عملية “تنقيح” تجري على القرار 1701 ولا زيارة مرتقبة لهوكشتاين الى لبنان
بانتظار تبلور مسودة هوكشتاين واتصالاته المكثفة التي يجريها وتقرير موعد زيارته إلى المنطقة، ستبقى العين على ما يجري في الميدان جنوباً وستبقى أجواء التصعيد عالية الوتيرة لأنّ قواعد اللعبة والمعادلات قد تغيرت وتبدلت ولبنان سيتعرض لضغوطات كبيرة من أجل القبول بالقرار الأممي المعدل وفق صيغة منقحة وشروط جديدة
كتبت شهير إدريس لـ”هنا لبنان”:
تحت ضغط الآلة العسكرية الإسرائيلية والعدوان المستمر على البشر والحجر والمجازر اليومية بحق المدنيين لا يزال الحراك الديبلوماسي يتمحور حول الحل الأوحد المتمثل بتنفيذ القرار 1701 بكامل مندرجاته لكنه لم يختمر حتى الساعة، لكن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي السابق آموس هوكشتاين لا يزال ينشط لتحقيق هذا الأمر منذ زيارته الأخير في 21 تشرين الأول إلى لبنان وقد لا يزور لبنان قريباً وفق ما يشاع وبحسب ما أكدت مصادر حكومية مطلعة لموقع “هنا لبنان” لكنه سيبقى يحاول حتى آخر دقيقة من وجوده في منصبه وعبر إتصالاته المكثفة للتوصل إلى مسودة من شأنها وقف إطلاق النار والحفاظ على سيادة لبنان من جهة وحفظ أمن إسرائيل على الجبهة الشمالية من جهة ثانية كما تتضمن آليات وضمانات لتنفيذ القرار 1701، وأبرزها تجريد حزب الله من سلاحه وإبتعاد عناصره إلى ما بين 15 إلى 20 كلم بعد الليطاني، وتعزيز الجيش اللبناني لتسلم الأمن في جنوب لبنان وتوسيع صلاحياته، وتعزيز عديد القوات الدولية إضافة إلى توسيع صلاحياتها وضمان حرية تحركاتها للتدخل في بعض القرى الحدودية.
ويبدو أنّ المسودة التي يحاول الجانب الأميركي عبر هوكشتاين تسويقها لدى الجانب الإسرائيلي والدول المعنية لا تزال محور نقاش وتفاوض بسبب الشروط الإسرائيلية التعجيزية وعدم تقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هدية إلى الرئيس جو بايدن بل إلى الرئيس المنتحب دونالد ترامب. كما أن إسرائيل لا تريد تكرار ما حصل منذ العام 2006 بعدم تطبيق القرار 1701 وعدم التزام حزب الله بتطبيقه، ولذلك لا تريد أي حلول مؤقتة بل حلولاً شاملة ونهائية ولن تنهي حربها على لبنان إلا بعد تغيير الواقع الموجود على حدودها الشمالية ووتصفية وإبعاد حزب الله.
ومع تنشيط التواصل الأميركي الإسرائيلي وإغلاق خطوط التواصل الأميركية غير المباشرة مع إيران تنشط خطوط التواصل الفرنسية مع الجانب الأميركي من جهة والجانب الإيراني من جهة أخرى وكذلك خطوط التواصل الروسية مع الجانب السوري، بحسب ما أشارت مصادر ديبلوماسية فرنسية لموقع “هنا لبنان” والتي أكدت أنّ الوضع في لبنان صعب والأمور تتدحرج بشكل خطير وقد تتوسع الحرب وتطول حتى شهر آذار المقبل مع بداية شهر رمضان، إلا أنه بالرغم من الظروف الصعبة يتم العمل على إدخال تعديلات إضافية على القرار 1701 تحت مسمى “عملية تنقيح” وفق بنود المسودة التي يطرحها هوكشتاين ووفق ما أعلنه بأن القرار لن يصار إلى تعديله أو تغييره بقدر ما سوف يكون هناك ملحق له يفصل آلية تنفيذ البنود، ومن بين بنود المسودة أيضاً تشكيل لجنة دولية لتسلم زمام الأمور وفي حال تم التوافق على هذه المسودة ستحتاج إلى قرار من مجلس الأمن والذي قد يتعرض للفيتو المزدوج من قبل روسيا والصين اللذين لا يصوتون إلا لمصلحة لبنان، ولذلك أصبح لروسيا دور على خط الوساطة ويتم التواصل مع الجانب الروسي للتدخل مع سوريا إذ أنّ روسيا تعتبر وسيطاً فاعلاً في مسألة التسوية في المنطقة وتدخلها المباشر من شأنه أن يمنع وضع الفيتو في حال أجريت تعديلات على القرار 1701. ووفق المصادر فإنّ الروس يطالبون سوريا ورئيسها بضرورة عدم فتح الحدود بين لبنان وسوريا لوقف تهريب السلاح لحزب الله كبند أساسي من شأنه تخفيض حدة التوتر والتصعيد في لبنان.
لبنان بدوره رفض أي شروط تشكل تجاوزاً للقرار 1701 لا سيما البند الذي يمنح إسرائيل حرية العمل في حالة أي حصول أي إنتهاكات، وشدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على إلتزام الحكومة تعزيز الجيش في الجنوب بالتعاون مع قوات اليونيفل فيما الأولوية هي لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على المناطق اللبنانية والمجازر الجماعية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي. كما أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغ بدوره من يعنيهم وأولهم هوكشتاين موقف لبنان والمقاومة برفض العروض التي تأتي على حساب لبنان متسلحاً بإجماع وطني لبناني وبصمود الجنوبيين المقاومين وتطورات الميدان.
وبإنتظار تبلور مسودة هوكشتين وإتصالاته المكثفة التي يجريها وتقرير موعد زيارته الى المنطقة ولا سيما الى لبنان، ستبقى العين على ما يجري في الميدان جنوباً وستبقى أجواء التصعيد عالية الوتيرة وسيستمر التدمير الممنهج وعمليات الإغتيال لقادة وعناصر حزب الله وقتل المدنيين، لأن قواعد اللعبة والمعادلات في المنطقة قد تغيرت وتبدلت، ولبنان سيتعرض لضغوطات كبيرة من أجل القبول بالقرار الأممي المعدل وفق صيغة منقحة وشروط جديدة.