محامية سورية لـ “هنا لبنان”: اعتقال السوريين كان يتم بطريقة عشوائية ولم نكن نعرف مكانهم
هي صور وفيديوهات، عجزت العين عن تصديقها، والعقل عن استيعابها. فيديوهات لسجناء خرجوا إلى الضوء بعد سنوات من الاعتقال التعسفي والظلم والتعذيب والتنكيل.
بعضهم لا يعرف اسمه، بات رقماً يناديه به السجّان، والبعض الآخر نسي لون الشمس وحرارتها، حتى بات لا يفقه من الأبجدية حروفها.
هو صمت أو ذهول أو اضطراب نفسي، صمت أقوى من أي تعبير، بعدما عجزت روائع اللغة العربية وتعابيرها عن وصف ما كان يجري في سراديب سجون الأسد التي تحولت إلى مسالخ بشرية.
أقبية الأسد المظلمة، ووسائل “الأسدية” الإرهابية باتت مرادفاً للسادية والتعذيب والانتقام والإجرام، وتخطت نازية هتلر بأشواط.
تروي المحامية والناشطة السياسة السورية فاطمة عبدالله لـ “هنا لبنان” أنه كان يتم اعتقال المعارضين السوريين بطريقة عشوائية، دون مراعاة أي أصول للقانون أو للأحكام القضائية، وفي أغلب الأحيان كان يتم فقدان الاتصال بمعظم هؤلاء الأشخاص و يصعب التنبؤ بمصيرهم، إذا كانوا يتواجدون في مراكز أمنية لدى الدولة للتحقيق معهم أم أحيلوا للمحاكم المختصة أو ربما تمت تصفيتهم على يد فصائل مسلحة أخرى.
وأشارت عبدالله إلى أنّ العديد من العائلات عانت من هذه المسألة، ولم يكن لها أي حل، ولم تكن الدولة السورية تراعي القوانين الناظمة بحقوق المعتقلين.
وأشارت عبدالله إلى أنّ السببا الذي لعب دوراً رئيسياً بنقمة السوريين على النظام السوري هو الوضع الاقتصادي المعيشي السيئ، وانخفاض القيمة الشرائية لليرة السورية، وفقدان المواد الأساسية مثل الغاز والنفط إضافة إلى ارتفاع الرسوم الجمركية، التي لا تتوافق مع المدخول السوري والرواتب، وانخفاض جودة الخدمات الطبية والكهرباء والاتصالات إضافة إلى مشاكل الخوف الوجودي لدى الأقليات، وهذا ما جعل الشعب السوري تواقاً إلى التغيير لتأمين حياة كريمة.
هو نظام مجرم استثمر ببناء سجون وابتكار أساليب التعذيب، بدل تطوير البنى التحتية والاهتمام بالطبابة والتعليم وتطوير سوريا والسوريين، وكانت منظومة تعذيب قمعية لأجيال من السوريين دخلوا إليها شباباً، وخرجوا منها شيباً يحملون في قلوبهم الأحقاد لأزلام الأسد.
مواضيع مماثلة للكاتب:
 لبنان الى واشنطن… صندوق النقد ليس مُنقذًا! |  تصعيد أميركي في اليمن: سلسلة غارات على الحوثيين.. وتسريبات أمنية تثير الجدل في واشنطن! |  اتصالات على أعلى المستويات بعد تصاعد وتيرة الغارات الإسرائيلية |
