في اليوم التالي للحرب.. شقق سكنية بأسعار مغرية في الضاحية الجنوبية!
ما إن دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والحزب حيز التنفيذ، حتى سارع عدد كبير من أصحاب المنازل في منطقة الضاحية الجنوبية إلى عرض بيوتهم للبيع خوفاً من أن يعيشوا كابوس الحرب مرة ثانية
كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:
“شقق للبيع بأسعار مغرية”، إعلانات “رنانة” لأصحاب الشقق السكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت الذين قرروا بيع منازلهم بعد الحرب بحثاً عن بيوت في مناطق أكثر أماناً.
ما إن دخل إتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ حتى سارع عدد كبير من أصحاب المنازل في منطقة الضاحية الجنوبية إلى عرض بيوتهم للبيع خوفاً من أن يعيشوا كابوس الحرب مرة ثانية.
ويقول محمد، بيروتي الأصل، لموقع “هنا لبنان” إنّ “كابوس الحرب وهاجس تكرارها دفعه لعرض بيته في منطقة بئر العبد للبيع بنصف ثمنه، فهو لا يريد العيش مجدداً في الضاحية بعد أن تمكن من الخروج من منزله بأعجوبة أثناء القصف الإسرائيلي”.
ويضيف: “خرجت من منزلي تحت القصف، كان معي طفلي الرضيع، عشنا أبشع اللحظات، ولا نريد أن نعيشها مجدداً”.
تتكرر المشاهد، وتتراكم المآسي، فاطمة ابنة الضاحية والتي فقدت 3 أشخاص من عائلتها خلال الحرب، هي أيضاً تريد الانتقال من برج البراجنة إلى منطقة أخرى، ربما إلى بيروت، فهي لا تعرف بعد إلى أين ستتجه، وكل ما تريده التخلص من منزلها، قائلة: “بدي بيع البيت وقد ما يجيب”.
وتتابع فاطمة حديثها وبقلبها غصة كبيرة: “قرار بيع المنزل ليس سهلاً، ذكرياتي وطفولتي في زواياه لكن لا خيار أمامي سواه، لا أريد أن أرى الخوف في عيون أولادي مجدداً، لا أريد أن أعيش كابوس خسارة الأحبة، إنها أيام ثقال عشناها خلال الحرب”.
جواد من بيروت أيضاً اتخذ القرار نفسه، وقرر الخروج من المريجة دون رجعة، بعد أن قصفت إسرائيل مبنىً مقابل منزله، واصفاً تلك اللحظة بـ “الصدمة الكبيرة”.
ويقول: “أعلم أنني تعبت على منزلي كثيراً ، فيما أعرضه بأقل من سعره بكثير، ولكن ربما هذا الخيار الأنسب والأصح بنسبة لي ولعائلتي، وأعلم أنّ خروجي من المنطقة التي نشأت فيها سيكون صعباً لكن لا بد منه”.
“هنا لبنان” اتصل بصاحب إحدى مكاتب بيع العقارات في الضاحية الجنوبية حيث أكد لنا “أنه مع دخول اتفاقية وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ارتفعت نسبة عرض البيوت للبيع بنسبة 30% تقريباً، فيما انخفضت أسعار الشقق السكنية في الضاحية الجنوبية بين 30 % و50%، خصوصاً وأنّ عدداً كبيراً من السكان فضلوا الانتقال للسكن في مناطق أخرى”.
وفي الإطار، يعتبر رئيس نقابة مالكي العقارات والأبنية المؤجرة باتريك رزق الله أنّ “حق البيع والشراء هو حق مقدس ينطلق من مبدأ حرية التصرف بالملكية الفردية التي يكفلها الدستور، ولكل مالك أو مؤجر تقدير الظروف الاقتصادية والمالية والمعيشية التي يعيشها واتخاذ كافة الإجراءات المناسبة لتأمين مداخيل له”.
وأمل رزق الله: “من الدولة اللبنانية، خصوصاً بعد انتهاء الحرب أن تبادر إلى ورشة تسريعية يكون على رأسها البت أو إعادة قانون تحرير الإيجارات غير السكنية إلى الحكومة لنشره في الجريدة الرسمية والعودة عن هذا الخطأ الكبير، ما يعزز من ثقة المواطن من جديد بالدولة اللبنانية خصوصاً بعد انتهاء فترة الحرب ويعيد إليه في الوقت نفسه الثقة بالتأجير ويمكّنه من الحفاظ على أملاكه في حال تأجيرها، ما يعزز الثقة لدى المالك بالقوانين اللبنانية ويعطيه حافزاً لعدم البيع وبالتالي يكون قادراً على الاستمرار بتأمين معيشته كما يجب”.
ويحث رزق الله ويشجع جميع المؤجرين بالتحديد وليس المالكين فقط على عدم البيع وعلى إيجاد ربما بعض المداخيل الأخرى والصبر في هذه الفترة الراهنة كي يستعيد لبنان عافيته ونتمكن من استعادة الثقة بخدمة الإيجار، طالباً من الدولة المساندة في هذا الأمر”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
“فساد ما بعده فساد”.. “سماسرة” داخل المكاتب في المرافق الحكومية! | مرسوم دعم متقاعدي الخاص في الجريدة الرسمية…هل تلتزم المدارس؟ | خسائر القطاع الزراعي وصلت إلى 70% ..”والحبل على الجرار” |