نعيم قاسم “يعلّم” على الجيش.. الأمين العام “بالتزكية” ليس أميناً!
كلام قاسم والتصويب على حظوظ قائد الجيش الرئاسية واستهداف التسوية المرتقبة والـ1701، لا يمكن الردّ عليه إلا بالمثل، فقبل اتهام الجيش بالتقصير ليخبرنا قاسم، ماذا قدمت المقاومة؟ غير الشهداء والتهجير والدمار، وتحويل الجنوب والضاحية لأرض محروقة! وليقل لنا، أين حمت في لبنان؟ والعدو يصول ويجول بين القرى.. وليقل لنا، عن أيّ انتصارات يتحدث، والميدان بات غارقاً بدماء لبنان!
كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:
“لطيف”، نعيم قاسم، ربما كان يفضّل لو عمل كأستاذ للكيمياء، أو ربما لو لم يفارق كرسي نائب الأمين العام، في حينها كنا لنتقبل طلّاته “الخفيفة”، وتصريحاته المثقفة، ومواقفه التي تتّسم بالحداثة، على نسق، تصريح له في العام 2017، يطعن به بالمرأة المتبرجة والمطلقة!
لا تعلق مواقف نعيم قاسم السياسية في الذاكرة، فهو كشخصية متوترة، لا يعوّل على كلامه، ففي مسيرته كان راضياً بدور الظلّ أمام عباءة أمين عام حزب الله السابق، السيد حسن نصرالله، والذي كان يجيد دوزنته، فيغطي بدبلوماسيته على جموح نائبه!
قاسم الذي لم تمرّ أيام قليلة على تعيينه خلفاً لنصرالله، أتحفنا بظهور ثانٍ، وكأنّه يريدنا أن نعتاد عليه أميناً عاماً، فكان متوتراً، متناقضاً، يردد أفكاراً مشتتة لا تخاطب العقل ولا حتى تجيّش العواطف!
وأزمة نعيم قاسم ليست مع المعارضين فقط، بل هي أيضاً مع أبناء بيئته، فمن كان يردد “فدا السيد”، ها هو ينتقد اليوم في مجالسه الضيقة نعيم قاسم، فمعظم البيئة لا ترى به أميناً، ولا تجد في شخصه “السيد” التي تطمح إليه!
ترؤس حزب الله، كان منصباً فضفاضاً على قاسم، وثقيلاً، فحتى الكرسي يبدو واسعاً عليه، وحتى كادر الصورة التي يحاول الظهور بها، يبدو باهتاً، ونبرة صوته التي يحاول أن يرفعها بين الحين والآخر تزعج، على عكس وقع خطابات سلفه، السيد حسن نصرالله!
قاسم الذي رفع صوت الانتصارات، وناقض موقفه السابق من الانتخابات الأميركية، بدا كمن لا يعرف شيئاً لا عن الميدان ولا في السياسة، هو فقط يردد خطابات ربما كتبت له بحبر إيراني، وربما هو ارتجلها، وبئس الارتجال.
وبعيداً عن سمفونية الانتصار، ودحر العدو، والشعارات الطنانة! ها هو نعيم قاسم يحاسب في هذا الخطاب الجيش، بأي صفة لا نعلم؟ فمتى كان يحقّ للدويلة أساساً أن تتجرأ وتحاسب الدولة! وقاسم لم يقف عند هذا الحد، بل تمادى بطلب إيضاحات، وأيضاً بالتشكيك بقدرة الجيش!
كلام قاسم، الذي يمكن وضعه في سياقين، الأوّل التصويب على حظوظ قائد الجيش الرئاسية، والثاني، استهداف التسوية المرتقبة والـ1701. لا يمكن الردّ عليه إلا بالمثل، فقبل اتهام الجيش بالتقصير ليخبرنا قاسم، ماذا قدمت المقاومة؟ غير الشهداء والتهجير والدمار، وتحويل الجنوب والضاحية لأرض محروقة!وليقل لنا، أين حمت في لبنان؟ والعدو يصول ويجول بين القرى!
وليقل لنا، عن أيّ انتصارات يتحدث، والميدان بات غارقاً بدماء لبنان وبدماء أبنائه!
لذا، حبذا لو يتنحى نعيم قاسم، ولو تتولى الحزب شخصية “لبقة” تجيد الحوار وتحترم الدولة، فالمرحلة المقبلة تتطلب الهدوء، ومستقبل الحزب كحزب سياسي، لا يتفق ونعيم قاسم وطلته وأفكاره!
فالحزب اليوم بحاجة لـ”نفضة”، تبدأ من أعلى الدرج وهلّم جرّاً..
مواضيع مماثلة للكاتب:
أين لبنان؟.. يا فيروز! | سليم عياش.. “القاتل يُقتل ولو بعد حين”! | إلى الشيخ نعيم قاسم.. عن أيّ توفيق تحدثنا؟! |