تخوين الجيش خط أحمر.. ولأصحاب الحملات ضده رسالة واحدة: كان وسيبقى الضمانة
إلّا الجيش.. تكفي أن تكون العنوان العريض للتّصدّي لحملة تخوينية يُراد لها هدم هذه المؤسسة الوطنية، وطالما أنّ هناك حكماء في البلد فلن يقبل أحد المساس بها تحت أيّ ظرف
كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:
بقي دور الجيش اللبناني على مدى الأزمنة الصعبة محور إجماع وطني وفي معظم مهماته الشائكة نجح ليصبح الرقم الأول. هذه ثابتة لدى كثيرين ولم تتبدل في أحلك الظروف. أما أن تتطاول عليه بعض الألسنة أو الاقلام بهدف إضعافه أو تحجيمه وتحت ذرائع مختلفة منها انعدام قدراته أو بقائه على الحياد بفعل قرار ما، فالرد يكون بالعودة إلى تاريخ هذا الجيش الذي بنى نفسه بنفسه وتوحد وحارب الأرهاب وكان إلى جانب المواطنين وفرض الأمن والاستقرار. هذه الحملة الشعواء التي يشنها بعض الراغبين في تدمير المؤسسة الوحيدة الصامدة في البلاد ، معروفة الأهداف، وتقف وراءها جهات سياسية وإعلامية تخشى من أن تكون الإمرة الوحيدة للجيش.
وآخر هبات التخوين هو كيفية تمرير عملية الكومندوس وخطف عماد أمهز من البترون وتوجيه أصابع الاتهام للجيش في عدم التدخل، لكن الأخطر هو الحديث عن انقسام الجيش أو الدفع بحماة الوطن إلى لبس الثوب الطائفي واختيار الانشقاق والانسحاب. ليست مبالغة الدعوة إلى التصدي لهذا النموذج، فلمن يكتب ويحرض ضد المؤسسة وقائدها ويدعو إلى تفككها ونحن في أمس الحاجة إليها، يجدر القول انصرفوا إلى دعم الجيش ومنحه جرعة معنويات في مهماته المقبلة بدلاً من زعزعة الثقة به.
واللافت أنّ هؤلاء، الذين احترفوا التحريض، تناسوا الدور الذي قام به الجيش في هذه الحرب التي جرّنا لها حزب الله.
ولمن لا يعلم، أو لا يريد أن يعلم، فإنّ الجيش هو من المتضررين أيضاً من هذه الحرب، وعائلاته دفعت الثمن، وكان الجيش في صدارة من تحرّك لتقديم المعونة لهم.
وإن أردنا الحديث في لغة الأرقام فقد وزع الجيش حتى تاريخه أكثر من 16 ألف حصة غذاء للنازحين من عائلات العسكر، وإن أحصينا المخدات والفرش والحرامات فقد وزع الجيش أكثر من 26000! في حين قدم أكثر من 4 آلاف حصة حليب!
هذه الأرقام ليست للمزايدة، ولكن أن يقدم الجيش هذه المساعدات لأبنائه وعوائلهم في ظلّ أزمته، فهو قمة الوطنية، في إسناد من أوصلنا بإسناده إلى التهلكة!
وبالعودة إلى الحملة على الجيش، يقول نائب كتلة الجمهورية القوية نزيه متى لموقع “هنا لبنان” أنّ الجيش هو المؤسسة الجامعة في هذا الوطن، حيث لا مكان فيها لأي تمييز وهي التي تعد الخط الأحمر لدى الجميع منتقداً الحملة الممنهجة ضده، مع العلم أنه يشكل الضمانة الوحيدة للبلد ويحظى بثقة المجتمع الدولي.
ويشدد النائب متى على أنّ الجيش نجح في تجاوز مطبات عدة وحارب الإهاب في معركة فجر الجرود وفي مخيم نهر البارد، مشيراً إلى أنّ الحملة التي تُساق ضده وإظهار تقصيره في عملية البترون مردها ضرب الجيش للتأكيد على مشروعية المقاومة والقول إنّ حضورها لكان منع ما جرى.
ويلفت إلى أنّ جزءاً من حملة البعض على الجيش هو لمنع التمديد للعماد جوزف عون، ويؤكّد أنّ هناك حاجة لبناء الدولة ومؤسساتها وإنّ المطلوب دعم الجيش كما يجب لا سيما في مهمة ضبط الحدود وإنّ رمي السهام ضده واللعب على الوتر الطائفي لن ينجح لأنّ الجيش كان وسيبقى ضمانة الوطن.
إلّا الجيش.. تكفي أن تكون العنوان العريض للتصدي لحملة تخوينية يراد لها هدم هذه المؤسسة الوطنية، وطالما أن هناك حكماء في البلد فلن يقبل أحد المساس بها تحت أي ظرف.