تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد


خاص 20 تشرين الثانى, 2024

طوال أيام طويلة تلاعبت إسرائيل بتسريبات التفاؤل، وحرصت على تعميمها كأنّ الاتّفاق قاب قوسين أو أدنى، كذلك رد كل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي بملهاة تفاؤلية، في لعبة بلياردو يعرف طرفاها، أنهما يقومان بعملية خداع مقصود، لتحميل مسؤولية فشل الاتفاق كل إلى الطرف الآخر

كتب أسعد بشارة لـ”هنا لبنان”:

حتى إشعار آخر، تبدو مفاوضات وقف إطلاق النار لبنانياً شبيهة بالجولات العقيمة التي شهدتها غزة، والتي لم تسفر طوال أشهر من المفاوضات إلا عن استمرار الحرب، وبالتالي تنتظر هذه المفاوضات حصول معجزة لتلد وقف إطلاق النار، في زمن ولى فيه عهد المعجزات.

طوال أيام طويلة تلاعبت إسرائيل بتسريبات التفاؤل، وحرصت على تعميمها كأنّ الاتفاق على قاب قوسين أو أدنى، كذلك رد كل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي بملهاة تفاؤلية، في لعبة بلياردو يعرف طرفاها، أنهما يقومان بعملية خداع مقصود، لتحميل مسؤولية فشل الاتفاق كل إلى الطرف الآخر.

سيكون اليوم الأربعاء على الأرجح، نهاية الجولة الأولى من مسرحية الخداع، فالمناورات المتبادلة لها سقف زمني ينتهي عند البدء بالبحث الجدي بشروط وقف إطلاق النار، وهي شروط يستلزم كل منها اتفاقاً بحد ذاته.

في المعلومات التي تنقلها مراجع دبلوماسية في بيروت، والتي تتجاوز التفاؤل الوهمي، تأكيد على وجود نية إسرائيلية مدعومة أميركياً بالذهاب في التصعيد إلى الحد الأقصى حتى تحقيق الآتي:

أولاً: تهدف إسرائيل من وراء الحرب إلى تجاوز الحلول الوسط، والهدف نزع الورقة اللبنانية نهائياً من يد إيران، عبر ترتيب نهائي ينزع السلاح من حزب الله القادر من خلاله على تنفيذ أية عملية ضد إسرائيل.

ثانياً: ستستمر إسرائيل في تعزيز التوغل البري ليس بقصد الاحتلال، بل لتدمير القدرات التسليحية التي بناها الحزب في الجنوب، على مدى عشرات السنوات.

ثالثاً: لم يعد يوجد في القاموس الإسرائيلي والأميركي، ما يسمى معادلة جنوب وشمال الليطاني، بل اتسعت هذه المعادلة لتشمل كل لبنان من خلال تفكيك أية بنية عسكرية لحزب الله قادرة على التأسيس لمرحلة شبيهة بما بعد العام 2006.

رابعاً لن يكون بالمنظور الأميركي والإسرائيلي أي قبول باستمرار تمرير للسلاح الإيراني للحزب عبر الحدود اللبنانية السورية، فالحدود سيتم ضبطها وفقاً للقرار 1680 (الذي هو جزء من القرار 1701 ) بواسطة الجيش وقوات اليونيفل، كما تم الطلب من روسيا أن توصل لنظام الأسد ما مفاده أنك مسؤول عن عدم مرور السلاح، وفي حال الإخلال بذلك سوف يضرب النظام.

تتحدث المراجع الدبلوماسية عن انتهاء مرحلة وبداية مرحلة مختلفة تماماً لا مكان فيها للتذاكي، ولا للتلاعب على نصوص القرارات الدولية، وتشير إلى أن التقدير الموضوعي يشير إلى استمرار الحرب لفترة طويلة، إلا إذا ساومت إيران ودفعت ثمناً لبنانياً مقابل ضمانات بأن لا تمتد الحرب إلى أسوارها.

أمام هذا المشهد تصبح جولات التفاوض وما شهدته من تذاكٍ متبادل وتفاؤل وهمي، فصلاً من مسرحية كوميدية، يلعب أبطالها أدوارهم على مسرح محاط بالدمار والدماء.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us