لكل 17 أياره: استسلام الممانعة


خاص 27 تشرين الثانى, 2024

إنّ قبول الحزب، أو غض الطرف عن الورقة ألأميركية الإسرائيلية، يضعه بموقف شديد الحرج، إذ أنّ هذه الورقة تعني في ما تعني، استسلاما كاملاً من قبل الحزب

كتب أسعد بشارة لـ”هنا لبنان”:

ما يحصل اليوم أشبه باتفاق 17 أيار ولكن بتوقيع الثنائي الذي طالما خون عرابي 17 أيار، الذي وقع في العام 1983، والذي نسفه محور الممانعة بداعي انتهاك السيادة.

في استعراض مفصل ومتوقع لتفاصيل الاتفاق الذي أنهى الحرب يمكن ببساطة ملاحظة الآتي.

إذا انسحب حزب الله إلى شمال الليطاني، وهذا مؤكد، لن يكون على تماس مع الأراضي اللبنانية، التي تحتلها إسرائيل، وبالتالي تنعدم قدرته على المقاومة وتحرير الأرض. لذا فمع قبوله بالـ1701 بالتفسير الأميركي-الإسرائيلي تنتفي تماماً صفته كمقاومة، ويغدو سلاحه بلا وظيفة، ما عدا وظيفة إخضاع الداخل اللبناني، فما الغاية من هذا سلاح في جبل لبنان والبقاع ؟

أما إذا ادعى أنّ وظيفة ما تبقى من سلاح شمال الليطاني ستكون دفاعية، فإنّ الوقائع على الأرض أثبتت أنه غير قادر على هذه المهمة.

إنّ قبول حزب الله، أو غض الطرف عن الورقة الأميركية الإسرائيلية، يضعه بموقف شديد الحرج، إذ أنّ هذه الورقة تعني في ما تعني، استسلاماً كاملاً من قبل الحزب لسببين:

السبب الأول معلوم وبديهي فهو خرق فاضح للسيادة اللبنانية، ولكنه خرق محتمل، وليس مؤكداً، إذ قد يلتزم حزب الله بعدم خرق الـ1701، وهذا مرجح، وبالتالي يجنّب لبنان خرق سيادته من قبل إسرائيل. أما السبب الثاني فهو أيضاً خرق للسيادة اللبنانية، ولكنه بخلاف السبب الأول، ليس خرقاً محتملاً بل مؤكداً إذ أنّ إسرائيل وبهدف مراقبة الأراضي اللبنانية جنوب الليطاني، لا بدّ لها أن تعتمد على طيرانها للقيام بهذه المهمة مما يشكل خرقاً جلياً ودائما للـ 1701.

إنّ القبول بهذا الأمر يعني أنّ الحزب سلّم بتطبيق الـ1701 من جهة واحدة، دون الحد الأدنى من التوازن، وأعفى إسرائيل من تطبيقه، مما يشكل استسلاماً كاملاً.

في الـ2006 لم يطبق حزب الله، الـ1701، وكذلك خرقته إسرائيل، الخرق حصل من الطرفين، وكان بمقدور حزب الله الادعاء بأنّ الأمر فيه قدر من التوازن، إذ كانت إسرائيل تخرقه في الجو، وحزب الله يخرقه في البر. أما الآن فالمطروح هو أن يخرق الإسرائيلي في الجو، ويلتزم حزب الله بعدم الخرق في البر! ما عساه يسمى هذا غير استسلام؟

وقد يحصل في هذا السياق أمر شديد الخبث، اذ يعمد حزب الله إلى تجاهل الورقة الأميركية الاسرائيلية ويدعي بانه غير معني بها. ومن ثم يستثمرها لصالحه، ويستغل الخرق الجوي الإسرائيلي كحجة لاحتفاظه بالسلاح، واستمرار دور المقاومة. هذا ما عبر عنه النائب محمد رعد الذي أحيا معادلة جيش شعب مقاومة من ركام الحرب.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us