سلامة في دائرة الخطر: الاحتياط خط احمر
خاص – هنا لبنان
خطة الحكومة المستقيلة نيسان 2020 اي منذ سنة، والمعروفة بخطة التعافي والتي شارك في وضعها مدير عام المال السابق الان بيفاني وكان لهنري شاول ومعظم الرأسماليين المنضوّين في “كلنا ارادة” بمن فيهم وزير العمل السابق كميل بوسليمان لمساتهم عليها. هذه الخطة التي لم يقرّ منها الا التوقف عن تسديد الدين الخارجي وبالتالي اعلان افلاس لبنان؛ ومن تراه يقبل في العالم ان يديّن فلساً لمفلس؟!
بهذا “الذكاء الاستثنائي”، اقدم اشاوس العهد ومحيطه الثائر على السلطة لاجل السلطة، او لاجل الحلول خصوصاً محلّ رياض سلامة في الحاكمية للسيطرة على احد آخر المعاقل الممانِعة لتوسّع نفوذ وسيطرة حزب الله عبر ازلامه التياريين.
في المقابل يواجه رياض سلامة وحيداً، بلا حزب ولا سلاح ولا تيار سياسي داعم… ولان الناس تفقد اموالها من سوء ادارة المنظومة الحاكمة، ولان سلامة مسؤول عن مصرف المال، فحتى هؤلاء الناس يخضعون بطيبتهم لشراسة لدعاية الهائلة ضد سلامة والتي تقودها مجموعات متناسقة غير متحالفة بين السلطة وبين اخصامها ومع صحف وشاشات ومواقع الكترونية رأسمالية تلبس لبوس اليسار للوراثة المالية والسياسية الموعودة.
في صراع اجنحة المال والسلطة في لبنان، والذي يقوده باحثون جدد عن ادوار لهم في السلطة المقبلة ويتهيأون له عبر الانتخابات النيابية المقبلة، لم ينتبه هؤلاء ان رياض سلامة، رفض في لقائه الاخير مع رئيس الجمهورية ومع سواه المساس بالاحتياطي الالزامي او الرضوخ لاي ضغط مهما كان الثمن، وخصوصاً ان كثراً من حزب الله ومن القصر ابلغوه بأن وقف الدعم ممنوع حتى آخر فلس لآخر وديعة وإلاّ… وما ادراكم ما معنى كلمة ” وإلاّ”.
رياض سلامة الذي يرفض حتى الساعة الكلام ويلتزم بقانون الصمت الذي هو دستور حكام المصارف المركزية في العالم الاقتصادي الحر، يقول عارفوه عنه بشكلٍ واضح:
– حذرهم من ضرورة الاسراع في انتاج الطاقة لانها تمتص ملياري دولار في السنة فلم يستجيبوا.
– حذرهم من ضرورة عدم اقرار سلسلة الرتب والرواتب دفعة واحدة بل تقسيطها فلم يستجيبوا.
– وحذرهم مراراً وتكراراً من ان المصرف المركزي ليس الحكومة ولا يمكن لحاكمه ان يلعب دور حاكم لبنان ويدير ما يعجزون عن ادارته من قروض الى مشاريع الى دعم يؤمنه اكبر قطاع صنعه رياض سلامة برعاية الشهيد رفيق الحريري فاجتاح القطاع لبنان وتطوّر واكتسح الشرق الاوسط، واليوم يسقط القطاع من الداخل اللبناني لتدخل اسرائيل مكان ابنائنا الناجحين الى المنطقة وهم يفرحون لغبائهم واحقادهم في خدمتها. بل وماذا يفعلون؟ لا شيء، بل ويفشلون حتى في اعداد قطع حساب لموازاناتهم.
– وحذرهم رياض سلامة من ان الحصار المالي على لبنان ولاسباب لا علاقة لمصرف لبنان بها، سوف يعيق اعمال الناس وبالتالي نشاط المصارف، وقد يقضي على لبنان المرتبط بمعظمه بنظامه المصرفي، وقال لهم ان عالجوا الموضوع بسرعة واخرجوا شعب لبنان من هذا الصراع، وحيّدوا لبنان لتحموا اللبنانيين واموالهم وثرواتهم واعمالهم وودائعهم.
رياض سلامة حذرهم ولكنهم لم يفعلوا اي شيء. واليوم، لم يبقَ الا احتياط مصرف لبنان، مالاً وذهب، وهي آخر معاركهم مع رياض سلامة ويخوضونها بقوة وباعلام خبيث وسياسيين ورأسماليين لاهثين الى السلطة والكذب على الناس… لكن سلامة واضح وحازم، “لن تحصلوا على اي فلس من الاحتياطي الالزامي للمودعين حتى ولو وقف المودعون المساكين المضللين ضدي…ومعكم!”
مواضيع مماثلة للكاتب:
الأطفال يتعلّمون اللغات أسرع من الكبار.. لهذا السبب | لا علم لهم بتحرّكات الحريري | رفضت الزواج من إبن عمها.. فقتلها والدها وأشقاؤها رميا بالرصاص ووثقوا الجريمة بفيديو! |