مصير النازحين بلا أفق.. إلى أين سيتجهون بعد الحرب؟


خاص 9 تشرين الثانى, 2024

رغم وضع الحكومة اللبنانية خطة طوارئ منذ بدء الحرب بين الحزب وإسرائيل لاستيعاب النازحين وتأمين احتياجاتهم، إلا أنّ هذه الاحتياجات تفوق كل ما يتم تقديمه على أرض الواقع، ما يطرح سؤالاً عن مصير اللبنانيين الذين فقدوا منازلهم في اليوم التالي للحرب

كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:

يعيش مليون ونصف المليون نازح لبناني تحت وطأة المعاناة نتيجة التصعيد الإسرائيلي على لبنان بعد اضطرارهم لمغادرة المناطق المستهدفة، منهم من دمرت منازلهم بالكامل ومنهم من تضررت جزئياً.

قسم من النازحين لجأ إلى مراكز الإيواء ومنهم من استأجر منزلاً يحتمي تحت سقفه وآخرون أصبحوا خارج البلاد ريثما تمر هذه المرحلة على خير وتنتهي الحرب.

ورغم وضع الحكومة اللبنانية خطة طوارئ منذ بدء الحرب بين حزب الله وإسرائيل لاستيعاب النازحين وتأمين احتياجاتهم إلا أنه على أرض الواقع تفوق هذه الاحتياجات كل ما يتم تقديمه، ما يطرح سؤالاً عن مصير اللبنانيين الذين فقدوا منازلهم في اليوم التالي للحرب؟

وللوقوف عند هذا الموضوع الذي يشغل بال جميع اللبنانيين، طرح “هنا لبنان” السؤال على المحلل الساسي والصحافي علي الأمين والذي أكد أنه “لا بد من وجود خطة لعودة النازحين إلى منازلهم وخطة مسبقة لإعادة الإعمار و لتأمين منازل بديلة للنازحين، مشيراً إلى أن قطر قد تحدثت عن هذه المبادرة من أجل تأمينها للنازحين لمرحلة اليوم التالي للحرب، لافتاً إلى ضرورة وجود دور جدي لدولة تعمل وتخطط من أجل تنفيذ هذه المشاريع”.

ويرى الأمين أنه “في اليوم التالي للحرب قد يبقى النازحون في مراكز الإيواء التي يتواجدون فيها أو في المنازل التي استأجروها، فيما قسم منهم قد يعود إلى بلداتهم وقراهم وربما سيقومون بنصب الخيم هناك أو باللجوء إلى البيوت الجاهزة على طريقة المخيمات التي وضعت للسوريين في الأردن، كل ذلك لا يمكن معالجته إلا ضمن خطة تديرها الدولة أو مؤسسات كبرى مثل مجلس الإنماء والإعمار”.

وفي ما يخص البيوت الجاهزة يلفت إلى ضرورة وجود تحضيرات مسبقة لتأمينها للنازحين فور انتهاء الحرب”.

كمل يشدد الأمين على “ضرورة أن تبذل الدولة مزيداً من الجهود في الوقت الحالي من أجل تأمين مأوى للنازحين في اليوم التالي للحرب وذلك عبر تكثيف اتصالاتها مع الدول بهدف الحصول على المساعدات بأسرع وقت ممكن وبالتالي وضع الخطط الملائمة لتنفيذها”.

أما بالنسبة لدور حزب الله في مسألة تقديم المساعدات للمتضررين، فيقول الأمين: “أعتقد أنّ حزب الله مضطر للمساهمة بهذه العملية، ولن يتخلى عن جمهوره لأن هذه الخطوة ستكون معياراً لبقائه أو لانتهائه، وبالتالي سيسعى لتقديم المساعدة بشتى الطرق وبنسبة معينة لا يمكننا تحديدها إلا بعد انتهاء الحرب ومعرفة التسوية التي سيتوصلون لها”.

ويضيف: “اليوم جمهور الحزب يراهن على انه سيغطي لهم الخسائر المترتبة عليهم من جراء الحرب”.

وفي سؤال عن إمكانية وضع خطط حالية للحزب بهذا التوقيت يرى الأمين أن “حزب الله حالياً قد يكون مربكاً وبالتالي غير قادر على استكمال خططه واحصاءاته الناتجة عن خسائر الحرب، لذلك إن حجم دخول الحزب بتأمين مساكن للبنانيين غير واضح، فهل سيهتم بكل المتضررين أو سيتوقف اهتمامه على جماعته؟ هذه الأسئلة لن تتبلور أجوبتها إلا بعد الحرب، مشيراً إلى أنّ إيران ربما تتولى هذه المهمة في الوقت الحالي”.

من جهته، يقول الصحافي السياسي طوني بولس: “اليوم التالي للحرب لن يكون أسهل بكثير من مرحلة الحرب باعتبار أنّ لبنان مدمر بشكل كبير لا سيما المناطق الجنوبية والبقاع وأيضاً بيروت. وحسب الإحصاءات المبدئية حتى الساعة هناك أكثر من 22 ألف وحدة سكنية مدمرة في أنحاء الجنوب وحده، وبالتالي هناك كارثة مرتقبة وعدم إمكانية لعودة النازحين إلى منازلهم، حيث الجزء الأكبر منهم متواجد حالياً في مراكز الإيواء أو يستأجرون الشقق فيما قسم آخر سافر الى الخارج بشكل مرحلي”.

ويضيف بولس: “الخسائر الاقتصادية تقدر حتى الآن بنحو 20 مليار دولار وأكثر، وبالتالي لن يستطيع لبنان النهوض إلا إذا كان هناك اتفاق كامل ومشروع لإعادة إعمار لبنان وإنقاذه من الأزمة المالية الحالية والمرتقبة، لذلك هذا الحل يجب أن يكون حلاً مرتبطاً بخارطة طريق مقبولة عربياً ودولياً، تساعد لبنان كي يتمكن من عبور هذه الأزمة، والا سيدخل البلد في مشكلة أكبر، مشكلة تفككية، مشكلة ديمغرافية، و أزمات اقتصادية وتعثر للدولة عن القيام بهذا الواجب وحدها”.

ويشدد بولس على ضرورة أن “يكون الحل وفق القرارت الدولية بما فيها القرار 1559، القرار 1701 والقرار1680، لأن خارطة طريق القرارت الدولية هذه تتطابق مع الدستور اللبناني ولا تتناقض مع سيادة البلاد على عكس الحلول الأخرى التي أتت استمراراً للحرب، وإلا سيكون لبنان خاسراً بوجه إسرائيل وستفرض عليه شروط أكثر بكثير من القرارات الدولية”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us