أنام فيها لساعات، من دون قلقٍ أو كوابيس تراودني بسبب ما يشهده البلد ومشاهد الناس تتقاتل في السوبرماركت أو تبحث عن قوتها في مستوعبات النُفايات…
نمتُ مبتسمةً واستيقظتُ كذلك.
لم يطل الأمر حتى اكتشفتُ سبب هذه البهجة الاستثنائيّة. شاهدتُ في الأمس كلمة الرئيس ميشال عون فانتابتني غبطة لم أشعر بها منذ زمن.
شعرتُ، حين سمعتُ الرئيس، بأنّ رجلاً يقود هذا البلد الى برّ الأمان. كانت الصورة أشبه بمشهد من فيلم هوليوودي بإنتاجٍ ضخم. قبطانٌ يقف بقامته الشاهقة على رأس سفينة تلطمها الأمواج من كلّ جانب، والعواصف الرعديّة تتلاعب بها، ويرفع يده، من دون أن تهتزّ القامة، ليقول لجميع من حوله، بلهجة حازمة وواثقة وضامنة، اصمدوا وسأوصلكم الى الشاطئ، من دون أن نخسر أحداً منّا، ومن دون أن تُخدش السفينة.
هو ميشال عون. القبطان. القائد. الجبل. وقد أُعدّ مئة صفة ولقب.
ولكن، فلنوقف العدّ قليلاً.
أشعر بالكآبة إيّاها من جديد. وداعاً للغبطة التي لم تمرّ عليها ساعات.
القبطان أوصلنا في عهده الى انهيارٍ لم يشهد لبنان مثيلاً له.
السفينة مهترئة، وقد ورثها كذلك وبدل أن يصلح الثقوب فيها زادها أضعافاً.
هو يخوض معركةً وهميّة على طريقة “دونكيشوت”، حتى تظنّ بأنّ مبتكر هذه الشخصيّة الكاتب الإسباني سرفانتس انضمّ الى فريق الدعم في قصر بعبدا.
وما دام الزوّار المصريّين يتكاثرون في هذه الأيّام، نسأل، على طريقتهم: “تدقيق ايه اللي انت جاي تقول عليه؟”.
ما قاله الرئيس عون بالأمس كنّا لنصدّقه ونصفّق له لو سمعناه في الأسابيع الأولى من عهدٍ أردناه للإصلاح والتغيير، فانتهى بانهيارٍ وتعتير.
لو قال عون، قبل سنوات، ما قاله في الأمس، لكنّا معه ولكنت صرختُ، مثل تلك السيّدة: “مبسوططططة”.
ولكن، يا “فخامة الجبل”، أعذرني، لم أعرف يوماً، في هذا العهد، كنت “مبسوطة” فيه فعلاً…
مواضيع مماثلة للكاتب:
الخطيئة المميتة | قضية فساد الأدوية المزوّرة: القاضية جويل أبو حيدر تواجه جو دبس لحماية صحة الأطفال.. وقرار ظنّي بجو دبس بجرائم الغشّ والتزوير وتبييض الأموال | باسيل يلعب بنار التيار |