سقط نظام الأسد.. عاش لبنان..
رحلة العذاب الطويلة حطت رحالها، وبدأت مرحلة جديدة من النضال المختلف، نضال استعادة المعتقلين الأحياء من أقبية بشار ومعرفة مصير كل مفقود، ومن ثم الدفع نحو إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم بعد انتفاء مبرر خوفهم من النظام المخلوع
كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:
أسرع من الصوت كان سقوط نظام آل الأسد في الشام، بعد سنوات عجاف من القهر والعذاب والاستقواء على الشعبين الشقيقين في سوريا ولبنان.
لطالما اعتبر “النظام السوري المخلوع” لبنان، محافظة من المحافظات السورية، حكمها وتحكم بها ونهب خيراتها وقتل خيرة شبابها واعتقل المئات من دون رحمة ومن دون وجه حق.
وفي هذه المناسبة السعيدة، المنتظرة منذ عقود، لا بد من استذكار مناضلين شرفاء تشاركنا وإياهم صولات وجولات لتحريك ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السوريّة.
أتذكر رئيس هيئة دعم أهالي المعتقلين في السجون السورية “سوليد”، الصديق المرحوم غازي عاد الذي نظّم أهم وأطول اعتصام في حديقة “جبران تويني” مقابل الأسكوا لإسماع العالم صوت الذين لا صوت لهم، وأتذكر المرحوم مسعود الأشقر “بوسي”، الذي كان يداوم هناك، كمن يذهب إلى العمل، وأتذكر رفيقي المناضل المرحوم أنطون الخوري حرب الذي دفع أثمانًا باهظة نتيجة حمله قضية المعتقلين، وأتذكر الشهيد المغدور لقمان سليم الذي قاوم حتى الرمق الأخير والذي حمل هذه القضية إلى العالمية وأنتج فيلمًا وثائقيًا شاهدناه في حرم السفارة الفرنسية في بيروت لأن الدولة البوليسية منعت عرضه.. وهنا لا بد من استذكار المعتقل السابق في سجن تدمر (ريف مدينة حمص) ورئيس لجنة المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو دهن الذي أنتج أفضل كتاب “عائد من جهنّم”، شرح فيه أدق تفاصيل المعاناة في سجون القهر السوريّة، ولم تغب عن بالي عبارة، “هنا في هذا السجن منع حافظ الأسد وجود الله.. نحن نميتكم ونحن نحييكم..”.
من ينسى وداد حلواني رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان، ومن ينسى صونيا عيد وفيوليت ناصيف، وفاضل الطيّار ووديع الأسمر وغيرهم.
ومن ينسى ريشة الكاريكاتوريست المبدع بيار صادق الذي رَسم أنبل قضية بأبهى صورة.
وبالأمس، احتفلنا في أشرفية البشير، وفي بكفيا حيث يرقد الشهيد الأكبر الرئيس بشير الجميل والوزير الشهيد بيار الجميل، وفي معراب إلى جانب رئيس تكتل “الجمهورية القوية” الدكتور سمير جعجع لنقول معًا أنّ رحلة العذاب الطويلة حطت رحالها، وبدأت مرحلة جديدة من النضال المختلف، نضال استعادة المعتقلين الأحياء من أقبية بشار ومعرفة مصير كل مفقود، ومن ثم الدفع نحو إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم بعد انتفاء مبرر خوفهم من النظام المخلوع..
هي ورشة بناء دولة بكل ما للكلمة من معنى، تبدأ بانتخاب الرئيس وتأليف الحكومة، دولة يحكمها القانون ويحميها الجيش والمؤسسات الأمنية الشرعية التي بدأت تستعيد عافيتها رويدًا رويدًا.. دولة سلاحها شرعي وأحزابها سياسية منزوعة السلاح..
مواضيع مماثلة للكاتب:
وصفة رئاسية للبنان المزدهر.. | ربط الساحات بدأ في إيران وانتهى في إسرائيل | أي سحرٍ يحوِّل هزيمة “الحزب” إلى انتصار؟ |