البستان، ميس الجبل ودير ميماس.. سكانها لم يعودوا والتنسيق قائم مع الجيش اللبناني

خاص 1 كانون الأول, 2024

يواصل الجيش اللبناني إجراءاته لتعزيز انتشاره في جنوب الليطاني وبسط سلطة الدولة، وقد أقام سلسلة حواجز على مداخل البدات الحدودية لتنظيم عودة الأهالي، خصوصاً أنّ الجيش الإسرائيلي لم ينسحب من العديد منها، وقد أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي تحذيراً شمل 70 بلدة منع سكانها من العودة.

بلدة البستان الحدودية، في القطاع الغربي، من القرى السنية في الحافة الأمامية التي لا تزال تحت السيطرة الإسرائيلية، تعرضت لتدمير كبير، وقام الجيش الإسرائيلي بتغيير معالمها.

ويقول رئيس بلديتها عدنان الأحمد لـ “هنا لبنان” إنّ “بلدة البستان منكوبة، فمن أصل 332 وحدة سكنية، لم يبق إلّا مبنى المدرسة الرسمية قائماً. كما لم يتمكن أحد من أهالي البلدة من الوصول اليها، ويعتمدون على صور الأقمار الصناعية، لمعرفة مصير منازلهم”. ويقول الأحمد إنّ “هذه البلدة التي تتميز بجمال عمرانها تغيرت معالمها، وقام الجيش الإسرائيلي بجرف الطرقات وتفجير مبنى البلدية والآليات التابعة لها، والآبار الارتوازية والمركز الزراعي، والمولدات الكهربائية الخمسة التي تمتلكها البلدية، إضافة الى جرف بساتين الزيتون والبلح.”

ويقول الأحمد، إنّ “الطرقات من البياضة وشمع مقطوعة ويستحيل الوصول عبرها الى البلدة، ومن وصل إلى طيرحرفا أو إلى مجدل زون أخبرهم أنّ البلدة منكوبة، وحتى الطرقات تم جرفها، وباتت غير سالكة للسيارات ويحتاج من يدخل البلدة إلى جرافة أو شاحنة”.
بلدات البستان، يارين، علما الشعب ومروحين التي تقع في القطاع الغربي دمّرت بالكامل، ويفترض أن تكون ضمن المناطق التي ستشملها المرحلة الأولى من الانسحاب الإسرائيلي. إلّا أنّه حتّى بعد الانسحاب سيتعذّر على المواطنين الدخول، ريثما تقوم فرق الهندسة في الجيش اللبناني من تنظيف مخلفات الحرب وإزالة الألغام وتفجير الذخائر غير المنفجرة.

في بلدة دير ميماس، الوضع مختلف قليلاً، فقد تمكّن عدد من الأهالي في اليوم الأول من وقف إطلاق النار من الدخول إلى منازلهم، وتفقّد ممتلكاتهم، إلّا أنّه بعد دخول الجيش قام بتنظيم دخول الأهالي حفاظاً على سلامتهم.

ويقول رئيس بلدية دير ميماس جورج نكد لـ “هنا لبنان” أنّ “الأهالي استطاعوا الدخول إلى البلدة بعد الحصول على إذن من الجيش اللبناني والتّدقيق بهويّاتهم إلّا أنّ معظمهم عاد وغادرها خصوصاً بعدما ورد اسم البلدة في لائحة البلدات التي حذّر الجيش الإسرائيلي السكان من العودة إليها، إضافة إلى أن لا كهرباء ولا ماء فيها فقد استهدف الجيش الإسرائيلي الآبار في المنطقة إضافة إلى ألواح الطاقة الشمسية التي كانت البلدية قد وضعتها لتأمين الكهرباء للمنازل”.

ويقول نكد أنّ “الجيش الإسرائيلي غير موجود في دير ميماس حالياً، لكنّه يقوم بتسيير دوريات من منطقة تل النحاس، ويعود وينسحب، كما فعل عندما دخل كنيسة دير ماما في البلدة ونشر فيديو وهو يقوم بالاستهزاء من الشعائر الدينية المسيحية”.

ويؤكّد نكد أنّه على تنسيق دائم مع الجيش اللبناني، الذي يقدّم كلّ التسهيلات الممكنة للأهالي ويقوم بكل الإجراءات المطلوبة للحفاظ على سلامتهم.
أمّا عن الدمار في البلدة فيقول نكد أنّ “القصف الإسرائيلي طال أطراف البلدة، قبل بدء عملية التوغل البري ما أدّى إلى تدمير مبنيين بالكامل ومبانٍ أخرى جزئياً”.
ميس الجبل الحدودية أيضاً شملتها التحذيرات الإسرائيلية بعدم العودة إليها، ويشرح رئيس بلديتها عبد المنعم شقير لـ”هنا لبنان” أن “لا وجود حالياً للجيش الإسرائيلي في البلدة بل على مشارفها، إلّا أنّ الأهالي لم يتمكّنوا من الدخول إليها إذ يقوم الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار باتّجاه أيّ مواطن يحاول الاقتراب”.

ويضيف شقير: “هناك تدمير كبير وشاسع في البلدة، أحياء بأكملها دمّرها الإسرائيلي، من ضمنها السراي الحكومي في البلدة، وحدها المستشفى بقيت صامدة”.

وذكّر رئيس البلدية المواطنين بعدم التوجه إلى البلدة، لما يشكّل ذلك من خطر على حياتهم إذ هناك الكثير من القنابل غير المنفجرة إضافة إلى بعض المنازل المفخخة، مؤكداً الثقة بالجيش والدولة لتتولى زمام الأمور.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us