ونحن أيضاً أشلاء..


خاص 23 تشرين الثانى, 2024

فقدنا كل شيء في حروبكم العبثية، الإيرانية، الفارسية حتى أنفسنا.. فسكننا الخوف واستكان بنا، ولم نعد نحصي أيامنا، ولا ندرك الساعات، وإنّما أصبحنا نحصي كم مبنى تدمّر بوطننا، كم أرضاً تفجرت، كم مسجداً وكنيسة تمّ تهديمها، وكم روحاً أزهقت وتحوّلت لـ”أشلاء” يتم التعرف على هويتها بالحمض النووي.. وكم روحاً باتت “وديعة” فمنعت من أن تغفو في قبر أرادته بأرضها!


كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:

هل يحقّ لنا أن نغضب؟ أم سنتحوّل إلى عملاء؟ أم سنُسلب “صفة” الوطنية، كما سُلبنا الأرض، والأمان، كما سُلبنا “لبنان”.. وحتى الحقّ في الحياة!
هل يحقّ لنا، أن نصرخ! بعدما أصبحت الأشلاء تحاصرنا؟ وصور الجثث باتت جزءاً من يومياتنا!
بعدما أصبح مستقبلنا، رفاتاً تحت مبنى، أو ضحية بمسيّرة أو شظية.. أو أو!
هل يحق لنا؟ ونحن فقدنا كل شيء في حروبكم العبثية، الإيرانية، الفارسية..
أجل لقد فقدنا كل شيء!
حتى أنفسنا..
فسكننا الخوف، واستكان بنا، ولم نعد نحصي أيامنا، ولا ندرك الساعات، وإنّما أصبحنا نحصي كم مبنى تدمّر بوطننا، كم أرضاً تفجرت، كم مسجداً وكنيسة تمّ تهديمها، وكم روحاً زهقت وتحوّلت لـ”أشلاء” يتم التعرف على هويتها بالحمض النووي.. وكم روحاً باتت “وديعة” فمنعت من أن تغفو في قبر أرادته بأرضها!
وإنّما أصبحنا “أسرى”، بين تحذيرات حقيرة يبثّها الخبيث أفيخاي أدرعي، وبين جهات محزّبة تخترق مناطقنا وتحوّلنا إلى أهداف نُقتَل معها!
أدرعي الذي ما كنا لنسمع صوته لولا جبهة إسناد “خاسرة”، جبهة دموية، قمتم بتوريطنا بها..

أدرعي، الذي يتبجّح بجنوبنا، ويسخر من أرزنا وفيروزنا، ويتراقص على جثث موتانا، أنتم من جلبتوه لنا! أنتم من جلبتم لنا هذه القذارة الإسرائيلية، وحولتم جنوبنا لأرض مستباحة، وحولتم ضاحيتنا لدمار وحطام، فاختفت ملامحها!
وها أنتم، اليوم تبحثون عن أمانكم بيننا، فتعاودون قتلنا! اغتيالنا! وتعملون، من حيث قصدتم أم لم تقصدوا، على تحويلنا لدروع بشرية لكم! لكن من قال إننا دروع؟ أشلاء؟ جبهات إسنادية!
من قال إننا نريد أن نموت لأجلكم؟ ومن قال إنّ مناطقنا وبيوتنا مستباحة للتفجير وللمسح والتلاشي، فقط لأنّكم أردتم أن تغامروا، أن تتحدّوا إسرائيل بنا.

هل يحقّ لنا، أن نطلب منكم أن “تحلّوا عنا”، أنتم الذين تحملون صفة حزبية وتعلمون أنّكم أهداف، أنتم من تتحدّون العدو، قفوا فوق الأسطح وواجهوه علناً وليس من خلف ظهورنا، أنتم من هجّرتم أهلنا في الجنوب والضاحية والبقاع واليوم تعملون على تهجيرنا!
أنتم بهوياتكم الحزبية وأسلحتكم، وإسنادكم ومغامراتكم نقول لكم “حلوا” عن بيئتكم، وعنا!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us