كتير هيك يا حاج
يعتقد الحاج قماطي، أنّ عدم رد المقاومة سمح للعدو أن يستمرّ بعدوانه من دون رادع، ولو بوتيرة لا تهدد سقوط الإتفاق. فليقرص أحد العقلاء محمود بأذنه، وليهمس في الأذن المقروصة: أنّ من ورّط لبنان في حرب المشاغلة وحوّله سماءه إلى ملعب للطائرات العدوة وغامر بحياة اللبنانيين وأرزاقهم على مدى 14 شهراً، هو من زعم أنه يحمي لبنان!
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
فيما كانت القوات الإسرائيلية تخوض مواجهات برية مع “حزب الله” في العديسة وكفركلا ومارون الراس وتدمر مخازن أسلحة وأنفاق في ثالث أيام تشرين الأول، طلع نائب رئيس المجلس السياسي في “الحزب” الحاج محمود قماطي في يوم 4 تشرين الأول ليعلن أنّ المجاهدين نجحوا في منع أي محاولات تسلل إسرائيلية إلى الأراضي اللبنانية، ومؤكداً تفوق “الحزب” على العدو الإسرائيلي في المجال البري وعند الالتحام على الأرض. نفس الكلام ردّده قبله الشيخ نعيم، والحاج محمد رعد، وباقة من الشهداء القادة. النجاح والنصر حليفا الحزب في كل معاركه ضدّ العدو، ويشهد على ذلك القائد البحار الملهم إميل لحود بقوله إنّ المقاومة (الإسلامية) منعت إجتياح لبنان. وعلى المقياس العلمي نفسه لولا التصدي البطولي لفريق ريال مدريد في مبارة الكلاسيكو أمام برشلونة قبل أسبوع، لجاءت النتيجة 16 – صفر وليس أربعة إلى صفر!
كتير هيك يا حاج!
كنت واثقاً أنّ بعد اتفاق التهدئة بين دولة الحزب ودولة إسرائيل برعاية الشيطان الأكبر، سينظر الحاج قماطي وأخوانه القادة إلى واقع الأرض بواقعية، متخلّين عن المكابرة والتشاوف والعنجهية وتسويق الأوهام فوق الركام. خيّب الحاج ثقتي، فقال لا فض فوه “ها قد مرت خمسة أيام ونحن لا نتدخل فمن يدافع عن لبنان؟”.. ذلك في تعليقه على الإعتداءات الإسرائيلية، ما اضطر مجاهدي الحزب إلى قصف مزارع شبعا بصاروخين إلهيين ليس بهدف تحريرها على الأرجح.
يبدو أنّ الحاج قماطي لا يشاهد التلفزيون. لم يخبره أحد أنّ بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في السابع والعشرين من نوفمبر، زحف الجنوبيون والبقاعيون وأهل الضاحية الجنوبية، في مسيرات فرح إلى مناطق تهجيرهم باستثناء تلك التي لا تزال تحت سيطرة الإحتلال.
لم يعلم بعد أنّ الرحلات إلى مطار رفيق الحريري الدولي، وليس منه، فوّلت في خمسة أيام.
ولم يسمع أن موعد انتخابات الرئاسة بات على مرمى شهر ونيّف.
ولم يرَ الأضواء عادت إلى المدن في خمسة أيام.
ولم يشاهد في خمسة أيام الورش تعيد الحياة إلى الأحياء مع عودة الأراكيل وصخب الباعة.
ولم يلمس تبدّلاً إيجابياً في يوميات اللبنانيين واهتماماتهم.
يعتقد الحاج قماطي، أنّ عدم رد المقاومة سمح للعدو أن يستمرّ بعدوانه من دون رادع، ولو بوتيرة لا تهدد سقوط الإتفاق. فليقرص أحد العقلاء محمود بأذنه، وليهمس في الأذن المقروصة: أنّ من ورّط لبنان في حرب المشاغلة وحوّل سماءه لبنان إلى ملعب للطائرات العدوة، ومن غامر بحياة اللبنانيين وأرزاقهم على مدى 14 شهرا هو من زعم أنه يحمي لبنان. تضحيات الشهداء مقدّرة في كل آن. دمهم المراق نتيجة أخطاء في التقدير.
حاج محمود، ولو بدها تطلع تقيلة: “خفّف عن جحشتك قليلاً” قمت بواجبك كاملاً وممنونين شواربك. عدم الرد في خمسة أيام هو عين الصواب.
مواضيع مماثلة للكاتب:
شعب +جيش- مقاومة | مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد |