بشرى أميركية للبنان.. الحل آتٍ
تبدو الفرصة اللبنانية سانحة لوقف الأعمال الحربية والانتقال إلى مرحلة تطبيق الدستور اللبناني والامتناع عن القفز من فوقه، وفرض منطق الدولة على منطق الدويلة، وتقوية الجيش والأجهزة الأمنية كافة، واستعادة الهيبة للمؤسسات الرسمية بعد انتخاب رئيس جمهورية يُحسن إدارة البلاد ويحاكي المرحلة، من دون الولوج إلى الاستقواء على أي فريق أو مكون في لبنان
كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:
مع تحقيق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب هذا النجاح الباهر، ومع فوزه الشامل الذي يعطيه القدرة على ممارسة صلاحياته من دون معارضة تُذكر، بات يحق لكل مظلوم في هذا العالم أن يحلم بقسط من الراحة بعد رفع المظلومية عن كاهله.. فكيف إن كان الحالم لبنانياً 445، والرئيس الأميركي محاط بلبنانيين يعشقون بلادهم.
ليس بالأمر السهل ما حدث، وهو يشكِّل فرصة للبنان قد لا تتكرر، لتأمين الحد الأدنى من التوازن السياسي في مواجهة إسرائيل، من خلال توطيد العلاقة الرسمية ومن خلال عمل دؤوب من قبل الغيارى على مصلحة لبنان في فريق الرئيس المنتخب، ومن قبل الجالية اللبنانية الأميركية المنتشرة في كل الولايات المتحدة الأميركية.
الاتكال الكبير على هؤلاء والفرصة سانحة، والأسباب متعددة، هنا أبرزها:
*خبرة الرئيس ترامب المكتسبة من ولاية رئاسية سابقة ومن خلال معارضة الرئيس بايدن والتعلم من الأخطاء المرتكبة منذ ولاية الرئيس باراك أوباما وهي كثيرة.
* إحاطة الرئيس بجيش من المستشارين الأكفاء ومن الدبلوماسيين الذين يعرفون الملف اللبناني جيدًا، كالسفير السابق ديفيد هيل والوزير السابق مايك بومبيو ووالد صهر الرئيس الدكتور مسعد فارس بولس اللبناني الكوراني الأصل.
* إصرار الرئيس ترامب على تحجيم الدور الإيراني في المنطقة وهذا ما يخفف عن لبنان عبء تحمل السياسة الإيرانية التي استجلبت ولا تزال، كل أنواع الويلات والحروب، وجعلت من لبنان ساحة مستباحة لصراعات المحاور.
* قدرة الرئيس ترامب على كبح الجماح الإسرائيلي وإجباره بعد حين على السير في “حل الدولتين” لإنصاف الشعب الفلسطيني المقهور، الذي دفع أغلى الأثمان من جرّاء الرهانات الخاطئة.
* شجاعة الرئيس ترامب في اتخاذ القرارات المصيرية وإصراره على رفع إسم أميركا عاليًا، وهذا ما يتحقق من خلال تحقيق المبادرة العربية للسلام التي أُقرَّت في بيروت سنة 2002 برعاية وحضور المملكة العربية السعودية.
* علاقة الرئيس ترامب الممتازة بالدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، ما يُعزز فرضية إرساء السلام في المنطقة.
* اهتمام الرئيس المنتخب بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية وهذا ما ينعكس إيجابًا على لبنان والمنطقة.
* دوزنة العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين
لهذه الأسباب وغيرها، تبدو الفرصة اللبنانية سانحة لوقف الأعمال الحربية والانتقال إلى مرحلة تطبيق الدستور اللبناني والامتناع عن القفز من فوقه، وفرض منطق الدولة على منطق الدويلة، وتقوية الجيش والأجهزة الأمنية كافة، واستعادة الهيبة للمؤسسات الرسمية بعد انتخاب رئيس جمهورية يُحسن إدارة البلاد ويحاكي المرحلة، من دون الولوج إلى الاستقواء على أي فريق أو مكون في لبنان ومن دون الإتيان بصاحب الفخامة على صهوة الدبابة الإيرانية ولا الإسرائيلية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
أشرف معارضة لأسوأ شريك في الوطن.. | رجالات الحرب.. رجالات العام | الـ1701: قرار دولي أم جهاز أيفون؟ |