عادةُ غادة
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
تعلّق الكثير من اللبنانيّين، في مراحل من تاريخهم، بشخصيّاتٍ صُنعت صورة لها لا تمتّ الى الواقع بصلة.
في مراتٍ كثيرة تحوّل المجرم الى بطل، والفاسد الى منقذ، وهادم البلد الى مكلَّفٍ بخلاصه…
وشهدنا على مثل هذه الأمثلة في السياسة والأمن والقضاء وغيرهم، بينما كان هناك شرفاء ومصلحون وأبطال لم ينالوا ما يستحقّون من تأييد الناس ومناصرتهم.
نذكر ما سبق لنصل الى تجربة القاضية غادة عون التي يرسم لها جمهورٌ حزبيّ صورةً لا تشبه الحقيقة أبداً. يصوّرها بعضهم من صنف القضاة الذي يقفون في وجه التدخل السياسي بينما هي تشرّع الباب لهذا التدخل.
ويصوّرونها من صنف القضاة الذين يلتزمون بالقانون، فلا تخالفه بحرف، بينما هي ترفض حتى المثول أمام السلطات القضائيّة للاستماع إليها في الشكاوى المتكررة ضدّها.
ويصوّرونها عادلة ونزيهة، بينما هي تتولّى تصفية حسابات آخرين وتُستخدم كأداةٍ فتضيّق الخناق على أحدهم وتطلق سبيل آخر. والأمثلة كثيرة هنا ومن أشهرها تأخير إصدار مذكرة بحث وتحرٍّ بحقّ مقاول وتاجر عقارات شهير الى ما بعد سفره، والإفراج عن متّهم بالاتجار بالمخدرات…
لسنا هنا نحاكم غادة عون. لن نفعل ما تفعله. نحن هنا لنقول إنّ انزلاق قاضٍ الى السياسة وردّات الفعل والتسويق الإعلامي الفاضح الذي تمارسه غادة عون يُفقدها صورة القاضي المستقيم. ولو أراد أحدنا أن يدخل في نزاعٍ مع مناصرٍ للعهد لما اختار غادة عون لتفصل في هذا النزاع، لأنّ النتيجة ستكون معروفة.
واليوم، تتكرّر الدعوة من قبل مجلس القضاء الأعلى للاستماع الى القاضية غادة عون، عن مجمل أدائها. وهي، حتماً، سترفض.
قاضية فوق القضاء. هذه عادة غادة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |