صياغة بنود مسودة إتفاق وقف إطلاق النار على وقع النار الإسرائيلية.. وتشاؤم بعدم وجود أفق زمني لما يجري


خاص 20 تشرين الثانى, 2024

على الرغم من الإيجابية اللبنانية فإنّ إسرائيل لا تزال تضع شروطاً لا يمكن للحزب والدولة اللبنانية القبول بها، ولا تزال تفرضها عبر التصعيد الميداني المتواصل لضمان عدم تقديم أي هدية ديبلوماسية وسياسية للرئيس جو بايدن بل إلى الرئيس الجديد دونالد ترامب

كتبت شهير إدريس لـ”هنا لبنان”:

شكلت زيارة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين متنفساً لدى اللبنانيين بقرب وقف إطلاق النار عبر الإتفاق الذي يجري العمل على صياغة بنوده وإقرار الحل على أساس القرار 1701 عبر تنفيذه بكامل مندرجاته.

فبعد تنقله بين عين التينة والسراي واليرزة وقصر الصنوبر حاملاً قناعة أميركية بأنّ هناك تقدماً على صعيد الإتفاق وأنّ الإشكاليات المتعلقة بالإتفاق سيتمّ التوصل إلى حلها مع الجانب اللبناني معتبراً أنّ هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق وأنّ حل النزاع قريب، آثر أن يبيت ليلته في بيروت لوضع اللمسات الأخيرة على المسودة التي سيحملها معه إلى الجانب الإسرائيلي لمناقشتها في تل أبيب، حيث تسلم فريق تقني يرافقه وفريق مقابل من الرئيس نبيه بري مهمة تنقيح البنود ومناقشة بعض التفاصيل التقنية .

وأبرز هذه البنود بحسب مصادر مقربة من عين التينة لموقع “هنا لبنان” هو الإلتزام الكامل بالقرار 1701 من دون أي تعديل، فيما اللجنة التقنية تبحث في آلية تنفيذه وهو ما أكد عليه المتحدث بإسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر بأنّ أميركا تريد رؤية تطبيق كامل للقرار 1701 مما يعيد سكان الحدود اللبنانية والإسرائيلية إلى منازلهم، وكذلك لم يتم إجراء أي تعديل على اللجنة التي ستعمل على مسألة التنفيذ من كلا الجانبين اللبناني والإسرائيلي مع الموافقة على انضمام الولايات المتحدة وفرنسا فقط إلى لجنة المراقبة واستبعاد مشاركة بريطانيا التي يعتبر وجودها غير مقبولاً بتاتاً. كما يتم العمل على كيفية تفكيك البنى التحتية لحزب الله جنوب الليطاني وهو أمر موجود ضمن القرار الأممي.

وأشارت المصادر إلى أنّ الأجواء خلال لقاء الرئيس بري مع هوكشتاين كانت إيجابية حيث جرى تجاوز الخلاف بشأن البند المتعلق بحق كل طرف الدفاع عن نفسه لتصبح وفق الصياغة الجديدة بأنّ “لكل طرف حق الدفاع عن النفس إذا اعتدي عليه على أن تضمن الولايات المتحدة الأميركية عدم إقدام إسرائيل على تنفيذ ضربات استباقية”.

ورغم الإيجابية المعلنة فإنّ المصادر تتخوف من الرفض الإسرائيلي لما تم التفاهم عليه لافتة إلى أن الكرة الآن في ملعب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومشيرة إلى أنّ الجانب اللبناني قدم كل التسهيلات لكن لا يبدو أنّ هناك أي أفق زمني لكل ما يجري، مستشهدة بكلام الرئيس بري الأخير بأنّ “العبرة تبقى في الخواتيم” لا سيما أنّ هذا الإتفاق يتم العمل عليه على وقع النار والغارات الإسرائيلية مستمرة وبعنف وبدأت تطال الجيش اللبناني لوضع مزيد من الضغط، فيما المسؤولون الإسرائيليون يصرحون بأنّ أيّ إتفاق مع لبنان لا يشمل أمناً حقيقياً لإسرائيل وحرية حركتها في لبنان يعتبر هدية لحزب الله.

وتقييماً لزيارة هوكشتين إلى لبنان وإمكانية التوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار أشارت مصادر ديبلوماسية عربية لموقع “هنا لبنان” بأنّ السؤال يجب أن يتمحور حول لماذا وقف إطلاق النار وليس وقف الحرب؟ مشيرة إلى أنّ الجواب على هذا السؤال يكمن في أنّ الإسرائيليين يقومون بمناورة عبر القبول بوقف إطلاق النار من أجل تحييد حزب الله في الفترة المقبلة والعمل على ضرب إيران بعد فرط عقد وحدة الساحات، وأكبر دليل على ذلك ما جاء على لسان مستشار الشؤون السياسية لرئيس الوزراء العراقي بأنّ موقف الحكومة العراقية واضح برفض إستخدام الأراضي العراقية من قبل الفصائل المسلحة لمهاجمة إسرائيل، وذلك رداً على كلام وزير خارجية إسرائيل بأنّ الحكومة العراقية مسؤولة عن كل ما يحدث على أراضيها وبأنّ إسرائيل لها الحق في الدفاع عن النفس.

وحذرت المصادر من أننا أمام شهرين مصيريين وخطرين قبل تسلم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب الرئاسة الأميركية وتوقعت قيام إسرائيل بضرب إيران من دون أن تطال المنشآت النووية أو النفطية بل ستعمل على ضرب بنية الحرس الثوري من الداخل وصولاً إلى المرشد الأعلى علي خامنئي وسط الإشاعات المتكررة عن تسميمه ودخوله الغيبوبة وما إلى ذلك. واعتبرت المصادر أنّ إيران في مأزق وقد تذهب إما إلى حرب وقائية ضد إسرائيل أو تقبل بالتراجع التكتيكي كما قال خامنئي أو تتجرع السم كما في عهد الإمام الخميني بعد موافقته على وقف الحرب العراقية الإيرانية وتقبل الخسارة. واستشهدت المصادر بما قاله وزير الخارجية الأميركي الراحل “هنري كيسنجر” مهندس الإستراتيجيات الأميركية وعملاق ديبلوماسيتها في إحدى المقابلات بأنّ “المسمار الأخير في النعش سيكون إيران والتي هي بالطبع الهدف الرئيسي لإسرائيل والمواجهة الكبرى تلوح في الأفق”.

أما الجانب الفرنسي الذي كان من أول المبادرين إلى وضع صيغة لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل على قاعدة القرار 1701 فترى مصادر فرنسية مطلعة لموقعنا بأنّ التوصل إلى أيّ اتفاق يحتاج إلى بعض الوقت وأشارت إلى أنه على الرغم من الإيجابية اللبنانية فإنّ إسرائيل لا تزال تضع شروطاً لا يمكن لحزب الله والدولة اللبنانية القبول بها ولا تزال تفرضها عبر التصعيد الميداني المتواصل لضمان عدم تقديم أي هدية ديبلوماسية وسياسية للرئيس جو بايدن بل إلى الرئيس الجديد دونالد ترامب.

 

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us