أزمة جديدة أمام عودة النازحين من القرى الحدودية إلى مراكز الإيواء… جميع المدارس ستعاود التعليم الإثنين
ما إن بدأ سريان وقف إطلاق النار فجر الأربعاء الماضي بين إسرائيل وحزب الله، حتى بدأت سيارات النازحين بالتوجه إلى قراهم الحدودية، على الرغم من دعوة الجيش اللبناني إلى التريث بانتظار انسحاب القوات الإسرائيلية منها، ووسط إعلان الجيش الإسرائيلي حظر عودة النازحين إلى بلداتهم، التي تمتد من شبعا في القطاع الشرقي إلى المنصوري في القطاع الغربي حتى إشعار آخر، بسبب رصده عمليات وصفها بالمشبوهة شكلت خطراً على إسرائيل من قبل حزب الله، إذ رصد مسلحين وصلوا إلى بنية تحتية عسكرية في جنوب لبنان، الأمر الذي إعتبره خرقاً لوقف إطلاق النار.
وأفيد بأنّ بعض المناطق التي سُويت بالأرض كالعديسة وكفركلا وميس الجبل، وغيرها الكثير من البلدات، رجع أهلها بسبب جرف بيوتهم، كذلك منطقة الخيام باستثناء عائلة واحدة مؤلفة من 11 شخصاً بقيت على ركام منزلها رافضة العودة.
إلى ذلك أفاد بعض اللبنانيين النازحين من بلدة العديسة لـ موقع “هنا لبنان” بأنهم عادوا إلى حيث كانوا أي إلى ثانوية الجيّة الرسمية، لكنهم تبلغوا بأنّ عليهم السكن في مركز إيواء آخر من ضمنها المدينة الرياضية، لأنّ المدارس الرسمية ستفتح أبوابها يوم الاثنين أمام طلابها.
في سياق متصل، إعتبر بعض النازحين من منطقة الليلكي في ضاحية بيروت الجنوبية، بأنّ العودة إلى القرى غير الحدودية والبقاع أسهل بكثير من العودة إلى الضاحية، لأنّ الآليات بدأت بإزالة الركام والأولوية لفتح الطرقات وتأمين حركة التنقل، وقالوا: “الوضع في الضاحية صعب جداً لأنهم يعيشون على الركام وضوء الشموع، لكن كل هذا أفضل من أن يكونوا في مراكز الإيواء”، وهم ينتظرون المساعدات المادية لإعادة إعمار منازلهم التي تهدّمت بشكل كبير جداً.
وإلى مدينة النبطية المدمّرة وجوارها وصل مئات المواطنين، لكن معظمهم عادوا إلى أقربائهم بسبب غياب معالم بيوتهم التي لم يعرفوا أين كانت تقع، حيث هنالك استحالة للعيش فيها، وإن وُجدت فلا كهرباء ولا مياه ولا تتوفر أدنى متطلبات العيش فيها، الأمر الذي أعاد مشكلة النزوح إلى ما كانت عليه، مع العلم أنّ كل هذا كان معروفاً مسبقاً لكن الأهالي أصرّوا على العودة.
وعلى خط البقاع الشمالي، بدت العودة أسهل بعض الشيء، لأنّ فاتورة الدمار كانت أقل، وفي هذا الإطار أشار محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر إلى أنّ عدد العائلات النازحة في مراكز الإيواء في المحافظة انخفض من ٢٨٣٩ عائلة يوم الثلاثاء الماضي إلى ٤٤ عائلة مساء أمس الجمعة. كذلك عادت غالبية العائلات من بلدات دير الاحمر إلى بوداي وبعلبك وشمسطار والنبي شيت وغيرها.
وفي هذا الإطار لفت الباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين لـ “هنا لبنان” إلى غياب الإحصاء الدقيق بعدد العائدين إلى قراهم، وإلى مراكز الإيواء من جديد بسبب بيوتهم المهدّمة، لأنّ تأرجح العودة ما زال قائماً وبقوة، وقال: “ربما سيصدر الإحصاء الثلاثاء المقبل لأنه يحتاج إلى الكثير من التدقيق”، وأوضح بأن لا مدارس لإيواء النازحين العائدين إليها إعتباراً من يوم الإثنين المقبل، لأنّ جميع المدارس الرسمية ستعاود التعليم، وقد تبلغوا بضرورة السكن لدى أقربائهم أو في أمكنة أخرى.
مواضيع مماثلة للكاتب:
بو حبيب لنظيره السوري: نؤكد وقوف حكومة لبنان مع الحكومة السورية الجديدة | “كما فعلنا مع حزب الله”.. نتنياهو يتوعد الحوثيين! | حظر تجول في اللاذقية وحمص بعد اشتباكات ومظاهرات |