الدفاع المدني جهاز بمساحة الوطن واستهدافه في الحرب يصعب مهماته


خاص 16 تشرين الثانى, 2024

بعدما تحدوا النيران ورفعوا الأنقاض لانتشال الرضع والأطفال وشهدوا على الأهوال، أصبح عناصر الدفاع المدني مؤخراً هم الخبر بعد استهدافهم في منطقة دورس البعلبكية بمجزرة تعجز الألسنة عن وصف فظاعتها

كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:

أكثر من مهمة تلقى على عاتق الدفاع المدني وعناصره وكلها ذات أهداف إنسانية من الإغاثة إلى حماية المواطنين والدخول في صلب الأعمال الخطيرة والكوارث من دون تردد. يحضر هؤلاء العناصر في مختلف الأحداث من أصغرها إلى أضخمها. فهم الإطفائيون والأطباء والمسعفون والمنقذون. كان عناصر الدفاع المدني ولا يزالون في الخط الأمامي لمساندة المواطنين وهم أنفسهم من دفعوا أرواحهم في انفجار الرابع من آب وسقطوا شهداء على مذبح الوطن .

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على لبنان، تحدّى هؤلاء النيران فرفعوا الردم ووهبوا الحياة لمن بقي تحت الأنقاض من رضع وأطفال وانتشلوا الجثث وشهدوا على الأهوال، وساهموا في إخلاء منازل وأرسلوا مواطنين إلى الأماكن الآمنة وقدّموا المستلزمات الأساسية، بعد أن تنقلوا في سياراتهم رافعين النداءات للإخلاء عبر مكبرات الصوت في مناطق الاستهداف.

أما مؤخراً فقد أصبح هؤلاء هم الخبر بعد استهدافهم في منطقة دورس البعلبكية في مجزرة تعجز الألسنة عن وصف فظاعتها وشكلت محور إدانة.

لكل تلك الأسباب التي ذكرناها وأكثر، كانوا على حق عندما رفعوا الصوت للمطالبة بحقوق الدولة عليهم. فمنذ تأسيس الدفاع المدني في العام ١٩٤٥، أنجز عناصره مهمّات لا تعد ولا تحصى وطوروا فيها وبقوا على استعداد دائم لأي طارئ، وتمتدّ مراكزهم على مساحة الوطن، وهناك موظفون ومتطوعون اختاروا مهنة الدفاع المدني ودائماً تحت شعار الخدمة وتأمين سلامة الشعب اللبناني من النكبات والظروف الطارئة والناجمة عن الأعمال الحربية.

في الثالث من كانون الأول المقبل يتولى العميد نبيل فرح مهمة المديرية العامة للدفاع المدني بعد إحالة المدير العام الحالي العميد ريمون خطار إلى التقاعد. وجاء القرار موقّعاً من وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال القاضي بسام مولوي، وكان محور إشادة كثيرين.

إلى ذلك، يقول رئيس شعبة التدريب في الدفاع المدني نبيل صالحاني لموقع “هنا لبنان” أنّ الدفاع المدني منتشر على أكثر من ٢٣٠ مركز وهو جهاز تابع للدولة اللبنانية ويقوم بواجبه وفق قانون الدفاع المدني في السلم والحرب، لكن ما من أحد في العالم كان ليعتقد أنّ هذا الجهاز الذي يقوم بعمل إنساني وهو ليس بجهاز عسكري سيكون عرضة للاستهداف الإسرائيلي، ويشير إلى أنّ الدفاع المدني ينجز مهماته في المناطق التي تتعرض للقصف ولا يزال يستكمل العمل وإنما استهدافه يجعل من مهماته مسألة صعبة ولسوء الحظ استشهد عناصره في بعلبك من خلال استهدافهم بصاروخ وهم داخل منزل، كما كان عناصره شهداء في انفجار الرابع من آب”.

ويوضح صالحاني أنّ فوج زحلة توجه إلى بعلبك لتقديم المساعدة، وهذا ينطبق على الأفواج الأخرى في باقي المناطق، ويؤكد أن جهاز الدفاع المدني عضو في المنظمة الدولية للدفاع المدني وهناك اتفاقية دولية تنص على سلامة عناصره وسياراته مجهزة بشارة الدفاع المدني.

ويقرّ بأنّ الصعوبات التي يواجهها الدفاع المدني تتّصل بالنقص في المعدّات، وهناك اتصالات يقوم بها الوزير مولوي والمدير العام للدفاع المدني لتأمينها وهناك تعويل على الجهات الدولية.

على الرغم من الصعوبات كافة يواصل الدفاع المدني بكثير من الحزم تقديم التضحيات كما فعل دوماً وفي أحلك الظروف، إلّا أنّ هذه المرحلة قد تكون الأصعب في تاريخ هذا الجهاز.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us