المحلات التجارية والمولات تعجّ بالزبائن.. وحركة المبيعات تسجل ارتفاعاً
إرادة الحياة لدى الشعب اللبناني تبقى الأقوى، فعلى الرغم من الأزمات والتحديات استطاع القطاع التجاري مؤخراً أن يحقق انتعاشاً ملحوظاً خصوصاً في بيروت بعد أن شهدت أسواقها التجارية حركة مبيعات نشطة يُعول عليها في تحريك الدورة الاقتصادية
كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:
كل ما في الشوارع التجارية والمولات والمحلات يلفت الأنظار ويشي بأنّ لبنان قد دخل بفترة الأعياد رغم أنّه لم يمضِ شهر على اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، ما يعني أنّ إرادة الحياة لدى الشعب اللبناني تبقى الأقوى. فعلى الرغم من الأزمات والتحديات استطاع القطاع التجاري مؤخراً أن يحقق انتعاشاً ملحوظاً خصوصاً في بيروت بعد أن شهدت أسواقها التجارية حركة مبيعات نشطة يُعول عليها في تحريك الدورة الاقتصادية.
وإقبال الزبائن كان لافتاً على شراء مستلزماتهم من الملابس والحاجيات بالتزامن مع موسم عيدي الميلاد ورأس السنة وعودة النازحين إلى ديارهم.
وعلى عكس الأشهر الماضية، شهدت المولات حركة كبيرة وازدحاماً بالزبائن، لا بل وحركة بيع أكثر من طبيعية، منهم من كان يتحضر لاستقبال العيد وآخرون يريدون شراء كسوة الشتاء خصوصاً النازحون الذين عادوا إلى منازلهم بعد الحرب.
“هنا لبنان” جال على بعض المحلات لرصد حركة المبيعات، حيث أكد صاحب إحدى المحلات في سوق عفيف الطيبة – منطقة طريق الجديدة أنّ الحركة على شراء الأحذية والملابس الخارجية والداخلية ارتفعت كثيراً خلال الفترة التي لحقت دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لافتاً إلى أن الكثير من الزبائن الذين حضروا كانوا قد خسروا منازلهم وأغراضهم خلال الحرب ولم يتمكنوا من إخراجها، ومع توقف الحرب وعودتهم إلى منازلهم تهافتوا على شراء كسوتهم.
وكذلك الحال بالنسبة لسوق بربور حيث أكد أصحاب المحلات زيادة الطلب على الملابس الشتوية والبياضات وغيرها.
وفي سوق الحمرا رصدنا أيضاً حركة لافتة واكتظاظاً في المحلات التجارية، فاللبنانيون لم يستطيعوا مقاومة رغبتهم في التسوق رغم كل الظروف. وبفضل هذه الإرادة توجهوا إلى الأسواق وتهافتوا على شراء الهدايا وحاجيات العيد على الرغم من ارتفاع الأسعار ربما بسبب زيادة الطلب.
وتقول صاحبة متجر في المنطقة: “حركة البيع هذه السنة جيدة مقارنة بالسنة الماضية، وزادت بنسبة 60% تقريباً مقارنة بالأشهر الماضية بالرغم من ارتفاع كلفة الشحن والتي رفعت تسعيرة البضاعة، نحن لم نعمد إلى زيادة الأسعار بسبب ارتفاع الطلب كما يشاع. ولكن بالإجمال المواطنون تفهموا هذا الواقع وتقبلوه، فهم يريدون الشعور بأجواء العيد والخروج من كابوس الحرب الذي عاشوه لـ 66 يوماً”.
أما جويل متسوقة في منطقة الأشرفية تقول لـ “هنا لبنان” : “رغم الظروف القاهرة التي عاشها لبنان، نستعد لاستقبال العيد، المواطن اللبناني يحمل في داخله إصراراً على الاستمتاع بالحياة رغم المآسي، سنتسوق ونشتري الهدايا ونحتفل ولو كانت فرحتنا ناقصة مؤكدة أنّ أجواء العيد ستمكّن المواطنين من التغلب على الحزن”.
بهذه الأجواء أطلت بيروت متألقة نافضة عنها غبار الأوضاع غير المستقرة التي عاشتها خلال الحرب لتؤكد مرة جديدة أنها مدينة الحياة التي لا تموت أبداً.
مواضيع مماثلة للكاتب:
قطاع المطاعم يتحضّر لاستقبال الأعياد والحجوزات مشجعة | هل سيقبل “الحزب” بتجريده من السلاح؟ | كيف ستبدو “نيو سوريا” بعد سقوط حكم الأسد؟ |