حزب الله… “سلّملي عليه”!
مخلّفات الحزب منتشرة أكثر من البواريد والصواريخ، وهي تسبّب دماراً وأذى للشيعة وبيئة المقاومة أكثر من الطائرات الإسرائيلية والاختراقات الأمنية الاستخبارية. ولتلك المخلّفات التي لا تشبه الطائفة الشيعية بشيء نقول: إذا كان هناك خوف من توترات أمنية داخلية ومخاطر اندلاع حرب أهلية، فهي بسببكم أنتم وحدكم ولا أحد سواكم!
كتب جوزف طوق لـ”هنا لبنان”:
قويٌ حزب الله إلى حدّ عدم الانهزام مهما انهزم الشعب، ولو اختفت قرى الجنوب عن الخارطة، ومهما غاص الاقتصاد إلى الحضيض، ومهما عاشت الناس في مذلّة التهجير… قويٌ الحزب طالما يستطيع الانتصار بخطابات “المورفين” التي يحقنها في عروق البيئة. وطالما طالت الحرب ستزداد كميّة ما يخلّفه الحزب من قذارة للإطاحة بخصوم الداخل وتهديدهم وتحليل دمهم… فقط لأنهم يقولون رأيهم ولا يتّفقون معه في مغامراته الإيرانية بدماء لبنانية.
قذارة حزب الله ملأت الشاشات والمنابر ومواقع التواصل… قذارة خنقتنا برائحتها النتنة ومنظرها المقزز، وكيفما التفتنا ينفجر بوجهنا كيس غير مربوط جيداً أو مرمياً باستهتار في مقابلة تلفزيونية أو فوق مساحة تعبير أو من خلف منبر موضوع إلى جانب البرميل على أول الشارع.
لا تشغلنا اليوم المئة ألف صاروخ ولا المئة ألف مقاتل الذين ما زالوا ينتظرون تدمير إسرائيل في سبع دقائق ونصف، ولا تهمّنا قوة الردع التي تقف بالمرصاد لإسقاط أي طائرة تدخل أجواءنا وتتجرّأ أن تدمّر وتزيل عن الخريطة مدناً بأكملها، ولسنا بوارد مناقشة “الإجر ونصّ”… فأكثر ما يهمّنا الآن هي تلك الحالة الشاذة المتمثّلة بمخلوقات تقف على أربعة أرجل وتجيد الكلام والكتابة والخطابة والتنظير، وتستلم زمام الدفاع عن حزب الله المنتصر وخلفه محور المقاومة “المطعوج” بين لبنان وسوريا والعراق وإيران.
تفوح رائحة تلك القذارة في الصباح من كيس يعمل في جريدة كاتبها غير أمين على حياة الناس “المختلفين”، وتتناثر القذارة ظهراً مثل قشر الفول الأخضر من على ألسنة مشايخ يهينون عمامتهم البيضاء، قبل أن “نتفركش” بها في مقابلة مسائية على لسان رئيس حزب ملبنَن بهوية مستوردة من معبر غير شرعي، أو بمنشور إلكتروني خارج من مستنقع فكري لأحد اللاهثين خلف نزوات طائفية عمياء غبية.
هذه القذارة لها أسماء ووجوه نعرفها… أسماء ليس لها قيمة أكثر من أسماء العلامات التجارية على علب التنك والكرتون المرمية في كيس أزرق. قذارة تتزاحم للدفاع عن حزب الله وبيئة المقاومة، والأهم أنها ترفع نبرتها بحدّة للدفاع عن الطائفة الشيعية… وهنا تحديداً، لا بدّ لها أن تعرف أنّ الطائفة الشيعية هي بأمس الحاجة في هذه الأوقات العصيبة إلى صمتها واختفائها عن وجه الأراضي اللبنانية كافة.
فقد اكتشف الشيعة وبيئة المقاومة، بالفعل وليس بالكلام، أنّ أكثر ما يحميهم في هذه الحرب الإسرائيلية الوحشية على لبنان، هم اللبنانيون الآخرون الذين فتحوا أيديهم وصدورهم ومنازلهم وشوارعهم لاستقبال أهلهم الهاربين من الموت، ليس كنازحين وإنما ضيوفاً أعزاء.
وأمّا بالكلام، فلم يحصل الشيعة إلّا على مقالات صحافية تذكّرهم بأنّ هؤلاء المسيحيين الذين يستضيفونهم في مناطقهم كانوا قد ارتكبوا أخطاء خلال الحرب اللبنانية المنتهية منذ عقود… مقالات صحافية مطوّلة ومنمّقة تعيد رسم خطوط تماس الأحقاد، وتتوعّد كل من لا يضرب على طبل الحزب بالقصاص القادم بعد صمت الطائرات الإسرائيلية.
بالكلام، لم يحصل الشيعة الباحثون عن ملجأ في غابة الإهمال اللبنانية إلا على أكياس تجلس منفوخة أمام الكاميرات لتدلي بوساختها، وتتوجه بالاتهامات والتهديدات للمجتمعات التي تحتضن بيئة المقاومة، وتتوعّد محطات إعلامية حرّة برأيها ونهجها وبرامجها… لتنفضح حقيقة أنّ قيمة الكيس لا تتعدّى قيمة الزبالة الموجودة داخله.
وبالكلام، لم يحصل الشيعة الهاربون إلى ملجأ في قرية مسيحية أو درزية أو سنيّة، إلا على ترهات بعض رجال الدين المعمّمين الذين يقلّلون من قيمة كرم ضيافة اللبنانيين، ويهينون سعة صدورهم، ويتطاولون على مشاعرهم الإنسانية والوطنية، زاعمين أنّ كل ما يقوم به أي لبناني من أجل البيئة الهاربة هو واجب، لا بل هو فرض عليهم تنفيذه بخنوع.
مخلّفات حزب الله منتشرة أكثر من البواريد والصواريخ، وهي تسبّب دماراً وأذى للشيعة ولبيئة المقاومة أكثر من الطائرات الإسرائيلية والاختراقات الأمنية الاستخبارية.
ولتلك المخلّفات التي لا تشبه الطائفة الشيعية بشيء نقول: إذا كان هناك خوف من توترات أمنية داخلية، وإذا كان هناك مخاطر اندلاع حرب أهلية، فهي بسببكم أنتم وحدكم ولا أحد سواكم… وإذا كنتم لا تعرفون، وبالطبع لا تعرفون، فإن أكثر ما تحتاجه هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة هو احتضان البيئات اللبنانية الأخرى التي تستقبل زوّارها من الجنوب والبقاع والضاحية، وليس تذكيرها بويلات الماضي وأخطائه، وليس تهديدها والاستكبار عليها…
ففي النهاية، أشرف الناس موجودون في كل البيئات، والكرامة موجودة أيضاً في دير الأحمر والبترون والشوف، والعنفوان يستطيع اجتياز طريق المطار ليصل إلى الأشرفية وكسروان وطرابلس، و”المخّ اليابس” المحدود في تحمّل الإفتراءات منتشر على كامل الأراضي اللبنانية…
وأمّا القذارة، فتحتاج إلى اجتهاد وتمرّس في الانبطاح، فانتبهوا ألّا تجعلوا مصدرها واحداً… وإذا كنتم أنتم آخر “وجّ سحّارة” من حزب الله، فسلّمولنا عليه.
مواضيع مماثلة للكاتب:
صدفة تجمع إيلي صعب وعلي خامنئي | يا أحقر الناس! | وطن النزوح أنا هنا! |