فضيحة “لقاح إنفلونزا”: صفقة في الخفاء.. هل تم بيعها لدول عربية؟
لقاحات إنفلونزا مفقودة من الصيدليات رغم زيادة طلب المواطنين عليها، ما طرح الكثير من علامات الإستفهام، وارتبطت التساؤلات عن فقدان اللقاح من الأسواق باحتمال بيع اللقاحات للعراق من خلال صفقة ضخمة يحضّر لها في أروقة وزارة الصحة، بحجة أنّ الفترة الزمنية لتلقيها ولّت
كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:
تزامناً مع بدء موسم إنفلونزا الموسمية يتهافت اللبنانيون كل عام لتلقي “لقاح الإنفلونزا” بهدف التقليل من خطر الإصابة بها ومضاعفاتها، حيث توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بتلقي كل شخص يبلغ من العمر 6 أشهر أو أكثر اللقاحات المضادة للإنفلونزا سنوياً.
وفي لبنان وبعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحزب الله ونزوح أكثر من مليون ونصف المليون لبناني ولجوء عدد كبير منهم إلى مراكز الإيواء التي تكتظ بالناس، قامت وزارة الصحة من خلال خطتها الصحية بسحب اللقاحات في خطوة استباقية بهدف إعطائها للنازحين في مراكز الإيواء حفاظاً على الصحة العامة وكي لا يضاف إلى مصائبهم هم جديد، ما أدى إلى فقدانها من السوق اللبنانية طوال فترة الحرب وهي الفترة التي كان من المفترض أن يتلقى فيها كل من يريد الوقاية من الإنفلونزا، هذا اللقاح، وهو ما أكده عدد من الأطباء لموقع “هنا لبنان”.
وعلى الرغم من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منذ أسبوع وعودة معظم النازحين إلى ديارهم لا تزال لقاحات إنفلونزا مفقودة من الصيدليات رغم زيادة طلب المواطنين عليها خصوصاً من يعانون من أمراض مزمنة وربو وحساسية، ما طرح الكثير من علامات الإستفهام لدى المواطنين من جهة ولدى بعض الصيادلة والأطباء من جهة أخرى.
وارتبطت التساؤلات عن فقدان اللقاح من الأسواق بحسب بعض الأطباء باحتمال بيع اللقاحات للعراق من خلال صفقة ضخمة يحضّر لها في أروقة وزارة الصحة، بحجة أن الفترة الزمنية لتلقيها ولّت وبالتالي إن تلقي اللقاح أصبح خلال هذه الفترة بلا جدوى.
ولقاح الأنفلونزا المستورد هذا العام هو Vaxigripe Tetra ويعود إلى شركة Sanofi Pasteur الفرنسية ويحتوي على أربع أنواع من الفيروسات ،ولقاح Influvac Tetra ويعود إلى شركة Abbott الهولندية ، ويحتوي أيضاً على أربعة أنواع من الفيروسات. أما بالنسبة لوكيل اللقاحين في لبنان فهي Mersaco.
وكان وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض قد أطلق حملة وطنية للتلقيح ضد الإنفلونزا بالتعاون مع منظمة اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، هدفها حماية الفئات الأكثر عرضة للخطر، خاصة النازحين من كبار السن وكل من يعاني من أمراض مزمنة، في ظل الاكتظاظ في بيوت الضيافة وسط أزمة النزوح.
فهل فعلاً تم سحب لقاحات إنفلونزا وبيعها لدول عربية؟
عضو نقابة الصيادلة سهيل غريب يقول لموقع “هنا لبنان” أنّ الحصول على لقاحات انفلوزنزا يتم عبر طلبية مسبقة يحدد فيها الصيدلي كمية اللقاحات التي يريدها، على أن يتم حجزها قبل شهر تقريباً وكذلك الحال بالنسبة للأطباء. مشيراً إلى أنّ هذا اللقاح لا يكون متوفراً على مدار السنة لأن مدة صلاحيته عادة ما تكون محددة لفترة معينة”.
ويلفت غريب إلى أن “لقاح إنفلونزا غير موجود في الاسواق اللبنانية حالياً لأن الكمية تم بيعها، ويقول: “حتى الساعة لا أستطيع أن أجزم موضوع سحب اللقاحات وبيعها لدول عربية عبر وزارة الصحة”.
فيما يؤكد مصدر رفض الكشف عن اسمه أنّ تاريخ وزارة الصحة حافل بالفساد وقد يكون هناك فعلاً من أعدّ الصفقة وسحب اللقاحات وباعها لدول عربية كالعراق مثلاً وهو أمر غير مستبعد، خصوصاً وأنّ عددًا كبيرًا من الصيادلة الذين يطلبونها تم إبلاغهم بنفاذ الكمية ما أثار الشكوك والشبهات حول الأمر”.
ولمعرفة موقف وزارة الصحة من هذا الموضوع حاول “هنا لبنان” الاتصال بها إلا أننا لم نلقَ استجابة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
قطاع المطاعم يتحضّر لاستقبال الأعياد والحجوزات مشجعة | هل سيقبل “الحزب” بتجريده من السلاح؟ | كيف ستبدو “نيو سوريا” بعد سقوط حكم الأسد؟ |