بعد سقوط النظام السوري.. مؤشرات قوية لإنتخاب الرئيس وبورصة الأسماء تبدلت


خاص 9 كانون الأول, 2024

قبيل موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية في التاسع من كانون الثاني المقبل سقط النظام السوري وتبدل المشهد السياسي في لبنان بعد إصرار الثنائي الشيعي على التمسك بحليف الرئيس بشار الأسد سليمان فرنجية، وغدت جلسة انتخاب الرئيس ضرورة ملحة بعد عامين من الفراغ في سدة الرئاسة و12 جلسة من دون نتيجة

كتبت شهير إدريس لـ”هنا لبنان”:

ما أشبه اليوم بالرابع عشر من آذار في العام 2005 حيث خرج الجيش السوري وأنهى تواجده في لبنان لمدة 30 عاماً إثر إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وثورة الأرز حيث تمت المطالبة بالحرية والسيادة والإستقلال والحقيقة، بعد أن كان النظام السوري يتدخل في كل شاردة وواردة لا سيما إنتخاب رؤساء الجمهورية وتشكيل الحكومات بعد إتفاق الطائف وحيث لم يشهد لبنان أي إنتظام للحياة السياسية والرئاسية.
وقبيل موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية في التاسع من كانون الثاني المقبل سقط النظام السوري وتبدل المشهد السياسي في لبنان بعد إصرار الثنائي الشيعي على التمسك بحليف الرئيس بشار الأسد سليمان فرنجية، وغدت جلسة إنتخاب الرئيس ضرورة ملحّة بعد عامين من الفراغ في سدة الرئاسة و12 جلسة من دون نتيجة. إلا أن التفاؤل بإنتخاب رئيس خلال جلسة الإثنين في 9 كانون الثاني ما زال يشوبه الحذر وبشكل خاص لدى الكتل النيابية التي اعتبرت تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري لموعد الجلسة أمراً إيجابياً لا سيّما أنه جاء بعد إتفاق وقف إطلاق النار وأنّ الجلسة ستكون مفتوحة وبدورات متتالية حتى إنتخاب الرئيس.
الكتل النيابية تعد العدة عبر اجتماعات ولقاءات مكثفة في ظل سريان أجواء التفاؤل الحذر إضافة إلى إظهار مؤشرات بأنّ الجلسة جدية وحاسمة وذلك عقب كلام بري الأخير بأنّ الجلسة في موعدها وسيحصل إنتخاب لرئيس الجمهورية إن شاء الله وقوله “يحكوا قد ما بدن لأن الحكي ببلاش”. وكذلك مع دعوته سفراء الدول المعنية بالملف اللبناني لحضور الجلسة إلى جانب الموفد الرئاسي الأميركي وعراب اتفاق وقف إطلاق النار آموس هوكشتاين الذي اعتبر أنّ “لبنان أمام فرصة مهمّة لاستعادة استقراره السياسي والاقتصادي عبر إجراء الإنتخابات الرئاسية في البلاد وانتخاب رئيس جديد مما سيشكل خطوة حاسمة نحو تحفيز وتحقيق هذا الإستقرار، وتمنى أن يتم تشكيل حكومة مستقرة تستجيب لتحديات المرحلة المقبلة وتعكس رغبتهم في التغيير”.
مصادر مقربة من عين التينة أكدت لموقع “هنا لبنان” أننا ذاهبون الى إنتخاب رئيس بنسبة 90% للإنتقال الى مرحلة جديدة مع عدم الدخول في الأسماء المرشحة لا سيما مع تبدل المشهد وضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن إذ سيكون لذلك إرتدادات إيجابية على الإستقرار في البلاد وعلى إنتظام عمل المؤسسات الدستورية، واعتبرت المصادر أن سقوط النظام في سوريا سيكون له انعكاس كبير على لبنان واللبنانيين لا سيما على القوى السياسية التي عليها ترتيب وتحصين الوضع الداخلي وأن يشكل ذلك حافزاً بالنسبة لها لإنتخاب الرئيس سريعاً والتوافق في الفترة التي تسبق الجلسة وبناء تفاهمات تقرب المسافات وتزيل العقد بالتزامن أيضاً مع تطبيق إتفاق وقف إطلاق النار وإعادة انتشار الجيش اللبناني على الحدود، لتبدأ معها عملية إعادة الإعمار التي من شأنها ايضاً التأثير على الدورة الإقتصادية. كما أشارت الى ضرورة توخي الحذر بعد ما جرى وسيجري في سوريا والإتفاقات الدولية والإقليمية خصوصاً أن المحك دائماً يكون في لبنان.
