أشرف معارضة لأسوأ شريك في الوطن..
إعلام الممانعة يهددنا، وجيشه الإلكتروني يحلل دمنا، والصحف الصفراء تحرض على تأديبنا وتعمل على ترهيبنا، في حين ينشغل كبيرنا وصغيرنا في كيفية استقبال النازحين أحسن استقبال، وفي كيفية تأمين كل المستلزمات التي تقيهم برد الشتاء بعد أن تُركوا لمصيرهم على طريق القدس من دون ماء ولا دواء
كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:
يمكن للمرء ان يتخيل أي شيء باستثناء من تمد له يد المساعدة والعون فيتوعدك بقطعها.. هذه هي حال القوى التي لم تكن تريد الحرب في لبنان، وعندما وقعت، فتحت بيوتها وقلوبها للنازحين الهاتفين “فدا إجر السيد”، الهاربين من تحذيرات أفيخاي، وغير المبالين بتطمينات الشيخ نعيم.
إنها سخرية القدر.. حين يأتيك التهديد بالقتل من إبن بلدك، المُهدّد بالقتل من طائرات نتنياهو، تحت عنوان “صهاينة الداخل عملاء ونص”.. فيديو انتشر كالنار في الهشيم، يتوعد شخصيات لبنانية ذنبها الوحيد عدم موافقتها على سياسة الانتحار التي انتهجها “حزب الله” ولا يزال، والتي جعلت من طول البلاد وعرضها عرضة لمزاجية الإسرائيلي، العالِم بكل شاردة وواردة، والذي يعرف أين يتخفى كبير القوم ومتى يجتمع القادة والسادة.
لكن يبدو أن إعلام الممانعة مصرّ على شيطنة كل من لا يريد الانتحار، من البطريرك بشارة الراعي إلى الرئيس أمين الجميل والدكتور سمير جعجع والنواب سامي الجميل وأشرف ريفي وكميل شمعون وجورج عدوان، وقيادات حزبية من القوات والتيار والكتائب، وقيادات محلية كالنائب السابق فارس سعيد وشخصيات مستقلة حريصة على وطن الأرز ودستوره، من بينها العبد الفقير كاتب هذه السطور.
نعم يا سادة، إعلام الممانعة يهددنا، وجيشه الالكتروني يحلل دمنا، والصحف الصفراء تحرض على تأديبنا وتعمل على ترهيبنا، في حين ينشغل كبيرنا وصغيرنا في كيفية استقبال النازحين أحسن استقبال، وفي كيفية تأمين كل المستلزمات التي تقيهم برد الشتاء بعد ان تُركوا لمصيرهم على طريق القدس من دون ماء ولا دواء.
نعم، هناك من يزرع في عقول الناس ان من لا يريد الحرب صهيوني، ومن يريد تطبيق الدستور صهيوني، ومن يريد تطبيق القرارات الدولية صهيوني، ومن يريد تقوية الجيش اللبناني صهيوني.. هذه هي حالنا.
على طريق القدس، اغتيل من اغتيل وتشرد من تشرد واستشهد من استشهد، ونزح من نزح وهرب من هرب وخان من خان، لكن ليس هناك من تعلم من التجارب القاسية ان الدولة وحدها تشكل الدرع الواقي للجميع وان التظلل تحت عباءتها كفيل بحماية الجميع.
والأسوأ من كل هذا، إطلالة أحد نواب “حزب الله” ليتهم الدولة بالتقصير، غير أبه بأن خياراته التدميرية ليس لها دواء وليس هناك دولة في العالم ترغب أو تستطيع تحمل أعباء مغامرة دولة أخرى على أرضها، ذهبت إلى حيث يجب أن تكون من دون حسيب ولا رقيب، وعندما وقع المحظور رمت حملها الثقيل على كاهل الدولة المتعبة، التي تنوء تحت نير الاحتلال الذي جعل من لبنان ساحة لتصفية الحسابات.. ساحة لصراعات المحاور على أرض لبنان المنكوب والمنهوب والمسلوب الإرادة.
وجاء انزال البترون واختطاف عماد أمهز ليكتمل المشهد على اتهام الجيش بالتقصير، وقائد الجيش بالتآمر، والقوة الألمانية باليونيفيل بالانحياز للإسرائيلي..
إنه زمن الكوليرا..
مواضيع مماثلة للكاتب:
بشرى أميركية للبنان.. الحل آتٍ | رجالات الحرب.. رجالات العام | الـ1701: قرار دولي أم جهاز أيفون؟ |