فرصة الشهر حتى موعد جلسة الإنتخاب وتبدل الأوضاع الداخلية على وقع تراجع نفوذ حزب الله وسقوط نظام الأسد ستمنح الأفرقاء السياسيين داخلياً والدول الإقليمية المعنية بالملف اللبناني وقتاً كافياً من أجل البحث والنقاش لإنتقاء المرشح المناسب من بين الأسماء المطروحة والمتداولة ومن بينها قائد الجيش العماد جوزيف عون والمدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري والسفير السابق العميد جورج خوري والوزير السابق زياد بارود ومرشح فرنسا سمير عساف.
فيما تتوقع مصادر نواب المعارضة أن يكون تاريخ 9 كانون الثاني حاسماً لإنتخاب الرئيس وفق الدستور لا سيما أن المقاربة باتت مختلفة بعد التطوّرات الحاصلة لدى الثنائي الشيعي الذي عطّل إنتخاب الرئيس على مدى 12 جلسة آملة أن تتبدّل الصورة لمصلحة لبنان، ومشيرة إلى أنّ التريث والتنسيق المستمر بين جميع الأفرقاء سيؤدي الى إختيار المرشح الأفضل لأنّ المرحلة أصبحت مختلفة وتتطلب جهوداً إضافية وتوازنات معينة داخل المجلس النيابي وبالأخص مع من لم يتّخذوا قرارهم بعد وكانوا يسايرون الثنائي ويقومون بحسابات للمرحلة المقبلة.
وعلى أمل تأمين نصاب قانوني لجلسة الانتخاب المنتظرة وحصول تسويات داخلية وخارجية ستشهد الأيام القادمة سلسلة لقاءات وإجتماعات على جميع المستويات بهدف تذليل العقبات من أجل انتخاب الرئيس المناسب وإستعادة سيادة لبنان وإستقراره.
ومن جهتها، اعتبرت أوساط سعودية لموقع “هنا لبنان” أنّ انتخاب الرئيس في لبنان شأن داخلي لبناني يجب عدم التدخل فيه، وأشارت إلى أنّ ما حصل في سوريا عبر إنهاء حكم عائلة الأسد في فترة قصيرة جداً يعتبر مشهداً تاريخياً غير مسبوق في حياة السوريين إن كان في أثره أو في حسن تنفيذه، وما حققته الثورة السورية سيكون له إنعكاسات إيجابية على المشهد السياسي في لبنان.
وفي ظل بعض الغموض الدولي الذي يلف مصير إنتخاب رئيس للبنان خلال 9 كانون الثاني المقبل برزت جرعة فرنسية جديدة على صعيد انتخاب الرئيس مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى السعودية حيث حضر ملف الرئاسة وطلب ماكرون من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تسهيل تمرير انتخاب الرئيس عبر التأثير على الكتل النيابية السنية في لبنان، ولقاء ماكرون الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب على هامش إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام، وفي هذا الإطار أشارت مصادر فرنسية لموقع “هنا لبنان” إلى أنّ فرنسا لا تزال تسعى لتحقيق تقدم ملموس في الملف الرئاسي إلا أنّ المشهدية قد اختلفت بعد سقوط النظام السوري، مبديةً تخوّفها من حصول فوضى في سوريا على غرار ما حصل في ليبيا وتمددها الى دول الجوار لا سيما لبنان، مشددة على ضرورة إنتظار تبلور الصورة من أجل البناء على النتائج.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us